
ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)
كتبه : زائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول
19 تعليق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بوووركت أخي الفاضل و بوركت جهودك
لقد بينت مفهوم القدر و القضاء في موضوع أقل ما يمكن القول فيه أنه قيم و طريقة جميلة و بأسلوب مقنع يجعل كل من يطلع عليه حريص أن يختار قدره من خلال أفعاله حتى يكون قضاؤه بمشيئة الله تعالى كما يريد
و لقد كان في بيانك لأثر التفاؤل و التشاؤم و ما يترتب عنهما من قضاء يجعل كل واحد منا يصحح سلوكه و يغير نظرته للحياة و يقف وقفة صادقة مع نفسه مليئة بالثة بالله تعالى و حسن الظن به
أما ما بينته من تمني الموت و ما يترتب عنه صراحة لا يوجد منا من لم تمر بفترات ضعف و يمكن القول يأس دفعته لتمني الموت و هو لا يدري ما يترتب عنه، لكن لما قرأت في موضوعك أثر في تغيير الكثير و الكثير من الآفكار و المواقف الغير صحيحة في سلوكاتنا ، فبارك الله فيكم و في علمكم و زادكم الله من فضله
فالحمد لله الذي يسر لي قراءة ما كتبت في هذا الموضوع خاصة و في غيره ، فبارك الله فيكم و في جهودكم و لا حرمنا و أمة الاسلام من علمكم و ثقل به موازين حسناتكم
خطأ كتابي ( حتى يكون قدره بمشيئة الله تعالى كما يريد) بل ( حتى يكون قضاءه بمشيئة الله تعالى حسنا كما يريد)
جزاكم الله خير اختنا لحضوركم وتعقيبكم
وقد وجدت ارتباطا وتلازما مع ما ورد في اسرار الدعاء ، وكلاهما يشكلان وصفة فعالة بقدرة الله وإرادته لتغيير حال المؤمن وتحقيق الرابطة الوثيقة مع الله حتى يحيل نفسه الى نفس تواقة بمعنى الكلمة بقدرة الله وكرمه.
لذاك كان النبي عليه الصلاة و السلام حريص على حمد الله تعالى في كل حال تفاؤلا فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ” (رواه ابن ماجه).
أخي الفاضل : فهمت مدى أثر تفاؤل و تشاؤم كل واحد منا المباشر و الملموس في حياته. فهل تفاؤلنا أو تشاؤمنا بواقع غيرنا له أثره في حياتهم؟؟؟ لا أقصد قضاء جوائجهم مثلا تشاؤم الوالدين بواقع أبناءهم ينعكس مثلا على مستقبلهم .( محتاجة للإجابة حتى أربطها بواقعة)
كيف نستطيع تربية أنفسنا و حتى أبناءنا عملا على مثل هذه المفاهيم؟؟؟
لي طلب عندكم : لا أدري إذا كان هناك من علق في مدونتكم على هذا الموضوع لكن لا يظهر لي أي تعليقات . فهل استطيع مشاهدة تعليقات غيري حتى استفيد منها إذا وجدت
وقبل أن أنسى هذا الموضوع من كثرة ما قرأته لا زلت أقرأه يوميا. و كأن بي وجدت كنزا. لم أفرح بموضوع قرأته كما فرحت بما قرأت في موضوع أضواء على مفاهيم القضاء و القدر.
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سبقتك أختي الكريمة في ما تشعرين به ، ولقد لمست ذلك واقعاً في حياتي الشخصية وتحديدا منذ أكثر من ثلاثة أعوام حيث بدأت الاحظ ظوهر غريبة في حياتي اليومية لن أغرق في سردها ولكنها دفعتني لاستبين وابحث ماذا يحدث ؟!
وهذا الذي أدونه هو نتاج ما توصلت إليه واستطعت التعبير عنه لأن هناك مالم أتمكن من التعبير عنه ، لقد نشأت لدي حاسة جديدة غير تلك الحواس التي نعرفها ، تنشط وتكمن تبعاً لما نهيئ به أنفسنا تؤثر في الوقائع التي تحدث .
إن تشاؤمنا بما يصيب الغير يوقع السوء بنا وهذا ما أحاول إيصاله ، فالمريض أو المصاب غالباً ما يحمل قدراً من التشاؤم يطغى على التفاؤل وبالتالي نحن بحاجة لتضخيم التفاؤل في أنفسنا بحيث يطغى على حجم التفاؤل الذي يغزو نفوس المتشائمين ، فنعود المريض لنبتكر كل ما يزرع التفاؤل في نفس ذلك المريض ، ونستطيع أن نلمس أثر فعلنا في شفاء ذلك المريض بقدرة الله وبلطفه سبحانه.
المتفائل في وسط عشرة متشائمين هو في خطر عظيم فأول ما نفعل هو تجنب المتشائمين إن لم نستطع تغييرهم لنتركهم ونتجنبهم ولنعلم أنهم الأقل إيماناً.
