نَظْرَةٌ فِيْ سُوْرَةِ بَنِيْ إسْرَائِيْلْ (1)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد قال الحق جل وعلا في سورة (بني إسرائيل) الإسراء :
وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)
مستعينا بالله أحاول أن أتلمس المعاني والتساؤلات التي ترد وتبرز عند تلاوتنا لهذه الآيات الكريمة ومن هذه التساؤلات:
هل ما يعنيه الله في الآية يفيد المستقبل فيما بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم أم قبله؟
تحدث الكثير من المفسرين رحمهم الله عن المقصود بهذه الآيات فقال منهم إنها تفيد حدثين وقعا فعلا من الرومان والبابليين على اليهود وهذا في رأيي غير صحيح بالبابليين والرومان كانتا دولتين وثنيتين ولم يكونا عبادا لله بل عبادا للأوثان لأن صفة العبودية بقول الله (عباد) تأتي في السياق القرآني للتشريف والتكريم ولو قال عبيدا لشملت المؤمن والكافر ، ثم إن الافسادين يسلط الله فيهما نفس العباد لأن الضمير في كل ما تلا قوله عبادا لنا يعود على هؤلاء العباد ، ولم يسجل التاريخ أن تعرض اليهود لهجوم وتدمير على يد مؤمنين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن المفسرين والعلماء من قال أن المقصود بالإفساد والتسليط الأول هو تسليط الله للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على يهود في المدينة حيث سبوهم ونفوهم واستأصلوهم وهذا في رأيي غير صحيح من عدة وجوه ، الأول أن اليهود لم يكونوا في العلو الكبير بل ان من تواجد في المدينة منهم عدد ضئيل من قبائل اليهود مقارنة بالشعب اليهودي كافة ولم يملكوا الفرصة للإفساد والعلو الكبير فقد سجل التاريخ علوا لهم أعظم مما كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم إن الله في قوله (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة) ينفي أن يكون المقصود يهود المدينة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم فالمعنى في الآية يفيد أنهم في المرة الأولى كان المسجد تحت سيطرة اليهود فيدخلونه من يسلطهم الله عليهم في المرة الأولى ، ثم يدخلونه مرة أخرى عندما يسلطهم الله للمرة الثانية في الإفساد الثاني ، وهذا ينفي ان يكونون البابليين (نبوخذ نصر وقومه) والرومان فلا كرامة في دخول الوثنيين للمسجد بل المقصود مؤمنين موحدين ، وفي عصر النبي صلى الله عليه وآله لم يحدث ان كان اليهود مستولين على مسجد فدخله المؤمنين ، وحتى بيت المقدس كان تحت سيطرة الرومان ولم يشهد التاريخ منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ان كان احد مقدسات المسلمين تحت سيطرة دولة يهودية الا في العصر الحاضر وبالتالي فلا يقصد من الحدث قتال اليهود في العصر النبوي والله اعلم
هل يفصل بينهما مئات السنين أم إن الإفساد المزدوج يقوم به نفس الجيل منهم ؟
الله وحده أعلم ولكن بالنظر للآيات المباركات نجد أن الضمير يعود على نفس القوم فيقول الله تعالى (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين ) فالضمير في قوله تعالى (عليهم) يبدو منه أن يعني نفس العباد الذين بعثهم الله وهذا ينفي أن المقصود ما حدث على يد البابليين والرومان فهما يختلفان بعضهما البعض ، بل تداول في القوة والسلطة بين عباد لله من دين واحد وبين اليهود والأظهر والله أعلم أنهم المسلمين وذريتهم.
ماذا يقصد الله بعبارتي (الأولى والآخرة) في قول الله أولاهما وقوله وعد الآخرة؟
اتفق اغلب المفسرين على أن (الأولى) يقصد بها الإفساد في (المرة الأولى) و (وعد الآخرة)  يقصد به (الإفساد في المرة الثانية والأخيرة) ، وهي أيضا تعني الآخرة بمعناها المعروف لأنها من إرهاصات وعلامات الآخرة.
من هم العباد الذين يبعثهم الله عليهم في المرة الأولى؟.
والله اعلم أن الله يبعث عليهم المسلمين الموحدين فيدخلون المسجد ويستنقذوه منهم بعد أن يتغلغلوا في مستعمراتهم ومساكنهم وديارهم ويعملون فيهم قتلا وتشريدا ويحتلون بيت المقدس الذي هو الآن في قبضتهم ولكنهم لا يستأصلونهم تماما ، ولكن ينتفض لهم الغرب والشرق فيمدونهم بالأموال والجنود وهو حبل الناس الذي اخبر به الله جل وعلا (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّة أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنْ اللَّه وَحَبْل مِنْ النَّاس( يستعيدون فيه المسجد ويظهرهم الله على المسلمين.
 هل حدثت المرة الأولى والثانية أم لم تحدث أم إن أحداهما حدثت وننتظر الثانية؟
