
ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)
كتبه : زائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول
29 تعليق
جزاك الله خيرا
افادكم الله فقد استفدت من توضيح وبيان هذه المترادفات
جزاكم الله خير
بحث رائع .. احسنت
وفقكم الله
جزاكم اللة خيرا
ما شاء الله ربنا يبارك فيكم
بارك الله فيك ياشيخ عدنان ..
اتفق معك بالنسبة لتعريف الصانع وتعريف الفعل
ولكن
لعل “العامل” هو كل مأمور بالقيام بعمل متكرر مقرر ومفروض عليه مسبقا ليس له الابتداع فيه بعكس الصانع
وامثلة ذلك
{يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ}
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا}
{لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}
* المؤمن : عامل مأمور من الله بالعمل في مافرضه عليه بدون ابتداع
* المسيء : عامل مأمور من نفسه ومن شياطين الانس والجن بالقيام بالاعمال السيئة ..
حياكم الله اخي راجح العقل
العمل يشمل الصنع والفعل ، كما يشمل ما يفضي إليه العامل بتكرار واستمرار ، لذلك فالأمثلة التي تفضلت بها استعملت فيها مفردة العمل لأنها متكررة مستمرة (محاريب ، تماثيل ، جفان) فهي صنع متكرر فصارت عملا.
والعمل كما قلنا اسم شامل لعمل الخير والشر وللصنع والفعل لذلك قال تعالى:
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره
ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
فلزم أن تشمل المفردة بقية صور العمل الأخرى .
ولا اختلف معكم أن الفعل والصنع والعمل إنما يكون بأمر ، فإما بأمر النفس أو الله تعالى والأمر تأثير مسبب للفعل ، فاتيان الشهوة هو بدافع وامر وقس على ذلك كل فعل وصنع وعمل.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد السلام عليكم ورحمة الله أود أولاً أخي عدنان أشكرك على هذا الموضوع الممتع وثانياً أود أن أشارك فيه بالمداخلة التالية :
إذا أخذنا الآيات التي تتحدث عن اليهود والنصارى نجد أن شركهم وكفرهم قد جاء بيصنعون وتارة بيعملون وتارة بيفعلون فمثلاً الآية 120 آل عمران أنزلت تثبيتاً للمؤمنين فجاء فيها (وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيط) ألم تكن مفردة يعملون قد حلت محل يصنعون؟ وكذلك الآية 17 النساء (ليست التوبة للذين يعملون السيئات ) ألم تكن مفردة يعملون قد أخذت نفس معنى يصنعون كما عرفتها؟ والآية 66 المائدة التي تتحدث عن اليهود والنصارى جاء فيها(منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون) ولننظر للآيات التي جاءت فيها مفردة يفعلون كالآتي: الآية 79 المائدة(كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) وكذلك الآية الزمر 70 (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) والآية 36 المطففين(هل ثوب الكفار ما كانو يفعلون)
والآن أخي عدنان أود منك أن تفسر لي تلك الظاهرة ولكم مني كل تقدير واحترام
حياكِ الله اختي الفاضلة
قلنا أن الفعل هو العمل المفرد المنقطع ، والصنع هو استحداث فعل لم يكن موجودا ، والعمل هو المداومة على الفعل وتكرار إتيانه ،
ففي آية آل عمران يخبر الله بإحاطته بما يعمل أعداء الله ونظراً لأن العمل يدل على الفعل المتكرر المستمر أيا كان فقد وصف الله رده على هذا العمل بأنه “بما يعملون محيط” فلا يفوته شيء مما يداومون عليه من افعال السوء والكيد كالمداومة على التحريض والاستفزاز لفعل المنكر.
أما عندما يتحدث ربنا عما ابتدعوه في الدين من الشرك والكفر فيصف ذلك بالصناعة ذلك أن فعلهم مُحدَث لم يؤمرون به فاخترعوه وصنعوه من عند أنفسهم واستحدثوا عقيدة كفرية فصنعوها صناعة وأوجدوها فناسب ذلك ان يقال “يصنعون”.
وعندما يصف صناعتهم بقوله “يعملون” دل على أن ما ابتكروه وصنعوه داوموا عليه وشرعوه عملا مستمرا متراتباً كالعبادة المفروضة .
ولننظر لقوله تعالى:
{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } [النساء:18]
فدلت مفردة يعملون على استمرار ارتكاب السيئات وليس اتيانها بفعل مفرد واحد مما يدل على الاصرار علي السيئة واستمرار فعلها فيقضون اعمارهم مدمنين علي السوء حتى يرون الموت فيدَّعون التوبة، فناسب الموضع مفردة العمل للاستمرار وقس علي ذلك قوله تعالى :
{ وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ } [هود:78]
وعمل قوم لوط لم يكن فعلا منقطعا مفردا بل مستمرا متكرراً فناسب استعمال العمل وليس الفعل
أما المواضع التي استخدم فيها الفعل فنجدها تبين مدى دقة الاحاطة بأفعال الخلق حتى العمل المفرد المنقطع يعلم الله به فهو لا يقتصر علمه بالاعمال المستمرة وتغيب عنه الافعال المفردة ، فيقول تعالى : (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) فتوفى كل نفس ما أفضت اليه من عمل مستمر خيرا كان أم شراً ، والله أعلم بما دون ذلك وهو الفعل المفرد المنقطع {أعلم بما يفعلون} الذي ارتكب لمرة واحدة فهو على ندرته وتفرده فهو لا يغيب عن احاطة الله تعالى ، فاستخدام مفردة الفعل للمبالغة الحقيقية بدقة علم الله واحصاءه لكل افعال العباد سواء كان مستمرا يداومون علي اتيانه أو منقطعا فعلوه لمرة واحدة ، فإذا كان الله محيط بالفعل فبالضرورة هو محيط بالعمل.