وإن كان اولئك المتشائمين ممن هم في محيطنا الأسري فيجب أن نغير حياتهم بكل ما نملك.
بالنسبة لأثر تشاؤمنا على مستقبل الآخرين ، نعم هو يقع لذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم على كتمان الحوائج التي لم تقضى بعد حتى لا يتشائم حيالها أحد فيؤثر في انجاحها ، والأبوين إذ يتشائما تجاه مستقبل ابنهما فلا شك بأن هذا من أقوى مؤثرات التشاؤم فينبغي لهما أن يستحضرا التفاؤل والفأل الحسن دوما
يجب أن نزرع هذه المفاهيم في أبنائنا لنخلق قوة تفاؤل تحيط بنا ، وهنا أرجو ان تقرأي هذا المقال :
http://wp.me/p1UaAD-71
كمثال كيف نقرأ القصص القرآني وكيف نربي أبنائنا على اكتشاف نسبية الخير والشر في حياتنا فما نسميه خيراً إنما هو في أعيننا خير وما نراه شراً هو في أعيننا مصيبة ولكنه قد يكون لآخرين خير وفائدة.
وهناك العديد من الدروس القوية لزرع مفاهيم التفاؤل في أنفسهم لينشأ جيل مؤمن محب لله عارف بكيفية الارتباط به سبحانه ونسبة الخير إليه جل شأنه.
بالنسبة للقراء والمعلقين فلم أخفي شيئا من التعليقات وليس هناك من علق فيما يبدو سواكِ ، بل أزيدك من الشعر بيت بأن الموضوع حذف من المنتدى ولم يعد منشوراً وهذه صورة من صور الحرمان الذي يجلبه البعض لأنفسهم بدون سبب فلم يجرؤ أحد على أن يبين لي مكان المخالفة العقدية التي ارتكبتها ولكن كثير من الناس هم أعداء ما يجهلون.
بارك الله فيكم أخي الفاضل و اعتذر مسبقا عما أخطائي الكتابية لأنني أرد من كمبيوتر الخاص بمكان العمل و الحروف فيه بالفرنسية لأن النت عندي بالبيت منقطع
بالنسبة لموضوعك أنا من قمت بنقله لقسم العقيدة بأنه بتعلق بها و حتى تجد من يطلع عليه ممن يريدون معرفة ما تعلق بالعقيدة و المفترص ض أن تصلك رسالة يتم ابلاغك بذلك ولكن السبب راجع للانقطاع المفاجئ بالمنتدى لم يتم ذلك و اعتذر نيابة عنهم
سأطلع على ما كتبت مرة أخرى عند عودة النت عندي لأنني قرأته في عجلة من أمري
الأخ الكريم /عدنان الغامدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بداية أشكر لك هذه الجهود البرّاقة والطروحات المميّزة في الاستدلال والتبسيط والبيان .
وقد مررت على بعضٍ من مواضيعك الراقية حقيقة وأُعْجِبْتُ بها .
أما ما مررت عليه في هذا الموضوع أجد بعضاً من النقاط التي تحتاج إلى وقفة واستفهام !!
أولا:
أتمنى على كل ناصحٍ وكاتب يرجو الثواب من الله تعالى ألا يخطِّئ من سبقه من العلماء بعبارات كالتي مررت عليها برفضك ما قالوه عن القضاء والقدر ، والخلط بين الأمرين ، وترك الناس يتيهون في تعريفاتهم !!
ثانياً :
عندما يعترض الناقد على من سبقه فلا بد من نقل ما قاله ومناقشته في طرحه .ثم يعرض ما لديه من بضاعة على الأمة !!
ثالثاً :
ما قرأته في مقالك الطيب أجدك عند الحديث عن القضاء والقدر تنسب الأعمال للعباد لبيان العدل وإثبات عدم الجبرية عند الزاعمين لها والقدرية الذين تاهوا في ضلال بدعتهم وفكرهم ، وتارة تعود لإثبات أن المشيئة لله أولا وأخيرا -وهذا الأخير حق- !!
أرى – بفهمي المتواضع – أن حضرتك قد خلطت في مقالتك بين أمور لم تتطرّق لها طوال المقال ؟؟!! ألا وهي :
هناك قضاء كوني .
وقضاء شرعي .
فالقضاء الكوني لا يتغير ولا يتبدل إلا بمشيئة الله تعالى .
والقضاء الشرعي متروك لمشيئة العبد ” فمن شاء فلؤمن ومن شاء فليكفر ”
وبهذا التقدير الأخير يكون كلامك واضحاً أكثر .
رابعاً :
مما أعلمه ومررت عليه ولك الرجوع إليه في كتاب ” سهل في العقيدة والتوحيد ” للدكتور الرضواني بقول :
الفرق بين القضاء والقدر :
1- القضاء ثلاث مراتب وهي [ العلم والكتابة والمشيئة ]والقدر أربع مراتب : ما سبق ويزيد مرتبة ” الخلق ” بالقدرة .!!
وهذا يعارض ما قلته كلياً وعكس ما طرحت أستاذي الكريم ؟؟!!