نحن بمقتضى الآيات الكريمة والله أعلم نشهد الإفساد الأول ولم يحدث تسليط الله للمؤمنين وتمكينهم من اليهود وهو على وشك الحدوث وسوف يليها إظهار لليهود على المسلمين يتلوه فساد وقتل كبير منهم على المسلمين لن يلبث طويلا حتى تحدث الواقعة الثانية وما يسمى وعد الآخرة وهي التي سوف تحدث في آخر الزمان والله اعلى واعلم.
من هم الذين يبعثهم الله على بني إسرائيل في الإفساد الثاني وما علاقتهم بالبعث الأول؟
لا شك أن البعث الثاني من المنتقمين هم المسلمين فالضمير في الآيات يعود على نفس البعث الأول وهي عملية مداولة بين اليهود وبينهم تختم للمسلمين بالنصر ولليهود بالذلة والمسكنة والصغار والقهر.
لم يوجه الله الخطاب بقوله تعالى عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا؟
مقتضى الآيات لكي يفهم يجب ان يوضع في سياقه فلو فصلنا في قوله تعالى (عسى ربكم أن يرحمكم) فنترجمها ونفصلها بهذه الصورة(عسى ربكم إن اعتبرتم بما وقع لكم مقابل إفسادكم مرتين من القهر والذل والقتل جراء ما اقترفتموه فعسى أن تكون تلك العبرة موجبة لرحمة الله لكم برفعه القهر والصغار والذلة عنكم ما لم تعودون إلى الإفساد والعصيان فإن عدتم إلى ما كنتم عليه من الفساد العظيم عدنا لتسليط عبادنا عليكم ) فهي رحمة مشروطة بالانتهاء عن الفساد والظلم الذي ستكون عاقبته من جنسه جزاءا وفاقا ، فسنة الله في خلقه مؤمنهم وكافرهم أن يعاملهم في الدنيا بعدله وكرمه ومنه أيا كان معتقدهم إلا الظالم فإن الله بقصمه في الدنيا والآخرة مسلما كان أو غير مسلم فالله يتحدث عن الرحمة الدنيوية التي تشمل من يشاء وليست رحمته في الآخرة التي يختص بها عباده المؤمنين.
ماذا نستخلص من الآيات الكريمة وهل لها انعكاسات على واقعنا؟
في الآيات الكريمات يخبر الله نبيه عن أمر يحدث في المستقبل وهذا ما تنبئ عنه الآيات في قوله تعالى (فإذا جاء وعد أولاهما) وهذا أول ما يفتتح به للحديث عن هذه الآيات المباركات في سورة الإسراء وأما ما يتبع ذلك من قوله (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) فهذا يتبع ما ستؤول إليه الأحداث فيما يلي الإفساد والعلو زمنيا وما يتبع ذلك من نتائج ، فأول ما يجب أن نثبته هو أن الآيات من كلام الله تخبر عن أمر يقع في المستقبل قضاه الله على بني إسرائيل في الكتاب أي أنه واقع لا محالة ليس بسبب إرادة الله لهم بالإفساد بل بعلمه جل وعلا بما سيقومون به من تلقاء أنفسهم لسوء طويتهم ونفاقهم وكفرهم ،
وما اعتقده والعلم عند الله وحده أننا نعيش في مرحلة العلو الكبير الأول المقترن بالفساد في الأرض وهو ما نشاهده اليوم في العالم من سيطرة لليهود على الاقتصاد والإعلام وإفسادهم لاقتصاد العالم بإشاعة الربا والرذيلة وملكية قنوات الإباحية ونشرهم للشذوذ والقذارة ونفي الأخلاق ، وقتل واحتلال أراضي الفلسطينيين وقتل أطفالهم ورجالهم وسجنهم ظلما وعدوانا وتدنيس المسجد الأقصى وإخراج الناس من ديارهم وهذا أعظم الفتن واشد الفساد بغضا من الله جل وعلا, وهذا الفساد والعلو لم تشهده الأمة اليهودية قط في تاريخها فلم يكن لها دولة وقدرة ونفوذ ومال كما لهم اليوم فمنذ الشتات على يد نبوخذ نصر وهم مستضعفون أذلاء حتى الدولة النازية التي أمعنت في إذلالهم مما سرع في إنشاء دولتهم وتحكموا في مفاصل الاقتصاد والسياسة والإعلام فحكموا العالم ، ولكنهم برغم سيطرتهم وسيادتهم وتجبرهم لم يصلوا على العلو الأكبر ، فما يحدث اليوم هو المرحلة الأولى التي تتشكل آخر مراحلها بما يسمى الربيع العربي.
فأظن والله أعلم أن ثلاث دول هي سوريا والأردن ومصر ستكون منطلقا لهجوم يشنه المؤمنين يجوسون خلال الديار ويحتلون بيت المقدس وتكون بذلك نهاية المرحلة الأولى من الإفساد والعلو الكبير ، يرد الله الكرة على المؤمنين فيأتي المدد من أوروبا والغرب وروسيا في حرب مقدسة يصعقون فيها المسلمين ويقتلونهم شر قتلة ويحتلون أجزاء من تلك الدول تشمل كامل الأردن وأجزاء كبيرة من سوريا ومن مصر ويشكلون حزاما ناريا عازلا يحمي اليهود من أعدائهم ويكونون مستعمرات في ديار المسلمين بقيادة اليهود وهذا العلو والإفساد الثاني الذي يستمر ما شاء الله له أن يستمر حتى ظهور المهدي والله اعلم فيحقق الله وعد الآخرة في اقرب السنين من الآخرة.
وما يظهر والله اعلم أن الزمن يتسارع وتحدث تلك الأحداث في فترات متقاربة متسارعة ، وعندما نرى ما حدث من ثورات في الدول العربية نعلم ان الأحداث تتقادح كالشرار وتنفجر فجأة فنصبح في خضم عظائم الأحداث فلا يجب ان نستبعد شيئا اغترارا بطول الأمل او الاستقرار النسبي فما هذا الاستقرار والتمكين للباطل إلا ثواني في عمر الزمن
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