والله اعلم وبارك الله فيك
الأخ الكريم عدنان بارك الله فيك وزادك علماً وبهاءاًث وبعد
إذا كان معنى يفعلون في الآية 70 الزمر(ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ) هو إن الله لا يغيب عنه الفعل المفرد المنقطع كما لا يغيب عنه العمل المستمر، لماذا جاءت الآيتان: ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثال ذرة شراً يرى ولم تأتيان كالآتي: ومن يفعل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرى؟
ثانياً: الآية 36 الطففين(هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون) ألم يكن الكفر هو شرك؟ ألم يكن الذين كفروا هم الذين اتبعوا الشيطان فلم يؤمنوا وبالتالي كان شركهم صناعة لم يؤمروا بها ؟ ألم يكن كفرهم عمل مستمر؟ فلماذا جاءت الآية بما كانوا يفعلون بدلاً عن يصنعون أو يعملون؟
ثالثاً: لقد كان تعريفك لمفردة يصنعون في احدى الآيات في مقالك إن اليهود ابتدعوا وصنعوا قول الاثم وكله صنع سيء لم يؤمروا به بل صنعوه بأنفسهم. فإذا نظرنا للآية 17 النساء التي جاء فيها(ليست التوبة للذين يعملون السيئات) ألم يكن الذين يعملون السيئات هم الذين أشركوا الشيطان في عبادة الله ولم يتقوه؟ ألم يكونوا قد ابتدعوا صنع سيءلم يؤمروا به بل صنعوه بأنفسهم؟ لماذا لا تأتي الآية كالآتي: (ليست التوبة للذين يصنعون السيئات)؟
أخي عدنان إن لم نقر بالمترادفات واستبدالها في القرآن نتعب في تتبع مثل هذه المفردات والله أعلم من قبلومن بعد
الأخت الفاضلة البتول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ورد في بحثي ما نصه :
“ولو عدنا من البداية فإن الصنيع والصناعة هو أول إحداث مبتدع مبتكر ، فإن تكرر وتتابع واستمر كان عملاً ، وأي إتيان لأمر مرة واحدة يسمى فعلا ، ففعل قابيل بقتله هابيل يسمى صنيع فقد صنع القتل ، ومن ارتكب القتل وامتهنه بعد ذلك صار يسمى القتل بالنسبة له (عملاً) لتكرره ومن فعله مرة سمي (فعلاً)
وكما سنرى فإن الآيات التي تحتوي مفردة (عمل) وتصريفاتها تتجاوز 275مرة في كتاب الله وإذا استقرأناها سنجد دلالتها تقودنا لإدراك أن الأعمال في معظمها متكررة مستمرة ومنها مثلا التكاليف من العبادات التي يمارسها العابد سواءً كان مؤمناً أو مشركاً ، والعمل يشمل الأفعال (ضمناً) لأن الأفعال المتعددة المتكررة تعد أعمالا ، فالصلاة والصوم والزكاة أعمالا لتكرارها ، أما الذبح مثلا فهو فعل و وقتل موسى للمصري يعد فعلا لأنه حدث عارض ، ولا يصح أن يكون الفعل عملا ولكن العكس هو الصواب.”
وبالتالي فكل فعل يدخل في العمل لأنه اسم شامل للاعمال المتكررة والاعمال المنقطعة ، لذلك أتى قوله تعالى : (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ) لبيان دقة إحصاء الله لأفعال العباد فالمقام مقام حصر وتدقيق ، بينما في سورة الزلزلة فالأفعال والصناعة داخلة في الأعمال ، فعمل الخير والشر يدخل فيه الفعل المنقطع ، ويدخل فيه العمل المتكرر فتشير بذلك إلى الشمول.
فالتخصيص أتى ليس في لفظة العمل بل في الصناعة والفعل لأنهما يشيران لطبيعة معينة لهذا العمل يتميزان بهما عما سواهما وهذا من سعة دلالات اللغة العربية وعظمها بمالا يتوافر في اللغات الأخرى.
فبالنسبة للموضعين اللذين أشرتي لهما فإننا نجد السياق القرآني عندما يشير للعمل بالصناعة فهو يشير اليه من جهة أنه مبتدع لم يأمر به الله ، وعندما يشير إليه بالفعل فهو يشير إليه بمعناه ومفهومه المفرد ، وعندما يشير اليه بالعمل (يعملون ، يعمل) فهو يشير إليه من جهة استمرار الفعل وتكراره ويجوز أن يشمل كل تلك المفاهيم والمعاني حسب السياق الذي ترد فيه المفردة.
والقول بأن الترادف يريحنا من التعب الذي يلحقه بنا التدبر فنعم سنرتاح ونلصق معنى واحد بعشرات المفردات ونقول أنها مرادفة لها مطابقة وبالتالي استطيع ان ازيل كلمة واضع مكانها كلمة أخرى فمثلا لو قلت (فمن يصنع مثقال ذرة) أو قلت فمن (يفعل مثقال ذرة) فهي لا تختلف أبداً عما هي عليه في القرآن ، فلماذا التعب والارهاق في استخدام المفردات المختلفة ولماذا يأتي من يصحح لي في التلاوة ويقول لا تقول فمن يصنع فهذا تحريف لكتاب الله فأقول له ابداً فكل من الكلمات الثلاث مترادفات ولا يوجد في القرآن ما يحرم علي أن استعمل نفس المفردة او استعمل مرادفتها لأن الله يستخدم الكلمات المختلفة (للتزيين) والقافية (حاشا الله ذلك واستغفر الله من هذا القول) وليس لها فائدة فأي استخدام لأي كلمة يمشي ومشي حالك با اخت بتول اهم شيء الراحة وعدم التعب.
والحقيقة أن الله تعالى لا يمكن أن يضع مفردة عبثاً أو للتزيين أو للفاصلة فهذا ممكن أن يكون في كتبنا نحن البشر ولكن في كتب الله وكون أحد من الناس يجهل الفرق بين المفردات لا يعني أبداً انعدامه .