2- القضاء غيب لا يعلمه إلا الله ، والقدر يكون مشهودا عند وقوعه بالقدرة ..!!
3- القضاء يسبق القدر _ وهذا يعارض ما جاء في مقالك أيضاً !!
4- القضاء يتعلق بما سيكون ..بينما القدر يتعلق بما تم تنفيذه وخلقه .
خامساً :
لحضرتك لفتات قيّمة في مقالك لا تهضم بها فجزاك الله خيرا .
وقد يكون لي عودة بإذن الله تعالى ..وهذا على عجل ..
أرجو أن تتقبلوا احترامي ومقالي ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الاستاذ أبو نضال خلف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا : فأحمد الله إليكم أن أكرمني بتلقي مداخلتكم اللطيفة الهامة والتي ما نشرت هذا المقال إلا لأجلها ولأمثالها فتفضلكم بقراءة المقال ونقده شرف لي يسعدني ويهمني جداً وأعتز بكل جملة كتبتموها هنا.
ثانيا : فلن تختلف معي بأن عقائد الطوائف الإسلامية والمذاهب المختلفة تحمل صور من التضاد والمخالفة بين بعضها البعض فيما يتعلق بالعقيدة تجاه القضاء والقدر ، وهذا التضاد لا بد مع أن يكون جانباً منهم على صواب وجانباً آخر على خطأ بغض النظر عن أي جانب أقف انا فيه ، وهذا ما كنت أحاول أن أوصله للقارئ ولكن أن أسفه أو أجرِّم أو انتقص من علماء أفذاذ من سلفنا الصالح فمعاذ الله وإن فهم أحدٌ أني ارتكب ذلك فاستغفر الله من هكذا قول.
ولكنني أتبع منهجاً يقوم على تجنب قراءة أقوال السلف والمفسرين إلا بعد تدوين الرؤية الأولية المستندة للنص القرآني تفاديا لرسوخ فكرة مسبقة تسجن العقل وتقيده ضمن ما استقر لديه ، ومن ثم أعود لقراءة ما قال العلماء لتقرير ما إذا كان النتاج صالحا أو بحاجة لتنقيح أو يجب الغاؤه تماما.
وبالنسبة لعرض أقوال العلماء فهذا يحتاج لتسطير عشرات الصفحات مقابل طرح رؤى مختلفة واجتهادات علمية محترمة ولكنها في النهاية آراء لا ترقى للقطعية في مجملها ولو أنها احتوت على ثوابت التنزيه لله جل وعلا.
فيما يتعلق بخلط القضاء الكوني والقضاء الشرعي فإني أتفق معك جزئياً فكان ينبغي فصل ما تفضلت بتسميته بالقضاء الكوني والقضاء الشرعي ولكني لا اتفق في التفريع بهذه الصورة ، وذلك أن مفهوم القضاء والقدر وفق ما خرجتُ به لا يتسق مع التصنيف الذي تفضلت به للأسباب التالية:
1- في مفهوم حضرتكم وفقكم الله بأن القضاء سابق للقدر بينما في مفهومي بأن القضاء والقدر ليسا متتابعين لأن علم الله خارج حدود الزمن ولا تجري عليه قوانين الزمن الدنيوية وبالتالي من الخطأ القول أن هذا قبل ذاك او العكس ، فما عنيته بأن الأمرين بمستوين مختلفين يكون القضاء أعلى من القدر لأن القضاء هو مآل القدر بعد وقوعه وإذا أخضعنا هذا المفهوم لتحليلنا العقلي البشري وفق سننا الأرضية فيما يتعلق بالزمن والماضي والحاضر فنحن نعبث لأننا لن نصل لنتيجة فهذا العلم لا يخصنا ولا يتقيد بقيود الزمن وحدود علمنا فيه لا يتجاوز معرفة اتساع قدرة الله وعلمه الأزلي والأبدي وقدرته المطلقة.
2- فهمكم للقضاء (الشرعي) من وجهة نظر العبد المرتبط بمشيئته فيما فهمي هو لما تسميه بالقضاء الشرعي هو المرتبط بالشارع الحكيم الذي اصدر القضاء (الحكم النافذ) وأما الإتباع والترك عند البشر (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فهذا يدخل في أعمال العباد وبالتالي يدخل في (القدر) فمن يؤمن فقد صنع قدره بإتباع مسار محدد وترك آخر وبالتالي فقضاءه (مآل قدره) يتوقف على استمراره في قدره أو حدوث مؤثر يخرجه من هذا المسار فيتغير القضاء.
3- لا يعني نسبة مشيئة معينة أيا كان مستواها أن ذلك فيه انتقاص لقدرة الله جل وعلا أو مكافاة ، بل كل ما يحدث من أفعال العباد هو في علم الله الأزلي وفي قدرته تغيير واثبات ما يشاء من تلك الأعمال وقادر على جبر الخلق على العمل الذي يريده ونهيهم ومنعهم من ارتكاب ما يريده ولكنه يريد ابتلاء عباده وتحديد مصيرهم وفق اختيارهم ولذلك شواهد قرآنية سبق إيرادها.
