ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)

كتبه : زائر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول وعن رجل طواف في الأرض ، فأنزل الله وحيه وجاء الرد المفحم في سورة الكهف والإسراء.

احراج اليهود للنبي محمد بالسؤال عن  الامور الثلاث فيه إشارة الى أن الجواب لا يعلمه غير خاصة اليهود ! وهنا يطرح سؤال : ماهو السر وراء معرفة اليهود ؟ وهل توجد علاقة بينهم ؟ ، وما يثير هذا السؤال هو علمنا أن الأجوبة جاءت في سورتين متتاليتين في الترتيب فقد جاء جواب الروح في سورة الإسراء والتي تسمى ايضا (سورة بني إسرائيل) وجواب  أصحاب الكهف وذو القرنين في سورة الكهف وهي العاصمة من فتنة الدجال التي اجتمعت فيها الفتن الأربعة (فتن الدين والمال والعلم والسلطان) كما نعلم أن اكثر اتباع الدجال هم اليهود!

اسم ذو القرنين : ذو القرنين هو لقب أطلق عليه واختلفت الأقوال فيه ولم يقم الدليل على صحة اي منها البعض يعتقد أن سبب التسمية تعود إلى وصوله للشرق والغرب، حيث يعبر العرب عن ذلك بقرني الشمس، والبعض الآخر يرى بأنه عاش قرنين أو أنه حكم قرنين، وأما ما مقدار القرن فهناك آراء مختلفة في ذلك.

البعض الثالث يقول: كان يوجد على طرفي رأسه بروز (قرن)، ولهذا السبب سمي بذي القرنين ، وأخيراً فإن البعض يعتقد بأن تاجه الخاص كان يحتوي على قرنين ، وهناك قول أنه عايش امتين وقرنين من الزمن مختلفين وهذا هو الراجح إذا تتبعنا حيثيات القصة.

كما أثارت حقيقة شخصية ذو القرنين جدلا وتباينا في الآراء ولم يتم التوصل إلى دليل قاطع يثبت هويته فمنهم من قال أنه نبي والبعض قال أنه رجل صالح ،وذهب آخرون إلى أنه ملك من الملائكة ، ورأت جماعة أنه من ملوك الأرض الذين ملكوا الدنيا ،..ولكن الكل اتفقوا على أنه كان مؤمن وصالح وعادل كلفه الله بمهمة استثنائية أفرده الله بها وهيء له كل  الأسباب ومكنه في الأرض وقد جاء في روايات وآثار ماهية هذا التمكين ( تسخير النور والظلمة وجيش وقوة ….الخ ) وأغلبها من الإسرائيليات لكنها لا تعطي وصفا حقيقي لهذا التمكين العظيم الذي من الله به على عبده ذي القرنين الا أنه يناسب المهمة التي كلفه الله بها قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ۝ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا [سورة الكهف:83، 84].

يذكر الله عز وجل أنه مكن لعبده ذي القرنين في الأرض وهذا دليل قاطع يبطل دعوة من قال إن رحلة ذو القرنين كانت في الفضاء، إضافة إلى التمكين في الأرض ولنا أن نتخيل حقيقة هذا التمكين ومامعناه؟! فقد أتاه الله من كل شيء سببا ، من كل شيء سببا ؟! لم يستثني الله اي شيء من الأسباب !! اي ملك ؟! واي سلطان؟! تبارك من بيده ملكوت السموات والأرض سبحانه وتعالى .

فما هو السبب ؟! جاء ذكر السبب القران الكريم مفرد وجمع وأصل (السبب) عند العرب: كل ما تسبب به إلى الوصول إلى المطلوب: من حبل، أو وسيلة، أو رحم، أو قرابة، أو طريق، أو محجة، وغير ذلك. تقول: فلان سببي إليك، أي: وصلني. وما بيني وبينك سبب، أي: وصلة ورحم. وقطع الله به السبب، أي: الحياة. ويقال للطريق: سبب؛ للتسبب بركوبه إلى ما لا يُدرك إلا بقطعه. ويقال للمصاهرة: سبب؛ لأنها سبب للحرمة. ويقال للوسيلة: سبب؛ للوصول بها إلى الحاجة، وكذلك كل ما كان به إدراك الطِّلْبة، فهو سبب لإدراكها. وجمع (السبب) أسباب. وأسباب السماء: مراقيها، ونواحيها، أو أبوابها.

ولفظ (السبب) ورد في القرآن الكريم في تسعة مواضع، جاء في جميعها بصيغة الاسم؛ فجاء مفرداً في خمسة مواضع، منها قوله سبحانه: {فأتبع سببا} (الكهف:58). وجاء بصيغة الجمع في أربعة مواضع، منها قوله عز وجل: {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} (البقرة:166).