من أحد أهم أعلام الأمة في دراسة مفردات القرآن الكريم هو الإمام الراغب الأصفهاني رحمه الله حيث يرى أن الترادف معدوم في القرآن الكريم . يقول في مقدمة مفرداته :(وأتبع هذا الكتاب إن شاء الله تعالى ونسأ في الأجل ، بكتاب ينبئ عن تحقيق الألفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينها من الفروق الغامضة ، فبذلك يعرف اختصاص كل خبر بلفظ من الألفاظ المترادفة دون غيره من أخواته).
فهل يأتي رجل كهذا نظر بدقة وعمق وأدرك الفروق بين المفردات القرآنية لنأتي ونقول لا يوجد فرق ؟؟ والمفردات مترادفة (مع مايحمل هذا القول من جرائم قد ترتكب في حق كتاب الله باسم الترادف) ؟
إن القول بالترادف لو لم يكفه من الجرم أنه نسبة الحشو لكلام الله لكفى إثماً وطعناً ، فاختيار الكلمات العبثي الذي لا سبب من وراءه لا يكون الا من البشر ، أما الله فيعلم ويدرك ويقصد كل كلمة يضعها في موضع ويعلم اختلافها عن سواها فيأتي من يجهل ذلك الاختلاف لينسب الترادف الى كتاب الله وهو من هذه الفرية براء ، ولو أنه أتعب نفسه في النظر في كتاب الله واستقرأ الآيات ونظر في السياقات وراجع أقوال العلماء وقرأ لأساطين اللغة لوجد أنه على باطل.
يقول الإمام الخطابي(ت:388) عندما بنى على إبدال كلمة مكان أخرى من كلمات القرآن الكريم نتيجتين خطيرتين :
أولهما : فساد المعنى بالتبديل .
وثانيهما : سقوط البلاغة .
حيث يقول : (ثم اعلم أن عمود هذه البلاغة – يعني بلاغة القرآن- التي تجتمع لها هذه الصفات هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضع الأخص الأشكل به ، الذي إذا أبدل مكان غيره جاء منه: إما تبديل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام ، إما ذهاب الرونق الذي يكون منه سقوط البلاغة).
فإن كان الترادف غير مقبول في الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يقبل في القرآن الكريم :
ففي حديث البراء بن عازب عن النبي أنه قال: (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن ، ثم قل : اللهم أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت ، وبنبيك الذي أرسلت ، فإنك إن مِتَّ مِتَّ ليلتك فأنت على الفطرة . [وإن أصبحت أصبحت آجرا] ، واجعلهن آخر ما تتكلم به .
قال : فرددتها على النبي فلما بلغت (اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت قلت: “ورسولك”، قال: “لا وبنبيك الذي أرسلت”).
فعندما بدل الصحابي المفردة ظنا منه انهما بذات المعنى صوبه رسول الله وفرق بين الجملتين فكيف بنا والقرآن أولى بهذه الدقة ؟؟
عن البراء بن عازب قال : ((جاء أعرابي إلى رسول الله فقال : يا رسول الله ، علمني عملاً يدخلني الجنة.
فقال : (لأن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة ، أعتق النسمة وفك الرقبة) .
فقال : يا رسول الله أوليستا بواحدة ؟ .
قال : (لا ، إن عتق النسمة أن تفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها ، والمنحة الوكوف(12)، والفيء على ذي الرحم الظالم، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من الخير).
ولو سألتك قبل أن تقرأين هذا الحديث لقلتي مترادفات اختي الفاضلة.
نعم هناك تقارب كبير بين بعض الكلمات ولكن يبقى هناك فارق دقيق بين كل كلمة وأختها علمها من علمها وجهلها من جهلها ، وهنا يحسن بنا أن نستحضر هذه القاعدة وهي نفي الترادف في القرآن الكريم وعندها سنجد العجب من التعابير القرآنية الفريدة التي لم تكن لتتحقق لولا استعمال مفردة دون سواها في موضع واستعمال أخرى في موضع آخر.
وختاماً فإني لا أعتقد بنفي الترادف في القرآن فقط بل اعتقد بأن القول به جرم عظيم يفضي لعبث في كتاب الله وسوء فهم لآياته ومعانيه ، ويصبح من الصعب علي ايجاد ارضية مشتركة للحوار حول أي قضية لأن هناك خلاف اصولي جذري في هذه المسألة ففهمي للقرآن مؤسس وقائم على نفي الترادف بينما يكون الطرف المقابل يؤسس فهمه على اثبات الترادف ، فهو يرتاح وانا اتعب ولكني افضل التعب حتى اصل لجواهر ودرر هذا الكتاب العظيم عن الراحة وسلوك الطريق السهل الخاطئ.
والله أعلم وصلى الله على محمد
أحسنت القول جزاك الله خيرا ومن فضله زادك
أحييك أخي عدنان وأتمنى لك التوفيق في كل خطوه وبعد
إذا واصلنا بنفس الطريقة فلن نصل إلى نقطة تلاق. ولهذا أود منك شاكرة ومقدرة أن تبحث في موضوع السبعة أحرف التي نزل عليها القرآن وقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها وقول ابن مسعود. هل تعلم أخي عدنان أن آيات الفاتحة السبع اللاتي هن أم القرآن متشابهات معناهن واحد والإختلاف فقط في الألفاظ؟ وهل تعلم أن معاني سور القرآن ال 114 سوره واحدة لا اختلاف فيها وإن الإختلاف في الألفاظ فقط لقوله تعالى: ( ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)23 الزمر
وبعد قراءة هذا العلم العجيب يمكن لنا مواصلة النقاش واللهم بارك لنا في سعينا وتدبر كتابك وساعدنا على أن نلتقي في الفهم الصحيح له قادر يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله
لا شك أن المنهج في فهم القرآن الكريم يختلف جذريا بين من يقر بالترادف ومن ينكره ، وانا لا احجر رأيا على أحد واتقبل بصدر رحب هذا الاختلاف ولكنه يبقى اختلافا بلا شك.