قولكم وفقكم الله نسبة لمفهوم القضاء والقدر للدكتور الرضواني :
3- القضاء يسبق القدر _ وهذا يعارض ما جاء في مقالك أيضاً !!
4- القضاء يتعلق بما سيكون ..بينما القدر يتعلق بما تم تنفيذه وخلقه .
فيه تناقض بأن القضاء يسبق القدر ثم في النقطة التي تليها يصبح متعلقاً بما سيكون ، وهنا أحب أن أؤكد بأن القضاء والقدر ليسا متوازيين زمنياً وهما علمان عند الله خارج حدود الزمن فلا يتقيدان به إلا بالنسبة إلينا بعد انتهاءهما فنقول كان القدر كذا وكذا ثم أصبح القضاء كذا وكذا.
قد تتفق معي حفظك الله بأن قراءة المقال ومقارنته بفهم مسبق ثابت يقود لإساءة فهم النتيجة التي وصلت إليها وأرى بأن هذا ما حدث
يوجد فعل ونتيجة فعل أنا أسميت الفعل قدرا والنتيجة قضاء
بينما يرى آخرون بأن الفعل قضاء والنتيجة قدر
وبالتالي فالتناقض بين استعمال المصطلحات سيجعل النقاش في غاية الصعوبة ولكن لندع الأحكام المسبقة والمفاهيم المطروقة جانباً ونفند الاستدلالات وفهمها الخاطئ (بالنسبة لي ان كنت ترى أني اخطأت الفهم).
بينما أرى أن الفهم السائد هو الخاطئ مرده إلى إدخال عامل الزمن في مفهوم القضاء والقدر فما عن يبدأ ابن آدم من التفكير حتى تطل اشكالية (كان وكائن) فيصاب بالحيرة بينما لو ابتعد عن اسقاط الزمن على القضاء والقدر آخذا في الاعتبار بأن مسبب القضاء والقدر سبحانه لا يقيده زمان ولا يصح إسقاط الزمن على علمه سبحانه وتعالى فتصبح العلاقة بين القضاء والقدر ليست متتالية زمنياً كما أسلفت.
وبرايي لو أخذ المقال بأجزاءه وتم تفنيده فسيكون الأمر أكثر تركيزاً بإذن الله وأكثر نفعاً ، وفقني الله وإياكم للحق بتوفيقه وتسديده ولكم تحية ودعاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بالنسبة لموضوعكم تم اخفاؤه في قسم العقيدة لك أن تراسل المشرفين في القسم العقيدة و تعرف السبب و لك أن تطلب منهم وضعه في قسم التواصل الخاص بالعلوم الشرعية ليظهر لك فقط و تقنعهم بوجهة نظرك إذا ما رأو أي مخالفة فيه.
إما أن تقيم عليهم الحجة أو تقام عليك و هكذا ستستفيد و تلقى من النقاش ما يثريه بإذن الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك وفقك الله ، واعتقد لو وجدوا فيه ما يثير الرد لما توانوا عن مناقشة وتفنيد ما جاء فيه وبالتالي لا ارى فائدة من طلب النقاش طالما لم يبينوا سبباً لإخفاءه وربما تذكرين رعاك الله بأني توقعت ان يحجب فلا باس
الغالي / الأستاذ عدنان الغامدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أدب الحوار وسعة الصدر وقبول النقد من منطلق ” الدين النصيحة” والنقد من النصيحة .
أما بالنسبة لأولاً :
أشكر لك الترحاب والاستقبال الذي يليق بصاحبه المفضال .
وأما ثانياً :
فلم أتهمك بالتجريم والقذف والاعتداء على العلماء السابقين حاشاك وحاشاني الله من ذلك !!
وإنما كان قولي [أتمنى على كل ناصحٍ وكاتب يرجو الثواب من الله تعالى ألا يخطِّئ من سبقه من العلماء بعبارات كالتي مررت عليها برفضك ما قالوه عن القضاء والقدر ، والخلط بين الأمرين ، وترك الناس يتيهون في تعريفاتهم !!] بمعنى أنهم أدخلونا في متاهات وتركونا !!
وأنت تريد تصحيح المسار ..فلا بأس في هذا ..ولكن :
ما أعرفه أنا من أراد التصحيح أو التعليق يذكر مختصر السابق ويناقشه على سبيل المناقشة المباشرة لصاحب الموضوع وفي ذات الوقت عرض ما يريده من أفكار وصواب –بحسب نظرتي الشخصية- وما أقوله هو أيضا عرض للمطّلعين على السابق واللاحق والمقارنة بينهما .
أما قولك :[ فيما يتعلق بخلط القضاء الكوني والقضاء الشرعي فإني أتفق معك جزئياً فكان ينبغي فصل ما تفضلت بتسميته بالقضاء الكوني والقضاء الشرعي ولكني لا اتفق في التفريع بهذه الصورة ] :
فهذا يدل على وجوب الفصل بين الاثنين ولا مناص في ذلك ؟؟!!