7 تعليقات

  1. تحية طيبة أ. عدنان
    تحليل جميل جدا
    لكن ما هو توقعك للمدة الزمنية الفاصلة بين المرحلة الأولى والثانية ؟
    إذا كانت سريعة ومتقاربة .. ماهي الحكمة من هزيمة المسلمين بهذه السرعة ؟ ولماذا أصلا يقررون جميعا ويتحدون لإسترجاع الأقصى .. مالذي يدفعهم ؟ .. طبعا أحاول تخيل السيناريو على واقعنا الآن

    1. لو افصحت عن رأيي قد لا تقبله الافهام لانه مجتزأ ولم يعرض كاملا حتى تتضح الصورة كاملة ويكون سيناريو قابل للتطبيق ولكن برأيي ان هذه هي الغضبة التي يغضبها الدجال ، المساس بدولة اليهود وبالتالي (يخرج) اي للقتال وهنا يحدث استعمار واحتلال يبقى لسنين طويلة وليس مسالة اشهر او اسابيع بل مرحلة كاملة يعاني منها المسلمين الامرين حتى يقيض الله المهدي الذي تجتمع عليه الكلمة وتتحد خلفه الصفوف ، والجدير بالذكر انه لو كان اعداء الامة فقط 3 ملايين اسرائيلي مقابل الف مليون مسلم فليس في ذلك اي كرامة ان يقاتل المسلمين من يفوقونهم عددا بهذه الصورة بل المسألة معركة شاملة كبيرة ، الفترة الفاصلة برأيي المتواضع بين الدخول الاول والكرة التي ترد لليهود فترة قصيرة ولكن بين احتلالهم ووعد الآخرة الفترة اللازمة لاستنزاف بحر الجليل بواسطة محطات التخلية لتغذية مستعمراتهم في الاردن ومصر والعراق وجزء من سوريا فاذا جفت كانت معركة النهاية ، وللمعلومية فان بحر الجليل (بحيرة طبريا) انخفض منسوب المياه فيها 8 امتار.