أما القول بأن معنى آيات الفاتحة معنى واحد فقط تغير في الألفاظ فلا شك عندي في بطلان هذا القول فخفاء معنى كل آية عليك اختي البتول لا يعني أن رأيك صحيح لأن هذا الرأي يساوي الحشو الذي ننزه كلام الله عنه فأي فائدة يسرد ربنا آلاف الآيات ولا تختلف في مراميها ومعانيها عن بعضها البعض.
أما فهمك الآية الكريمة :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًامُتَشَابِهًا مَثَانِيَ الآية …
فسأستعير جزء من كتابي ” مقدمة الكتاب” الذي أراه هو مفهوم الآية ولك الحرية في تقبل هذا الفهم أو رفضه :
يقول ربنا جل وعلا :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [الزمر:23]
وهنا أيضاً تدل مفردة الكتاب على التدوين والكتابة وليس إشارة للكتاب بمعنى آخر ، ويحسن بنا أن نفصل قليلاً ليتضح المراد واتساقه مع المعنى في هذا الباب فنقول:
كما أن للكتاب دلالات حسب السياق الذي يقع فيه فإن التشابه والمثاني لهما مدلول مختلف حسب ما يكون موضعه في القرآن الكريم ، فمدلول الكتاب هنا هو الرسم القرآني ، فيقول تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا) فيقال : (زيد اقتنى احسن الخيل لونا ) أو (عمروٌ أنشد أبلغ الشعر بيانا ) فالقرآن هو أحسن الحديث كتاباً ، فهو أحسن ما دون وكتب من كل حديث منطوق ، فللقرآن كتابة مخصوصة وطريقة فريدة لا يشابهه فيها كتاب ولا يدانيه فيها رسم ، ومن هذا نستنبط أمراً لافتاً هو أن الخط القرآني ورسم المصحف توقيفي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بوحي إلهي ، وهذا القول برغم أنه أحدث ما قيل في رسم القرآن إلا أنه معتبر ووجيه عند طائفة من أهل العلم ولهم عليه أدلة وألفوا في ذلك كتب عديدة.
وعند تتبع دلالات الرسم القرآني نجده يتفرد عن سواه في متابعته ومجاراته للمعاني بما يتفق مع شكل كتابة الكلمة وهو ما يسمى بظواهر الرسم القرآني ، وهنا أسرار وعجائب لافتة وسبب اختلاف المعنى باختلاف الرسم تبعاً للموضع ما لا يتأتى لبقية الأحاديث سوى حديث الله تعالى وهو القرآن ، فالقرآن حقاً هو أحسن الحديث كتاباً.
ثم قوله جل وعلا ” مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ” وهناك ملحظ رائع وهام يقودنا للدلالة على التشابه والمثاني ، ولكن قبل أن نشرع في توضيحه وتبيانه على عجل لأنه ليس هذا موضع الإطناب في ذلك فإنه ينبغي أن نؤكد التنبه لعدم الربط بين التشابه هنا ، وبين المراد بالمحكم والمتشابه ، وبين المثاني هنا والسبع المثاني في موضعها المعلوم ، فالمثاني هنا والتشابه لها وجه آخر كما أن للكتاب وجه يدل على الرسم وليس على الشرع والفرض ، ولا على الغيوب والأعمال.
والمثاني المتشابهة في القرآن هي آيات متشابهة في تركيبها مع آيات أخرى فتشكل ثنائياً يحمل معاني مختلفة (المتشابه اللفظي ) بينما نجدها متشابهة رسماً مثل قوله تعالى:
الآية الأولى : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الأنعام:151
الآية الثانية: { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } [الإسراء:31]
فنجدها مثاني متشابهة لكن لها دلالات تختلف بتقديم الضمائر وتبديلها حتى تكون في الأولى تخاطب الفقراء الذين يقتلون أولادهم لفقرهم ، والثانية تخاطب الأغنياء الذين يقتلون أولادهم خشية حصول الفقر الشديد الذي يعجزهم عن إطعامهم.
ومن أمثلة المثاني المتشابهة قوله تعالى:
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } [البقرة:48]
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } [البقرة:123]
فالأولى تخاطب من يدعي من كهان وعلماء أهل الكتاب أنه سيشفع للعباد عند الله والثانية من يعتقد من أتباعهم أن هناك من سيشفع له عند الله وتقبل شفاعته فكانت ثنائية متشابهة تبعث الرعدة والخشية في نفس المؤمن عندما يكتشف هذه اللفتات والمعاني الرائعة العجيبة.
ومن المثاني المتشابهة :
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا } [النساء:48]
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا } [النساء:116]
والقرآن العظيم مليء بالمثاني المتشابهة التي تصلح لأن تكون سلسلة من الأبحاث القيمة ، ولا شك أن القرآن الكريم الذي لا تنتهي عجائبه لو حظي من باحثي العجائب العددية بالاهتمام والبحث وحصر تلك المثاني المتشابهة وتتبع ما تخفيه من معادلات رياضية ورقمية خفية لتحقق اليقين والخوف والرجاء بالله أقوى مما هو عليه.
وسنستعمل المثاني المتشابهات في الاحتجاج في سبيل توجيه معنى الكتاب كما سيأتي لما تحمله المثاني المتشابهة من امتدادات لتفسير بعضها البعض فيتحقق المفهوم جلياً واضحاً
فقط لتوضيح سياق الرد الاول احببت ان اقول اني توصلت لفهم يفرق بين معاني الكتاب في القرآن الكريم فوجدت أن هناك أربعة أنواع للكتاب:
اولها : الكتاب الحكيم : وهو الشرائع والفرائض
ثانيها : الكتاب المعلوم: وهو كتاب الأمم وافعالها وما اقترفته من ذنوب وتكذيب وكل ما دون عليها من أعمال.