ولفظ السبب ورد في القرآن على أربعة معان:

فجاء لفظ (السبب) بمعنى (الباب)، وبه فُسر قوله سبحانه: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب} (غافر:36)، أي: أبواب السموات. وهذا مروي عن قتادة. ونحو هذا قوله عز وجل: {أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب} (سورة ص:10) أي: إن كان لهم ملك السموات والأرض وما بينهما، فليصعدوا في أبواب السماء وطرقها. عن مجاهد، قوله: {فليرتقوا في الأسباب} قال: طرق السماء وأبوابها. قال العسكري: “ويجوز أن يكون قوله: {فليرتقوا في الأسباب} الحبال وغيرها مما يُتوصل به إلى الموضع العالي. ويجوز أن يكون أراد الهواء، الذي هو سبب لصعود الملائكة إلى السماء، يمدون فيه أجنحتهم فيصعدون، وهذا على جهة التعجيز للكفار المخاطبين بهذه الآية، والإخبار بأنهم يُغلبون، ولا يتم أمرهم، والشاهد على صحة هذا قوله: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} (سورة ص:11).

وجاء لفظ (السبب) بمعنى (المنزل) و(الطريق)، وبه فُسر قوله عز وجل: {فأتبع سببا} (الكهف:85) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {فأتبع سببا} يعني بـ (السبب) المنزل. وعن مجاهد، قال: منزلاً وطريقاً ما بين المشرق والمغرب. وقال قتادة: اتبع منازل الأرض ومعالمها. ومثل هذا أيضاً قوله سبحانه: {ثم أتبع سببا} (الكهف:89) يعني: ثم سار طرقاً ومنازل، وسلك سبلاً حتى بلغ مقصده الذي أراد.

أما قوله تعالى: {أسباب السموات} (غافر:37) روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بـ (الأسباب) هنا: منازل السماء. وروي عن قتادة أن المراد: الأبواب، أي: أبواب السموات. وروي عن السدي أن المراد: طرق السماء. قال الطبري: “وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: معناه لعلي أبلغ من أسباب السموات أسباباً أتسيب بها إلى رؤية إله موسى، طرقاً كانت تلك الأسباب منها، أو أبواباً، أو منازل، أو غير ذلك”. وجاء   (السبب) بمعنى (العلم)، وبه فُسر قوله تعالى: {وآتيناه من كل شيء سببا} (الكهف:84) أي: آتيناه من كل شيء، يعني ما يتسبب إليه، وهو العلم به. وهذا مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وجمهور التابعين. ولم يأت لفظ (السبب) وفق هذا المعنى في القرآن الكريم سوى في هذه الآية.

وجاء (السبب) بمعنى (الحبل) وبه فُسر قوله تعالى: {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء} (الحج:15) قال ابن عباس رضي الله عنهما في المراد من الآية: (من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً، فليربط حبلاً في سقف، ثم ليختنق به حتى يموت). ومعنى الآية كما ذكر المفسرون: من كان يحسب أن لن يرزق الله محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته في الدنيا، فيوسع عليهم من فضله فيها، ويرزقهم في الآخرة من سَني عطاياه وكرامته، استبطاء منه فعل الله ذلك به وبهم، فليمدد بحبل إلى سماء فوقه: إما سقف بيت، أو غيره مما يعلق به الحبل من فوقه، ثم يختنق إذا اغتاظ من بعض ما قضى الله، فاستعجل انكشاف ذلك عنه، فلينظر هل يذهبن كيده اختناقه كذلك ما يغيظ، فإن لم يُذهب ذلك غيظه؛ حتى يأتي الله بالفرج من عنده فيذهبه، فكذلك استعجاله نصر الله محمداً ودينه، لن يؤخر ما قضى الله له من ذلك عن ميقاته، ولا يعجل قبل حينه. وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن الكريم الذي جاء فيه لفظ (السبب) بمعنى (الحبل).

أما قوله عز من قائل: {إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} (البقرة:166)، فقد قيل في المراد بـ {الأسباب} هنا أقوال؛ فعن مجاهد: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الوصال الذي كان بينهم في الدنيا. وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بـ {الأسباب} في الآية: المودة. وعن قتادة أن المراد بـ {الأسباب} هنا: أسباب الندامة يوم القيامة، وأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها.وقال آخرون: بل معنى {الأسباب} المنازل التي كانت لهم من أهل الدنيا، وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً. وروي عنه أيضاً أن المراد بـ {الأسباب} هنا: الأرحام. وعن السدي وابن زيد أن المراد بـ {الأسباب} الأعمال التي كانوا يعملونها في الدنيا.