  2. بالدليل من القران وصحيح البخاري : “المسجد الأقصى” الحقيقي الذي اسري اليه الرسول ﷺ هو (البيت المعمور) ؟
    مقدمة البحث:
    كل عقيدة ومسألة دينية لازمها هو الدليل الشرعي والبرهان والحجة من كتاب الله القران والصحيح الثابت من سنة رسوله ﷺ، واي قول مهما علا شأن صاحبه عند اتباعه لايُقدم على قول الله تعالى وقول رسوله ﷺ، وكذلك الحق لايُرفض مهما صغر شأن قائله بالعلم في نظر الناس اذا كان دليله من قال الله وقال رسوله ﷺ …. ولله الحمد هذا مايميز اهل السنة والجماعة عن غيرهم من الطوائف، انهم يعرفون الحق بالدليل من قال الله وقال رسوله ولو خالف الحق اهوائهم ومانشأوا عليه من اقوال مشائخ دين هم بالاخير بشر ولاعصمة لبشر الا للانبياء والرسل.
    *************
    1) الدليل من القران الذي نزل بلسان عربي مبين على استحالة ان يكون (المسجد الأقصى) على الأرض وان هذا الوصف لاينطبق قطعاً الا على مسجد الملائكة وكعبتهم (البيت المعمور)
    قال الله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسجِدِ الْأَقصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آيَاتِنَا}
    لو تدبرنا الدلالة اللغوية لوصف الله تعالى هذا المسجد بـصيغة المبالغة (الأقصى) والذي يدل على منتهى البعد المكاني والزماني لهذا المسجد عن (المسجد الحرام)، لكفانا دليل يقيني أن هذا المسجد يستحيل ان يكون على الأرض لأن كلام الله حق ولامبدل لكلماته بان هذا المسجد يبقى هو (الأقصى) بعداً مكاناً وزماناً عن المسجد الحرام مادامت السموات والأرض .. وانه قطعاً هذا الوصف (المسجد الأقصى) لاينطبق الا على (البيت المعمور) الثابت بالدليل من القران وصحيح السنة انه بالسماء السابعة عند سدرة المنتهى (نهاية الكون) بحذاء السقف المرفوع {وَالبيتِ المعمُورِ (4) وَالسَّقْفِ المَرفُوعِ}، وفي الحديث (أن رجلا قال لعلي : ما البيت المعمور؟ قال : بيت في السماء يقال له الضراح، وهو بحيال مكة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة، لا يعودون إليه أبدا)
    ولاحظوا ان من يزعمون ان المسجد “الاقصى” هو(بيت المقدس)، ليس لهم دليل على زعمهم هذا الا قولهم لانه كان (أقصى) مسجد بعداً عن المسجد الحرام في ذلك الوق , ولذلك زعموا انه هو المقصود في آية الاسراء، بدون الاخذ بالاعتبار وجود (البيت المعمور) المذكور بالقران !!
    وايضاً بدون ان يأخذوا بالاعتبار انه بعد انتشار الاسلام أُسست مساجد في اقطار الارض هي الان (أقصى) بعداً من بيت المقدس عن المسجد الحرام، فكيف يوفقون بين الاية وبين الواقع الذي يخالف مازعموا انه المقصود بوصف(المسجد الأقصى) خصوصاً وهم يفتقدون للدليل الشرعي وحتى الدليل العقلي يفتقدونه على زعمهم الباطل بان المسجد الأقصى هو بيت المقدس في فلسطين؟!
    هذا اذا سلمنا اصلاً بان (معبد بيت المقدس) يحوز تسميته بـ (مسجد) !!
    فاذا اصروا على باطلهم وعاندوا هذه الادلة الشرعية والعقلية التي استدلينا بها على ان وصف (المسجد الأقصى) قطعاً لاينطبق قولاً وواقعاً الا على (البيت المعمور) الثابت انه يقع أقصى الكون عند سدرة المنتهى بالسماء السابعة، فانهم بهذا مكذبين لكلام الله في آياته التي وصف فيها هذا المسجد بانه (المسجد الأقصى) بعداً عن المسجد الحرام، فهل هم منتهون؟