ثالثها : الكتاب المنشور : وهو كتاب اعمال المكلفين الذي يؤتى الإنسان إياه باليمين أو بالشمال فيجد ما عمل حاضرا امامه.
رابعها : الكتاب المدون : وهو كل ما حمل دلالة التدوين ككتاب بلقيس الى سليمان عليه السلام وكتابه إليها ، وككتاب النكاح وكتاب الدين ومن ضمن دلالات الكتابة والتدوين قوله تعالى : الله أنزل أحسن الحديث كتابا.
هل ترين اختي البتول أن الكتاب في الآيات التالية هو نفس المعنى ؟؟ وماهو بوضوح اذا كان نفس المعنى ؟؟؟.
الآية الأولى:
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام:38]
الآية الثانية :
{ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [الإسراء:71]
وقوله تعالى :
{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } [الحاقة:25]
الآية الثالثة:
قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)
وقوله تعالى :
{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور:33]
فهل مفردة الكتاب في تلك المواضع بنفس المعنى ومترادفة؟؟
وماهو المعنى الثابت في رأيك اذا كانت مترادفة؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى
جاء قولك: أما القول بأن معنى آيات الفاتحة معنى واحد فقط تغير في الألفاظ فلا شك عندي في بطلان هذا القول فخفاء معنى كل آية عليك اختي البتول لا يعني أن رأيك صحيح لأن هذا الرأي يساوي الحشو الذي ننزه كلام الله عنه فأي فائدة يسرد ربنا آلاف الآيات ولا تختلف في مراميها ومعانيها عن بعضها البعض.
الرد: لقد سبق وأن أوضحت سبب تنزيل كل هذه السور متشابهة. وسأعيده مرة أخرى. لقد نزلت مجموعة من السور لتفصيل البسملة وهي أل 29 سورة المبتدئة بالحروف المقطعة التي أوضحت تفاصيل الرسالة. فعلمنا منهن أن الإله الواحد الأحد اسمه الله وعلمنا وحدانيته عن طريق إخبارنا بخلقه وأفعاله وصفاته المتفردة. ولكن الإله نفسه الذي اسمه الله له أسماء أخرى وتر كالاسم “الرحمن”. وله أسماء شفع أي مكونة من اسمين كالاسم “الرحمن الرحيم” وله أسماء ثلاثية كالاسم (الله الرحمن الرحيم) . فإذا وجدنا كل هذه الأسماء في سورة واحدة. كيف نفهم إنها أسماءأخرى لله؟ لهذا أنزل الله حوالي 11 سورة جاءت فيها جميع ما جاء بالاسم الله ولكن بالاسم الرحمن وجاءت فيها جميع المعلومات التي أخبرتنا عن الاسم الله فعلمنا بذلك أن الرحمن هو اسم آخر للإله الواحد الأحد. وأنزلت مجموعة من السور توضح أن تنزيل الرسالة من الله ولكن بأسماء شفع “كالرحمن الرحيم” و”العزيز الرحيم” وجاءت فيها جميع المعلومات التي جاءت مخبرة عن الإله باسمه الله. فعلمنا بذلك أن الاسماء الشفع هي أسماء وحدانية كالأسماء الوتر “الله والرحمن” وهكذا الحال حتى علمنا أن لله أسماء ثلاثية “كالله العزيز الحكيم “وكالله الحي القيوم” وغيرهما من الأسماء.
فلما كان الذكر يكون بلفظ اسم من أسماء الإله فقط أعلمنا الله بجميع أسمائه هذه وكانت البسملة مقدمة وأم لتلك الأسماء وموضحة ما معنى الذكر ولمن الذكر ولماذا الذكر للإله الواحد الأحد بجميع أسمائه وما كيفيته.
ثم جاءت مجموعة من السور لتفصيل آية الحمد لتوضح لنا أن الحمد يكون لله بجميع أسمائه الوتر والشفع والثلاثية
ويكون أيضاً بأسماء مكانة الإله المختلفة فكانت آيتا الحمد في الفاتحة مقدمة لتوضيح معنى الحمد ولمن الحمد ولماذا الحمد لله وما هي كيقيته.
وبنفس الطريقة أوضح الله لنا أسماء يوم الدين وأسماء إله يوم الدين ومالكه الذي هو نفس مالك الدنيا بجميع أسمائه وأن لاسم مكانته يوم الدين وهي مالك يوم الدين أسماءأخرى. فكانت آية مالك يوم الدين مقدمة وأم وأصل لذلك. أعتقد لا داعي لتكملة باقي الآيات فهي ينطبق عليها نفس التحليل.
وعليه أخي عدنان تجد أن الرأي بتشابه معاني الفاتحة السبع رأي مكون من بحث جامع وصل إلى 180 صفحة. فقد كان أساسه القرآن والأحاديث التي وردت فيها والآيات ذات الصلة بها، وعلوم القرآن والقصص وغير ذلك.
الرد على رأيك في معنى الآية 23 الزمر (الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً)
فقد أوضح معناها حديث بليغ للسيدة عائشة أوضحت فيه أن الكتاب قد أنزل على مرحلتين في كتابين
جزئيين: المرحلة الأولى في كتاب أخبار (أي حديث عن الوحدانية)، والمرحلة الثانية مرحلة التكاليف في كتاب الأحكام . كما أوضح الحديث أن كل كتاب قد أنزل على مرحلتين مرحلة المحكمات ومرحلة المتشابهات. ومحكمات متشابهات المرحلتين مختلفات وعدم الوصول لهذه المعلومه كان سبباً في صعوبة تصنيف المحكمات والمتشابهات وحدث الخلط فيهن.كما أوضح الحديث أن الكتاب المذكور في الآية 23 الزمر هو كتاب الأخبار الجزئي الذي يخلو من الأحكام .فكر الكتاب الكليوأريد به الجزئي مجازاً مرسلاً علاقته الجزئية.