فكيف لا تتفق في التفريع والتمييز بين أمرين هامين ؟؟!!
مثال :
يقول الحق جل وعَزَّ : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء : 23]
هل هذا قضاء كونيا أم شرعيا؟؟
من الواجب حتما بيانه بأنه قضاءٌ شرعي ..أي : تعبد أو لا تعبد ، وتحسن للوالدين أو لا !!
ولو كان كونياً لكنا رغم أنوفنا نعبد الله تعالى ونحسن !!
ولكنه ابتلاء وامتحان .
وفي قوله تعالى : {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ : 14]
فهذا قضاء كوني بدون شك .
وفي قوله عزَّ وجلَّ : {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء : 4]
فهل القضاء في هذه الآية شرعيا أم كونيا؟؟!!
أقول ما قاله العلماء : لا هذا ولا ذاك !!
في تفسير ابن كثير –رحمه الله تعالى _ :
فقوله : ( وقضينا ) أي : أعلمناهم وأخبرناهم بذلك وأوحينا إليهم . ولفظ ” إلى ” صلة للإيحاء ؛ لأن معنى ” قضينا ” أوحينا إليهم كذا . وقوله : ( لتفسدن ) يريد المعاصي وخلاف أحكام التوراة ، وقوله : ( في الأرض ) يعني : أرض مصر ، وقوله : ( ولتعلن علوا كبيرا ) يعني : أنه يكون استعلاؤكم على الناس بغير الحق استعلاء عظيما ؛ لأنه يقال لكل متجبر : قد علا وتعظم ، ثم قال : ( فإذا جاء وعد أولاهما ) يعني أولى المرتين ( بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد ) والمعنى : أنه إذا جاء وعد الفساق في المرة الأولى أرسلنا عليكم قوما أولي بأس شديد ، ونجدة وشدة ، والبأس القتال ، ومنه قوله تعالى : ( وحين البأس ) [البقرة : 177] . ومعنى بعثنا عليكم : أرسلنا عليكم ، وخلينا بينكم وبينهم خاذلين إياكم ، واختلفوا في أن هؤلاء العباد من هم ؟ قيل : إن بني إسرائيل تعظموا وتكبروا واستحلوا المحارم وقتلوا الأنبياء وسفكوا الدماء ، وذلك أول الفسادين فسلط الله عليهم بختنصر فقتل منهم أربعين ألفا ممن يقرأ التوراة ، وذهب بالبقية إلى أرض نفسه ، فبقوا هناك في الذل إلى أن قيض الله ملكا آخر غزا أهل بابل .
وأما قولك : [1- في مفهوم حضرتكم وفقكم الله بأن القضاء سابق للقدر بينما في مفهومي بأن القضاء والقدر ليسا متتابعين لأن علم الله خارج حدود الزمن ولا تجري عليه قوانين الزمن الدنيوية وبالتالي من الخطأ القول أن هذا قبل ذاك او العكس ، فما عنيته بأن الأمرين بمستوين مختلفين يكون القضاء أعلى من القدر لأن القضاء هو مآل القدر بعد وقوعه وإذا أخضعنا هذا المفهوم لتحليلنا العقلي البشري وفق سننا الأرضية فيما يتعلق بالزمن والماضي والحاضر فنحن نعبث لأننا لن نصل لنتيجة فهذا العلم لا يخصنا ولا يتقيد بقيود الزمن وحدود علمنا فيه لا يتجاوز معرفة اتساع قدرة الله وعلمه الأزلي والأبدي وقدرته المطلقة.]
أخي الكريم ..
كما بينْتُ في مقالي : القضاء يسبق القدر ودليل هذا :
يقول الله تعالى : {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة : 117] فيكون الفضاء بعلم الله تعالى ثم كتابته في اللوح المحفوظ ثم مشيئة الله تعالى في زمانه ومكانه .
فإذا آن موعد التنفيذ بكلمة “كن” يكون !!
ولهذا :
في الحديث الذي ذكرته انت في مقالك : [عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزيد في العمر إلا البِرّ، ولا يرد القدر إلا الدعاء) رواه الترمذي وابن ماجة.
لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم “يرد القضاء” بل قال القدر لأنه دخل التنفيذ . والقدر فيه تغيير وتبديل من الله تعالى لأن من عقيدة أهل السنة :” الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده .. ولكن يخلف وعيده ” .
أما قول شخصكم الكريم :[ سابق للقدر بينما في مفهومي بأن القضاء والقدر ليسا متتابعين لأن علم الله خارج حدود الزمن ولا تجري عليه قوانين الزمن الدنيوية وبالتالي من الخطأ القول أن هذا قبل ذاك او العكس ]:
أولا ما قلت بأن القضاء أو القدر مكشوف لأحد ليكون له تحديدا زمنيا !!