    وكذلك هم بزعمهم هذا الباطل بان آية الاسراء تتحدث عن الاسراء بالرسول ﷺ الى بيت المقدس، فقد اثاروا الشبهات حول حقيقة الاسراء بالرسول ﷺ الى السماء!!! لان لا دليل من القران على ان الرسول ﷺ اسري به الى السماء بعد ان حرف هؤلاء حقيقة الدليل من كونه الى (البيت المعمور) بالسماء السابعة أقصى الكون عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، الى الزعم بانه الى بيت المقدس (معبد اليهود والنصارى)؟! والسؤال : هل الذهاب الى بيت المقدس في فلسطين الذي يستطيعه الان كل احد في جزء من الليل بواسطة الطائرة!! أكثر اعجازاً من الاسراء الى السماء حتى لاتجدون للاسراء الى السماء دليل بالقران مثلما وجدتم كما تزعمون دليل الاسراء الى بيت المقدس هو آية الاسراء؟!! {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
    2) الدليل من اصح كتب السنة صحيح البخاري :
    في حديث الاسراء (صحيح البخاري) ، ليس فيه اشارة الى أن الرسول ﷺ ذهب الى اي مكان على الارض لا بيت المقدس ولا غيره، بل جاء في حديث البخاري انه صعد من المسجد الحرام الى السماء مباشرة ..
    عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن نبي الله ﷺ حدثهم عن ليلة أسري به ((بيْنَا أنَا عِند البيتِ بينَ النَّائِمِ، واليَقْظَانِ – وذَكَرَ: يعنِي رَجُلًا بينَ الرَّجُلينِ -، فأُتِيتُ بطَستٍ مِن ذَهبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وإيمانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، وأُتِيتُ بدَابَّةٍ أبْيَضَ، دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمَارِ: البُرَاقُ، فَانْطَلَقْتُ مع جِبْرِيلَ حتَّى أتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا،…)الحديث
    وايضاً في نفس هذا الحديث عند (البخاري) نجد الدلالة ان (أقصى) مكان وصل اليه الرسول ﷺ في رحلة الاسراء هو البيت المعمور بالسماء السابعة عند سدرة المنتهى (منتهى الكون) .. جاء في الحديث ان النبي ﷺ قال ((فأتينا السَّماءَ السَّابِعَة،…. فَرُفِعَ لي البيتُ المعْمُور ….))
    وهذا الحديث الصحيح الذي هو تفسير السنة لآية الاسراء، فيه الدليل الكافي الوافي من السنة على ان “البيت المعمور” قطعاً هو الموصوف بـ (المسجد الاقصى)، ففي هذا الحديث ارتباط واضح في رحلة الاسراء بين (المسجد الحرام) الذي اسري منه الرسول ﷺ وبين (البيت المعمور) بالسماء السابعة أقصى مكان وصل اليه ﷺ في رحلة الاسراء بل هو أقصى الكون عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى
    وفي هذا الحديث نجد ايضاً تفسير لمعنى البركة في قوله تعالى {المَسجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ}
    جاء في الحديث( فأتيْنا السَّماءَ السَّابِعةَ،…فرُفِع لي البيتُ المَعمُور ….، ورُفِعتْ لي سِدرة المُنتهَى، فإذا نبِقُها كأنَّهُ قِلالُ هجر وورقُها، كَأنَّهُ آذانُ الفُيُولِ في أصْلِها أربعَةُ أنْهارٍ …)
    ففي هذا الحديث نجد ان البيت المعمور يقع عند سدرة المنتهى التي وصفها الله بان عندها جنة المأوى {عند سِدرَةِ المُنتهَى * عِندها جَنَّةُ المأوى} مما يدل قطعاً ان الجنة هي المقصودة بمعنى البركة، ولاحظوا في الحديث وصف سدرة المنتهى ورقها ونبقها والاربعة انهار التي تخرج من اصلها ، فاي مسجد توجد حوله بركة اعظم من بركة وجود الجنة حول (البيت المعمور) والذي يدل قطعاً انه(المسجد الاقصى)