وقد ذهب الطبري بعد أن سرد الأقوال التي قيلت في المراد بـ {الأسباب} في الآية إلى أن “الصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن الذين ظلموا أنفسهم -من أهل الكفر الذين ماتوا وهم كفار- يتبرأ -عند معاينتهم عذاب الله- المتبوع من التابع، وتتقطع بهم الأسباب. وقد أخبر تعالى ذكره في كتابه أن بعضهم يلعن بعضاً، وأخبر عن الشيطان أنه يقول لأوليائه: {ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل} (إبراهيم:22) وأخبر تعالى ذكره أن {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} (الزحرف:67)، وأن الكافرين لا ينصر يومئذ بعضهم بعضاً، فقال تعالى ذكره: {وقفوهم إنهم مسئولون * ما لكم لا تناصرون} (الصافات:24-25) وأن الرجل منهم لا ينفعه نسيبه، ولا ذو رحمه، وإن كان نسيبه لله وليًّا، فقال تعالى في ذلك: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} (التوبة:114) وأخبر تعالى ذكره أن أعمالهم تصير عليهم حسرات. وكل هذه المعاني (أسباب) يُتسبب في الدنيا بها إلى مطالب، فقطع الله منافعها في الآخرة عن الكافرين به؛ لأنها كانت بخلاف طاعته ورضاه، فهي منقطعة بأهلها. فلا خِلالُ بعضهم بعضاً نَفَعَهم عند ورودهم على ربهم، ولا عبادتهم أندادهم ولا طاعتهم شياطينهم، ولا دافعت عنهم أرحام، فنصرتهم من انتقام الله منهم، ولا أغنت عنهم أعمالهم، بل صارت عليهم حسرات. فكل أسباب الكفار منقطعة. فلا معنى أبلغ -في تأويل قوله: {وتقطعت بهم الأسباب}- من صفة الله ذلك، وذلك ما بينا من تقطع جميع أسبابهم دون بعضها”.

فحاصل القول إذن: إن لفظ (السبب) في القرآن الكريم جاء على أربعة معان: الباب، والطريق والمنزل، والعلم، والحبل (بالمعنى المادي أو المجازي). وقد تبين أن المفسرين تعددت أقوالهم في تحديد المراد من بعض ألفاظ الآيات التي ورد فيها لفظ (السبب)، بيد أن هذا التعدد في المحصلة لا يخرج عن هذه المعاني الأربعة.

الآيات التي ورد فيها ذكر السبب والأسباب في القران الكريم هي : أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧ غافر﴾

إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ ﴿١٦٦ البقرة﴾

إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿٨٤ الكهف﴾

فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٥ الكهف﴾

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٨٩ الكهف﴾

ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿٩٢ الكهف﴾

مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴿١٥ الحج﴾

أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠ ص﴾

وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦ غافر﴾

المتأمل لهذه الآيات سيجد أن هناك معنى مشترك ثابت تمحورت حوله سياق الآيات وهو أن كلمة اسباب تعني وسيلة أما للترقي إلى السماء ماهو فوق والانتقال من الاسفل إلى الأعلى ( انتقال مكاني ) أو الانتقال من حياة مشاهدة  إلى حياة غيبية ( انتقال زماني) وفي قصة ذي القرنين حدث كلا الانتقالين ( الزماني والمكاني)  وهذه الفرضية يدعمها إحدى تفسيرات اسم ذو القرنين وأنه عايش قرنين مختلفين والقرن هنا يقصد به الزمن والأمة ( القوم) بمعنى أنه عاش عصرين مختلفين ولكل عصر أمة مختلفة عن الأخرى وهذا الاختلاف ربما حتى في الخلقة

والتكوين ! ولكن كيف ؟! ومتى ؟! وماهو الدليل ؟!

………… .يتبع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مشاركة

مقالات اخرى

دَعْوى مَشْرُوْعِيّة مُتْعَةُ النِّسَاء

  في قوله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 24 [النساء] القائلون بوقوع

المزيد »

عَسَى ولَعَلَّ، دَلاَلاَتُها واسْتِعْمَالاَتهُا فيْ القُرْآنِ الكَرِيْم

نتتبع في هذه الدراسة الاستقرائية دلالات “عسى ولعل” في القرآن الكريم، وما استفزني لأتوسع في البحث وأتحقق من دلالات هاتين الأداتين هو تكرار عبارة “عسى من الله واجبة” وهي في الحقيقة ليست كذلك، فاتخُّذت هذه العبارة قاعدةً عند جلّ المشتغلين باللغة والتفسير، وعندما تتبعت مواضع عسى في القرآن الكريم وجدت

المزيد »