أما عن الترتيب :
أسألك أستاذنا : هل سمعت من قديم أو من حديث من قال ( قدرٌ وقضاء ) عند مصيبة أو نعمة عجيبة ؟؟؟
أبدا !!لا يمكن القول إلا بترتيب ( قضاء وقدر ) لأن أحدهما يسبق الآخر ..
وأؤكد:::
[ الاثنان في علم الله تعالى في اللوح المحفوظ ولا يطلع عليه لا مَلَك ولا نبيٌ مرسل …أما القدر بعد وقوعه يعلمه صاحبه والناس ..
ولذا من أركان الإيمان الستة ” الإيمان بالقدر خيره وشره ” أي بأن “ما أصابك لم يكن لخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ..رفعت الأقلام وجفت الصحف ” ولم نؤمر بالإيمان بالقضاء لأنه أول مراحل القدر وسره ومنه لا يتجزأ ولا ينفك عنه .
أما قولكم : [2 – فهمكم للقضاء (الشرعي) من وجهة نظر العبد المرتبط بمشيئته فيما فهمي هو لما تسميه بالقضاء الشرعي هو المرتبط بالشارع الحكيم الذي اصدر القضاء (الحكم النافذ) وأما الإتباع والترك عند البشر (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فهذا يدخل في أعمال العباد وبالتالي يدخل في (القدر) فمن يؤمن فقد صنع قدره بإتباع مسار محدد وترك آخر وبالتالي فقضاءه (مآل قدره) يتوقف على استمراره في قدره أو حدوث مؤثر يخرجه من هذا المسار فيتغير القضاء.]
حقيقة أرى هذا قلب للمسميات !!واعذرني في تعبيري ولا أقصد إلا اللفظ !!
فالقضاء الشرعي : هو مجموعة الأحكام والتشريعات التي أمر بها ربُّنا سبحانه من أمر أو نهي أو تصديق بالخبر !!
وأما القضاء الكوني : كما في قوله تعالى :
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت : 12]
أما قولك :
[ قولكم وفقكم الله نسبة لمفهوم القضاء والقدر للدكتور الرضواني :
3- القضاء يسبق القدر _ وهذا يعارض ما جاء في مقالك أيضاً !!
4- القضاء يتعلق بما سيكون ..بينما القدر يتعلق بما تم تنفيذه وخلقه .
فيه تناقض بأن القضاء يسبق القدر ثم في النقطة التي تليها يصبح متعلقاً بما سيكون ، وهنا أحب أن أؤكد بأن القضاء والقدر ليسا متوازيين زمنياً وهما علمان عند الله خارج حدود الزمن فلا يتقيدان به إلا بالنسبة إلينا بعد انتهاءهما فنقول كان القدر كذا وكذا ثم أصبح القضاء كذا وكذا.
أخي الكريم :
أؤكد للبيان : القضاء والقدر سرّان في علم الله تعالى ومكتوبان في اللوح المحفوظ !!
عند تنفيذ القضاء فهو مدون في اللوح المحفوظ بعلم الله الأزلي وبكتابته قبل خلق الكون بخمسين ألف سنة – كما في الصحيح- وشاءه الخالق سبحانه في زمان ومكان معينين ..وعند يريد الله تعالى هذا القضاء يكون قدرا ينزل على المقصود به لا غيره !! فأين التعارض ؟؟
وأخيرا ..
أشكر لك الرد والقبول ..
والسلام عليكم ورحمة الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استاذي العزيز أ.نضال
اشكرك شكرا مقرونا بالدعاء فبارك الله فيك وباعتقادي بضرورة تحرير المقال فيما يتعلق باجتهاد العلماء في تعريف القضاء والقدر بإدراج اقوالهم وما أراه من المآخذ على كل قول ، وسبق ان دونت دراسة بشأن الصنع والفعل والعمل في القرآن وكان ما توصلت اليه معاكسا تماما لما سبق تبيانه عند بعض من طرقوا هذا الأمر إلا أنني لم أتبين اقوالهم واراجعها الا بعد تدوين ما وصلت اليه، الا أني أزعم ان ما دونت يستند للنص القرآني ويرجع إليه ولا غنى مروركم الكريم وتصويبي ان وجدتم خطأ.
وهذا ما سأفعله هنا فلا زلت اجمالا لا اخالف ما وصلت اليه إلا ان عرضه يحتاج لإعادة نظر بلا شك لدعمه بالاحتجاج الكافي.