    1. أخي الاستاذ عبدالكريم
      لا شك أن النظر فيما جاء في كتاب الله واعمال النظر فيه محمود ولو كان خلاف السائد ، ولكن في الوقت ذاته ينبغي أن يتسع صدر المتدبر للمخالف من الآراء والمفاهيم ، وهذه الرسالة أوجهها لنفسي قبل أن اوجهها لغيري.
      إن ما تفضلت به مردود عليه من وجوه غير استدلالات اهل التفسير والاقوال التقليدية المتوارثة ، فإن استعصى على نفسك قبول الحديث الشريف الذي يقص الحادثة فالرد على ما ذهبتم إليه من القرآن الكريم متاح وموجود ولعلي قريبا احرر المسألة بصورة مفصلة إن شاء الرحمن واهلا وسهلا بكم اخي الفاضل

      1. الاستاذ الفاضل عدنان

        اولاً :
        لاشك ان النفوس التي نشأة على امر انه هو الحق وطال بهم العهد على اعتقاد هذا الامر حتى اصبح متوارث من جيل لجيل، يكاد يستحيل على هذه النفوس قبول ان الحق خلافه ، ولنا في قصص الرسل مع اقوامهم عبرة وآية

        {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (22) سورة الزخرف

        {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ} (24) سورة الزخرف

        ثانياً :
        ياليت تنقل لنا الحديث الذي تقول اننا رددنا قبوله!، هل الحديث يشير صراحة الى ان معبد (بيت المقدس) هو المسجد الأقصى ؟! هل هذا الحديث في صحيح البخاري الذي اتفق المسلمين على انه اصح كتب الحديث ؟ واذا كان في غير صحيح البخاري هل يعارض هذا الحديث ماجاء في رواية البخاري عن رحلة الاسراء ؟!! نأمل افادتنا

        ثالثاً :
        {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المَسجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسجِدِ الْأَقصَى}

        الاية واضحة : الرحلة ابتدأت “من” المسجد الحرام وانتهت “الى” المسجد الأقصى، فلا ينبغي لاحد ان يفتري ويزيد على كلام الله بان الرحلة تجاوزت (المسجد الأقصى)

        والسؤال : لمن فسر المسجد الأقصى بانه المعبد المسمى تعريباً بيت المقدس : اين الدليل من القران على ان الرسول ﷺ اسري به الى السماء من بيت المقدس ؟؟

        وختاماً : اسأل الله ان يهدينا جميعاً للحق المبين الذي يرضيه عنا

  3. طبعاً ربما يسأل سائل : اذا كان البيت المعمور هو المسجد الاقصى فكيف نفسر الحديث المتفق عليه ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى))، كيف نشد الرحال الى البيت المعمور ؟!!

