بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على امام الاولين والآخرين وآله وصحبه الى يوم الدين اما بعد
فأود ان ابين منهج استخدمه في تفسير كتاب الله لنفسي ، واعتبرها وجهة نظر شخصية قابلة للتأييد او التفنيد ولكني اراه سبيل خلاق لفهم كتاب الله جل وعلا ، ويقوم هذا المنهج على قراءة وتدبر الآيات وتدوين ما يتبادر الى ذهن القارئ حولها من افكار ورؤى وان لا يسبقها اي قراءات في التفاسير لأن تفاسير القرآن تقولب تفكيرك وتأسره اليها وتحد من سعة الافق تجاه الايات ، وبعد تدوين رؤانا تجاه الايات واستقرارنا على معنى او اكثر يمكننا وقتها العودة للتفاسير المعتبرة وقراءتها ومقارنة الافكار الناتجة عن فهمنا لكتاب الله وما اتى به المفسرون الأوائل ، وهنا نحن أمام ثلاث حالات واحتمالات ، اولها ان يتفق تفسيرنا الذي بنيناه على فهمنا مع جزء او كل ما جاء في كتب التفسير وهنا نستدل بذلك على سلامة الفهم لكتاب الله لموافقته لفهم السلف ، والاحتمال الثاني ان يتناقض معه ويعارضه وهنا نستدل من ذلك على وجود خلل في الفهم يستلزم اعادة النظر في تلك الآيات لتناقضها مع ثوابت فهم كتاب الله ومثال ذلك ان يتعارض التفسير مع سبب النزول او ان يؤدي هذا الفهم الى ما يناقض ثابت من ثوابت الدين، والثالث وهو المهم ان ينتج لنا معنى جديدا يتسق مع ايات اخرى من كتاب الله ولا يعارض السياق ولا ثوابت الدين ولكنه ينتج لنا وجها آخر من وجوه الفهم للايات قد يكون فتحا يسره الله ، ومثال ذلك ما اندرج تحت الاعجاز العلمي في القرآن وما لم يستنبطه الأوائل ، وبرأيي ان هذا الوجه من محاولة للفهم بصورة اخرى من الصور وهو ماتوقفنا عنه منذ تم تاليف وجمع التفاسير التي بين ايدينا حتى شعرنا ان هذا اخر حدود كتاب الله وهذا الخطأ بعينه ، فكتاب الله صالح لكل مكان وزمان وصورة الاعجاز فيه ان كل يفهمه في عصره بما يتفق مع واقعه وارى ان التوقف في فهم القرآن عند فهم الاوائل هو توقف في فهمه عند واقعهم وليس واقعنا فتوجب علينا اعادة قراءة كتاب الله بمعزل عما فهمه الاولين ولنكن منفتحين على الرأي والنقد في فهمنا لايات الذكر الحكيم.
يسر الله لنا ولكم فهم كتابه على الوجه الذي يرضي ربنا ويخرجنا عمن اتخذوا القرآن مهجورا وصلى الله على محمد وآله

About عَدْنَاَنُ الْغَاَمِدِيّ

بَاَحِثٌ فِيْ النَّصِّ الْقُرْآنِيِّ وَتَفْسِيْرَاتِهِ، أنْشُرُ أبْحَاثِيْ رَغْبَةً فِيْ مُشَارَكَةِ المَعْرِفَةِ وَالبَحْثِ عَنِ الحَقِّ أيْنَمَا وُجِدْ ، ولَعَلِّيْ أُكتَبُ مِنَ المُتَدَبِّرِيْنَ الَّذِيْنَ لَا تَمَسُّهُمُ النَّارُ بِمَا فِيْ صُدُوْرِهِمْ مِنْ كَلَاَمِ الله.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.