وفقكم الله واجزل لكم الثواب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الدين , وفقّك الله لما يحب ويرضى عرضك للموضوع فيه تخبط فأنت لم تجرد عقلك من الموروث التاريخي ولو أنّك جردته والتزمت القرآن لكان المفهوم أوضح , ولا أدّعي أني اعلم منك في هذا الجانب إلا أني باحث عن الحقيقة ولم أفد من مقالك ما يروي عطشي في مسألة القضاء والقدر, ففي بداية استبشرت خيرا الا اني اصبت بخيبة الامل في نهاية المقال, فلا ادري هل للقضاء والقدر وجود في عالمنا أم لا, واعلم يقينا أننا موجودون في هذا العالم بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره, ولكن ما لا يصل الى مخيلتي وعقلي هو كيف اغير قدري بالدعاء , علما انني متفق معك تماما في ان قدر الانسان يتغير, ولكن ليس بالدعاء وانا بما يفعله الانسان من اعمال, فلعلك تجد لنا تفسيرات اخرى وشروحات اخرى عن هذا الموضوع بما يتوافق مع العقل البشري لا الموروث التاريخي وجزاك الله خير الجزاء
ولكم جزيل شكر والله افدتمونا ,جزاك الله خيرا .
حياكم الله أختنا وبارك فيكم
السلام عليكم اخواني في الله وجزاكم الله كل خير. ووالله نقاشكم ممتع ومفيد وأود أن أشارككم بهذه المداخله:
أولاً أخسب أن الأخ عدنان قد أخطأ في جانبين حسب فهمي لمعنى القدر الذي سيتم توضيحه وربما أكون أنا المخطئة فأرجو المعذرة: الجانب الأول تعبيره عن الأقداربأعمال العباد في الإضاءة الأولى .والجانب الثاني اعتقاده بأن الأقدارهي ما سيحدث في المستقبل فقط في الإضاءة الثانية. وسوف أضرب له مثالاً وهو إذا ولد طفل معتوه جسدياً ألم يكن ذلك قدر؟ وإذا وجد بعد فترة طويلة طبيباً استطاع علاجه ألم يكن ذلك قدراً أيضاً؟ فكان قدره في ماضيه الإصابة وفي مستقبله الشفاء؟ كما إن أعمال البشريرقبها الله تجاه أقداره في حالتي السراء والضراء. فالسراء والضراء هي الأقدار وتفاعل العباد وأعمالهم تجاهها هو أمر يختلف. ومن هذا المنطلق أود مشاركتكم برأي في معنى القدر ومعنى القضاء والفرق بينهما أتمنى أن تصوبوني واللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا وأن تعفو عنا وتغفرلنا يا أرحم الراحمين. ومداخلتي كالآتي:
معنى القضاء والقدر والفرق بينهما
معنى القدر
القدر هو تقدير نصيب كل مخلوق من الخير(النعم) أي حزمته من المكونات الآتية (اسمه ووالديه ووقبيلته وزوجه وأبناءه وماله ومسكنه ومشربه وعافيته…) وتقدير نصيبه من الشر(المصائب) أي حزمته من (الأمراض والنقص في الأموال والأنفس والثمرات ). وبالتالي تكون كل المخلوقات مسيرة في نصيبهم من هذه المكونات فلا حول ولا قوة لهم فيها. والحكمة من وراء ذلك هي أن الله قد جعل هذه الأقدار أي النصيب والقسمة من أصعب الامتحانات لمعرفة مدى إيمان المخلوق بوحدانية الله. وجعل الله النجاح في إمتحان القدر أوالنصيب هو شكره على تلك الأقدار خيرها وشرها بالرضاء بها والصبر عليه إيماناً بأنها مقدرة له من الله. وقد جعل الله الأقدار من غيب الأرض للمخلوق وينزلها الله (بقدرمعلوم )أي بكميات متفاوتة وفي أوقات مختلفة
ليعلم مدى صبرالمخلوق. فمثلاً يكون من الخلق من كتبله رزقبسيط في البداية فلايصبر على ذلك الوضع ويتضجر وهو لا يعلم أن الله قد كتب له رزقاً وفيراً لينزل له بعد فترة من الزمن . وربما يكون قد حدث العكس لغيره. وكلاهما ممتحنان في مدى قبول وضعهما والصبر عليه.
معنى القضاء
أما القضاء فهو كالقضاءأي الدستور في كل دوله- ولله المثل الأعلى- أي هو منهج العبادة وقوانينها وما يترتب على العمل بالقوانين من عقاب وجزاء. فيشملالقضاء أنواع الجزاء وأنواع العقاب لكل قانون في المنهج. وقد جعل الله القوانين فيه فتنة للناس أي هي الامتحان الذي يميز به الخبيث من الطيب لقوله تعالى: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) وقوله أيضاً{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله المجاهدين فيكم ويعلم الصابرين}
إذاً يتكون القضاء من خمسة بنود رئيسية وهي:
أولاً: الإيمان بوحدانية الله ويشمل الأحكام التي تؤكد الإيمان بوحدانية الله وبكتبه ورسله وملائكته وهي الصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله فمن يصلى ويزكى ويجاهد فهو من المهتدين المفلحين وله الجزاء الحسن ومن لم يصلي ويزكي ويجاهد فهو من المنافقين الذين اتبعوا الطاغوت فلهم العقاب الشديد.
ثانياً:الإيمان باليوم الآحر ويشمل هذا البند الأحكام التي تؤكد الإيمان باليوم الآخر توكيداً لوحدانية الله لقوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) والأحكام هي الصوم والحج وباقي الأوامر والنواهي والحدود بالإضافة للصلاة والزكاة والجهاد في سبيل الله (الأعمال الصالحة).