وقالت السيدة : بعد أن أثاب الناس للاسلام نزل الحلال والحرام أي الأحكام. فمن البديهي أن لا تنزل الأحكام للناس قبل إخبارهم بوجود الله وصفاته ووحدانيته وقبل أن يعتنقوا الأخبار ويؤمنوا بها وهو معنى قوله تعالى في الآية:( ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَه من هاد)
وإذا نظرنا لآيات سورة هود (الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )(ألا تعبدوا إلا الله …)إلى نهاية السورة نجدها تخبرنا أن ما أحكمه الله من آيات وما فصله معناه هو معنى سورة هود خاصة وأن الشعراوي وحديث السيدة عائشة يوضحان أن تفصيل المحكم قد جاءنا في سور. إذاً كل السور معناها متشابه ومثاني بمعنى أنهن متشابهات متكررات ومؤكدات إلى كلمة التوحيد “لا إله إلا الله.”
جاء قولك: وهنا أيضاً تدل مفردة الكتاب على التدوين والكتابة وليس إشارة للكتاب بمعنى آخر ، ويحسن بنا أن نفصل قليلاً ليتضح المراد واتساقه مع المعنى في هذا الباب فنقول:
الرد: إن استخدام الله للكلمات لا تمت بصلة للحروفها. فعندما أنزل أحسن الحديث لم يكن مدوناً ولا مكتوباً كما يعلمه الجميع. وبالرغم من ذلك وصفه الله بالكتاب. فمفردة الكتاب تعني الميثاق والكتاب مجرد اسم آخر لذلك وكذلك القرآن لم يكن معناه من لفظ القراءة كما يعتقد البعض وهذه إحدى معجزات القرآن اللغوية. فالأسماء المذكوره في القرآن كلها مكونة من عدة صفاة ولهذا لم تكن مشتقه من فعل واحد والله أعلم من قبل ومن بعد.
أما قولك: كما أن للكتاب دلالات حسب السياق الذي يقع فيه فإن التشابه والمثاني لهما مدلول مختلف حسب ما يكون موضعه في القرآن الكريم ، فمدلول الكتاب هنا هو الرسم القرآني ، فيقول تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا) فيقال : (زيد اقتنى احسن الخيل لونا ) أو (عمروٌ أنشد أبلغ الشعر بيانا ) فالقرآن هو أحسن الحديث كتاباً ، فهو أحسن ما دون وكتب من كل حديث منطوق ، فللقرآن كتابة مخصوصة وطريقة فريدة لا يشابهه فيها كتاب ولا يدانيه فيها رسم ، ومن هذا نستنبط أمراً لافتاً هو أن الخط القرآني ورسم المصحف توقيفي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بوحي إلهي ، وهذا القول برغم أنه أحدث ما قيل في رسم القرآن إلا أنه معتبر ووجيه عند طائفة من أهل العلم ولهم عليه أدلة وألفوا في ذلك كتب عديدة.
الرد: لقد أوضحت لك من قبل أن أحسن الحديث هو الحديث عن صفات الله وأفعاله وخلقه ووحدانيته فهل
هنالك أحسن منه ولهذا وصفه الله بأنه (تقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ) أي تكون جاهزة لتلقي الأحكام. ثم أوضح ذلك في نهاية الآية بقوله ذلك هدى الله. فلم يقل الله إنه نزل أحسن رسم بل قال أحسن الحديث. وإذا سلمنا جدلاً بأن المقصود التدوين والرسم فما هو المدون والمرسوم؟
أما عن المثاني فقد حاولت أن تجمع آيتين متشابهات في المعنى وهنالك الكثير من الآيات التي تشبههما في المعنى. وبالتالي مثل هذا الجمع يوضح التشابه ولا يوضح المثاني. وتوكيداً لذلك سأوجه لك سؤالاً هو: هل تستطيع توضيح المثاني في آيات الفاتحة السبع كما فعلت في الآيات المفصلات؟ كما أوجه لك سؤالاًآخراً وهو: لماذا استبعدت السبع المثاني من المتشابهات المثاني المذكورة في الآية 23 الزمر وآيات الفاتحة هن السبع المثاني التي آتاها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم لأنها أم المثاني وأصلها لأن الفاتحة هي أم الكتاب وأم القرآن وأصله؟.
إن القرآن منظومة كالعقد لا ينفك جزء منها عن الآخر وإلا صار مشتت كتشتت العقد إذا انفكت منه جزء. كما أوجه لك سؤالاً آخراً وهو: لماذا استبعدت السبع المثاني من المتشابهات المثاني المذكورة في الآية 23 الزمر؟ إن القرآن منظومة كالعقد لا ينفك جزء منها عن الآخر وإلا صار مشتت كتشتت العقد إذا انفك منه جزء.وبعد أن تجيب لي على هذين السؤالين يمكننا مواصلة الحديث عن المثاني فهو ذو شجون خاصة في آيات الفاتحة.
لقد أوضحت لك في بداية النقاش أن حديث السيدة عائشة قد فصل بين المحكم والمتشابه في كتاب العقيدة وبين المحكم والمتشابه في الأحكام. فجاء في تشابه كتاب العقيدة أي الوحدانية والحديث عنها الذي يخلو من الأحكام أنه تشابهه هو تشابه المعنى بحيث يصدق بعضه البعض لأنه يتحدث عن موضوع واحد هو الوحدانية. ولو اختلف أي قول فيه عن معنى الآخر كما حاولت توضيحه وأن الفرق فقط في الرسم لكان هنالك اختلافاً كبيراً . وقدنفاه المولى عز وجل بقوله (ولوجدوا فيه اختلافاً كبيراً). وأن تشابه كتاب الأحكام هو تشابه الحلال والحرام فيها مما يصعب على الناس معرفة الحكم هل هو الحلال أم الحرام.