ثالثًا: الإيمان بالأقدار خيرها وشرها ويشمل الأحكام التي تؤكد الإيمان بأن الأقدار خيرها وشرها سواء أن كانت خاصة أو عامة هي من الله. والإيمان بها هو الرضا بها وعدم تغييرها والصبرعليها هو عين الشكر لله وتوكيد لوحدانيته. فمن يصبر عليها يكون قد اجتنب الطاغوت وعبد الله فصار من المفلحين ومن لم يصبر عليها فهو من الجاحدين وسوف ينال العذاب الشديد لقوله تعالى: (سل بني اسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب)211 البقرة. فقد قدرالله لبنياسرائيل طعام المن والسلوى وأمرهم ألايطغوا فيه. فطلبوا تبديله وبالتاليلم يشكروا الله فنالهم العذاب الشديد.
رابعاً: الأحكام التي تنظم الحياة بتوضيح الحقوق والواجبات لكل مخلوق حتى يسود العدل ويكون الجو مهيئأً لعبادة الله. وما يترتب على العمل بها من عقاب وجزاء
خامساً: تنفيذ أحكام الجزاء والعقاب التي وردت في كل المنهج يوم القيامة” لقوله تعالى: { وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } “69” الزمر
الفرق بين القضاء والقدر
إن القضاء هو الدستور الشامل الذي يحتوي على القدر وقوانينه. وبمعنى آخر : إن القدر مادة واحدة من مواد القضاء والدستور الرباني، أي جزء من القضاء إذا أخذنا معنى القدر بأنه النصيب من أقدار الخير والشر.
ولكن إذا أخذنا القدر بمعنى تخطيط الله لكل ما هو موجود في الدستورفقط، يكون القضاء مترادف القدر لأن القدر أي التخطيط كله مقضي أي منفذ لا محالة والله أعلم
نأتي للاضاءة الرابعة وهي تغيير الأقدار وتبديلها نجد أن التغييروالتبديل هو أيضاً مقدرومكتوب في الدستور. فمثلاً إذا وضع الله في القضاء أي الدستور قانوناً مفاده أن من يدعوه ليبعد عنه الأذى والبلاء الكتوب عليه وصادف ذلك الدعاء نزول القدر فسوف يرده عنه، ألم يكن ذلك توضيحاً لرد البلاء والقدر بالدعاء والله أعلم من قبل ومن بعد
معذرة لقد نسيت أن أكتب مداخلتي في الفرق بين قَدَر وقَدَّر. أخال أن معنى قَدَّر هو خطط وقرَّر وحدَّد. أما معنى قَدَر فهو النصيب أو القسمة الذي قدره الله من الأقدار سواءأن كان عامةً أو خاصةً. والمقادير والأقدار معناهما واحد بناءً على الحديث التالي: : (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء) فقدر المقادير يعني حدد وقرر مقدار كل فرد من الخير (النعم) ومن الشر(المصائب) وحدد مقادير كل بلد وكل منطقه وكل قاره من النعم ومن المصائب.والحديث التالي يؤكد معنى المقاديرأي الأقدار التي مفردها قَدَر وهو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{فرغ الله إلى كل عبد من خمسٍ: من رِزْقِهِ وأَجَلِهِ وعَمَلِهِ وأَثَرِهِ ومَضْجَعِهِ}. والرزق يشمل المال والزواج والسكن والأبناء بأنواعهم وهكذا.
الاخ الفاضل الغامدي: قرأت باهتمام ما جاء في مقالاتك جميعا، ولفت نظري حبك للبحث والتفكير، وهي الصفة التي احبها في الانسان، فما بالك اذا كان الباحث مسلما. ولا شك ان لي تعليقات على مقالاتك؛ لكن من عادتي ان اقرأ بتمعن ثم اعلق على الموضوع، وذلك كي لا اظلم ولا اظلم (بضم الهمزة). فإن اسعفني الوقت سيكون لي عودة.
المهم، خطر ببالي ان ادلك على كنز ثمين يليق بامثالك، خاصة مع هذه المواضيع التي طرحتها. وهو: كتاب الشخصية الاسلامية، الجزء الاول. للشيخ تقي الدين النبهاني.فهو عقلية اسلامية فذة، لا يضيره التشويه المتعمد لصورته بين المسلمين. فقد بحث قضية القضاء والقدر بحثا في منتهى الروعة. لا يملك العاقل الا ان يتفق معه.
حياكم الله أخي الكريم أبا اليزيد
يسعدني مرورك على مدونتي التي ما نشرت مافيها الا لأستحث أمثالكم ليصوبوا إن أخطأت ويدعوا إن أصبت فنسأل الله ان ييسر لنا ولكم قول الحق والرجوع إليه.
سأقرأ بإذن الله الكتاب الذي أشرت علي به ، واتطلع لنقدك لما تمر عليه من مقالات والله الموفق.