إن معنى المثاني المقصود فهو المتكررات المؤكدات ومثبتات ل(لا إله إلا الله) فالصفات المتكررة في السور مؤكدات للوحدانية والأفعال المتكررة مؤكدات لها والحجج والبراهين المتكررة مؤكدات لها والآيات(أي العلامات والنعم المتكررة مؤكدات لها) والقصص المتكررة مؤكدات لها والأمثال مؤكدات لها.
ولتقريب معنى المثاني أكثر وأكثر يمكن ضرب مثل من واقع الحياة بالآتي:
إذا أرادت جمعية أو أي مجموعة من الناس اختيار رئيس لهم. فيقوم أحدهم بترشيح واحد من بينهم ويقوم آخر بتثنية أي تكرار نفس الترشيح توكيداً لصلاحية المرشح. وذلك يقول أثني أي أكرر وأؤكد الترشيح الأول.
وكيف نتأكد من وحدانية الله وكل جزء منها معناه يختلف عن الآخر؟
نأتي للفصل في مفردة الكتاب
أقول لك نعم بملء فمي: إن للكتاب معنى غير التدوين لأن كل ما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم سمي كتاباً ولم يكن مدوناً أي مكتوباً لقوله تعالى: ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَٰباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) 7 الأنعام
فالكتاب هو الميثاق الذي واثق الله به خلقه عن طريق رسله. وقد فصل بنوده في مواثيق كثيرة أي في كتب كثيرة. إذاً كل جزء مفصل من الميثاق الكلي فهو ميثاق. فكتاب العقيدة( أحسن الحديث) هو ميثاق ألم يأتي فيه أن الله قد واثق عباده ألا يعبدوا إلا إياه وأن يجتنبوا الطاغوت؟ ولهذا جاء قوله تعالى:) وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُور)7 المائدة
ولما كان من ضمن بنود الميثاق أي الكتاب هو أخبار مخلوقاته، أخبرنا الله بأنه خلق جميع الدواب والطيور وغيرهم أمم أمثالنا ولها موعد لنهاية حياة كل مخلوق منها في كل أمة وأقداره وأعماله.
كما فصل الله تشريعاته في مواثيق وعليه جعل ميثاقاً للنكاح أي كتاب. وجعل للدين ميثاق أي كتاب. كما جعل تشريعات معاملات أفراد المجتمع ميثاق وتشريعات معاملات أفراد الأسرة ميثاق أي كتاب وهكذا. فمن نقض
ميثاقه وعهدهمع الله يكون ميثاقه عن يساره لقوله تعالى:) ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَٰقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي ٱلأرْضِ أُولَـۤئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ) 27 البقرة
أما من أوفى بعهده وميثاقه فسوف يكون ميثاقه الذي واثق به الله بيمينه لقوله تعالى: ( وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ) 25 الرعد
أتمنى من الله العلي العظيم أن يوفقك وإياي وكل من يجتهد في كتابه إلى ما فيه رضاه وغفرانه
جزاك الله خيرا
انا مش عارف اوصل لصفحتك علي الفيس
وإياكم أخي محمد
صفحة أوجه البيان
https://m.facebook.com/alghamdi.adnan/?tsid=0.5215866970332159&source=result
مع العلم اني ادخلها نادرا
ألف شكر ليك يا دكتور
أنا استفدت جدا من المقال خاصة في كلمة يصنعون
ولكن بخصوص يفعلون ويعملون
هناك تفسير بسط للفرق بين الكلمتين
كلمة عمل تشمل الأفعال
الفعل هو الحدث بذاته. شئ واحد فقط. لا يمكن أن يكون أكثر من واحد.
يأكل فعل
يشرب فعل
ينام فعل
يجري فعل
يسرق فعل
يتكلم فعل
كل حركه نقوم بها هي فعل.
أما الأعمال فهي عباره عن مجموعة أفعال.
الصلاة عمل لأنها تتضمن أفعال مختلفة.( فعل الركوع- فعل السجود- فعل القيام- فعل القراءه)
فحين أسألك عن وظيفتك أقول لك ماذا تعمل؟ وليس ماذا تفعل؟
لأن العمل يشمل أفعال
فهو يعمل مدرس. بعدها يكون السؤال ماذا تفعل؟
يدخل الفصل فعل
يشرح فعل
يسأل فعل
يناقش فعل
يعلم فعل
ولذلك قال الله تعالي
يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم ( كل الأفعال)
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } [الزلزلة:7]
{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة:8]
أي مهما كانت الأفعال صغيره فنحن محاسبين عليها.
والله أعلى وأعلم
لي سؤال ربما يكون ملامس للموضوع
كلمة أقيموا
جاءت في القران مرتبطه بالصلاة والدين والشهاده. لماذا لا يتم وصف الصلاه والدين والشهاده بالأعمال .
فهل من تفسير لذلك
أرجو من حضرتك تفسير لهذه الكلمه لما أشعر فيها من معنى كبير قد يوصلنا الي شئ عظيم.
اخي المبارك
الإقامة سبقت عدد من الأعمال مثل الصلاة وأعمال الدين عموما
وتلك الأعمال تسمى أعمالا من حيث تكرر اتيانها واعتياد المسلمين على عملها ، أما إقامتها فمتعلق بمدى انطباق شروطها واركانها والإتيان بها على الوجه الذي أمر الله به وليس تكرارها والمواظبة عليها فحسب.
فالصلوات مثلا أعمال لأنها تؤتى بصورة منتظمة يوميا وليست أفعال منفردة تفعل مرة واحدة.
وإقامة الصلوات هو عملها بالصورة التي أمر الله بها بدون مخالفة فتكون الصلاة صحيحة.
لذلك يقول تعالى : (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) [الرحمن:9] فإقامة الوزن بالقسط أي على وجهه الصحيح وبكميته الصحيحة ، وكذلك إقامة العبادة اليومية كالصلاة ونحوها.
والإقامة تشمل أيضا الاستمرارية ، وهذا من عجائب استعمال هذه المفردة ، وتوضيحا لذلك فإن الصلوات مثلا والعبادات اليومية عموما موقوتة بوقت معين ، فعندما تقيم الأذان أو تقيم الصلاة فلا يعني انك بانتهائك وفراغك منها تتوقف إقامتها لأنها لتتابع الزمن تقوم في مكان آخر وكلما مضى الوقت تتابع الصلوات والاذان في كل مكان من العالم طالما الزمن جارٍ والوقت ماضٍ.
فتكون تلك العبادات الموقوتة قائمة ، ولو لاحظت فلا يقال إقامة الحج أو إقامة الصيام لأنها عبادة محدودة بمدة تبدأ وتنتهي فيها بينما الصلاة والاذان قائمة لأنها لا تتوقف على مدى اليوم.
لذلك فإن تلك الأعمال إذا أقيمت فلا تتوقف لذلك اسمي عملها “إقامة” لأنها إذا بدأت استمرت قائمة إن لم يكن عندك فعند غيرك وهكذا تستمر صلة العباد بالله على مدار الثانية لا تنقطع وتبقى تلك العبادة “قائمة” حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
هذا والله اعلم
بارك الله فيك دكتور عدنان ونفعنا الله واياكم بالقران الكريم وهدانا الي صراطه المستقيم.
السلام عليكم و رحمة الله…
أود رأيكم في أمرمختلف شىء ما عن الموضوع أعلاه, و له علاقة بمكلمة “يعملون” في االآية التالية :
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)البقرة.
الأمة التي خلت هنا أمة صالحة, إداً جل هذه الأعمال صالحة,عبادات و منهج دين صالح في زمن تلك الأمة, و هذا المنهج لخصه أبناء يعقوب ب ” قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)
فهمت من الأية 134أنها استطراد من الله يعفي الأجيال اللاحقة من منهج التعبدي للأسلافهم, انما هم مطالبون بالحفاظ على التوابت التي في الأية 133…..خلاصة الفكرة أنني أحاجج بهذا أصحاب المنهج “السلفي” في بطلان إلزام كل الأمم المسلمة بضرورة اتباعهم ليكونوا من الجماعة الناجية, لعل الله قد اعفانا من اتباع “الساف” بطريقة الأستنساخ دون التقدي بهم فقط….
(أفادني بختك كثيراً فشكراُ لك )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله اخي عبدالله
فيما يظهر لي من ذلك بأن “لها ما كسبت” ولكم “ماكسبتم” أي أن الأمم الخالية لن تحاسب على أعمالكم وأنتم لن تحاسبون على أفعالهم سواء كان فعلهم خير أو شر وليس المراد بأن المنهج التعبدي غير ملزم لكم لأن المفهوم اللغوي من (الكسب) هو نتيجة العمل وليس العمل ذاته ، فالله تعالى كلف عباده بطاعات وتكاليف شرعية من صلاة وصوم وزكاة وغير ذلك ، فما كسبوه من أجر أو اثم إنما هو عليهم ، وما تكسبونه انتم فهو عليكم.
فالحديث هو عن أفعال الأمم تجاه التكاليف وليس التكاليف الشرعية نفسها ، أما التكاليف ذاتها فهي واحدة منذ خلق الله الكون والعبادات واحدة تتغير بأن يفرض الله على امة مالم يفرضه على أمة أخرى لسبب وإرادة معينة يريدها سبحانه كبني اسرائيل وعصيانهم الذي أدى لتضييق التكاليف عقابا لهم.
أما أمة الاسلام فهي أمة واحدة لا ينطبق عليها ذلك فنبيها واحد وشريعتها واحدة ولا يمكن اسقاط هذه الآية على حال امة محمد صلى الله عليه وسلم.
أما كلمة السلف والسلفية فهي عبارة فضفاضة ويمكن اسقاطها على كل الفرق الاسلامية لأن كل الفرق لها مرجعية من العلماء بعضهم في القرن السابع كابن تيمية مثلا فلا يعد من السلف ، فاستعمال هذه الجدلية التي يحتكرها البعض لا يبرر اسقاط آية في غير موضعها والله تعالى اعلم وتقبل الله طاعاتكم .
نعلم الفرق بين الرجل و الذكر في الصفات فكيف تم استخدام كلمة الرجل و الرجال في إتيان الفاحشة كما في قوله تعالى (تأتون الرجال شهوة من دون النساء)
اهلا بك أخي سلامة
مالفرق بين الرجل والذكر كما تفضلت ؟؟
إتيان الرجال هو فعل الفاحشة بالذكور عكس فطرة البشر بالميل للنساء ، والرجال هم الذكور ، فالله تعالى يقول في سورة الشعراء :
( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ) [الشعراء:165]
فالذكر هو تصنيف جنس المخلوق الحي ، فكل الكائنات الحية لها صنف ذكري وصنف انثوي ، والصنف الذكري لدى بني آدم يسمون رجالاً ، والصنف الأنثوي يسمون نساءً ، فأنثى الأسد مثلا تسمى لبوة ولا تسمى امرأة ، ولا تسمى جماعة اناث الحيوان مثلا نساءً لأن النساء جمع إناث البشر والرجال جمع ذكور البشر.
اصنع شيئا يكن عملا صالحا لفعل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسانتك وامدك الله بالقوة والصحة واعانك على الاستمرار في هذا الطريق المبارك الذي نفع الله به الكثيرين اخوك عبدالله سعد الغامدي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اخي عبدالله وجزاكم خير الجزاء وتقبل منا ومنكم صالح القول والعمل