    الجواب :
    الحديث جاء بصيغة “الخبر” عن رسول الله ﷺ وليس بصيغة “الأمر” المباشر منه ﷺ للمسلمين بشد الرحال الى هذه المساجد الثلاث التي اجتمعت في هذا الحديث

    فقد جاءت الصيغة بالخبر هكذا (لاتُشد الرحال)، ولو كان الخطاب بصيغة الأمر المباشر منه ﷺ كما فهمه البعض لجاء الخطاب مباشر للمسلمين بصيغة الامر او النهي كمثال (“شدوا الرحال الى”، او “لاتشدوا الرحال الا الى”)

    * اذاً تفسير الحديث وفقاً للغة العرب اللتي نزلت بها شرائع الاسلام والقران العظيم، فان الرسول ﷺ يْخبرنا وهو الصادق الامين ان ليس هناك مساجد (بالكون كله) يجوز شد الرحال اليها الا هذه المساجد الثلاث ومنها المسجد الاقصى الذي كما توصلنا بهذا البحث ان هذا الوصف لاينطبق قطعاً الا على (البيت المعمور) الذي ثبت بالحديث الصحيح (حديث الاسراء في صحيح البخاري) انه مسجد “تُشد اليه الرحال حقيقة” حيث يشد الرحال اليه كل يوم 70 الف ملك : فقد جاء في حديث الاسراء ((فأتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قيلَ مَن هذا؟ قيلَ: جِبْرِيلُ، قيلَ مَن معكَ؟ قيلَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ، مَرْحَبًا به ولَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ، فأتَيْتُ علَى إبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فَقالَ: مَرْحَبًا بكَ مِنَ ابْنٍ ونَبِيٍّ، فَرُفِعَ لي البَيْتُ المَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقالَ: هذا البَيْتُ المَعْمُورُ يُصَلِّي فيه كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ، إذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إلَيْهِ آخِرَ ما عليهم))

    فيكون البيت المعمور (المسجد الأقصى) واجب الشمول بهذا الحديث الاخباري من رسول الله من باب استيفاء صدق الخبر لان (البيت المعمور) من المساجد التي تُشد اليه الرحال حقيقة حيث يشد الرحال اليه كل يوم 70 الف ملك اذا خرجوا منه لايعودون اليه ، فكان شمول المسجد الأقصى (البيت المعمور) بالخبر مع المسجد الحرام والمسجد النبوي هو من باب استيفاء صدق هذا الخبر عن الرسول ﷺ والذي لايكتمل صدق هذا الخبر الا بالاخبار عن كل المساجد التي تُشد الرحال اليها (بالكون كله) ، وقولنا بـ (الكون كله) لان الحديث كما تلاحظون ليس فيه لفظ يحصر مكان هذه المساجد بالارض ولهذا لايجوز لأحد ان يحصر هذا الحديث فقط بالمساجد على الارض ويُخرج من بينها الاستدلال لـ (البيت المعمور) الذي هو المسجد المقابل للمسجد الحرام الى جهة السماء والمقابل له مكانة وتشريفاً وقدسية وحرمة وتعظيماً ويشد الملائكة الرحال اليه كما يشد الناس رحالهم الى المسجد الحرام لاداء فريضة الحج

  4. انزل الله تعالى قوله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} وكان مايسمى (بيت المقدس) بايدي اهل الكتاب (النصارى)، ثم يأتي اليوم من يزعم ويفتري كذباً بقصد او جهل ان الاسلام لايكتمل الا بتحرير معبد اليهود والنصارى المسمى تعريباً (بيت المقدس)! بزعمهم انه من مقدسات الاسلام افتراء منهم على دين الله بابتداعهم بالاسلام مقدسات ما انزل الله بها من سلطان في كتابه ولا على لسان نبيه ﷺ

    ومات الرسول ﷺ وكان مايسمى (بيت المقدس) بايدي اهل الكتاب، والسؤال : اذا كان مايسمى تعريباً (بيت المقدس) له قدسية او حتى ادنى قدسية بالاسلام فلماذا لم يحرره الرسول ﷺ من ايدي النصارى ؟ او لماذا لم يوصي الرسول ﷺ الخلفاء من بعده بتحرير مايسمى (بيت المقدس) ؟! لماذا لم تنقل الرويات عن الرسول ﷺ والخلفاء الراشدين وجميع الصحابة رضوان الله عليهم انهم كان يدعون بعد كل صلاة جمعة بان يحرر الله (بيت المقدس) ويعيده الى المسلمين ؟!!!

    اذا كان (بيت المقدس) كما يزعم المحرفون انه مقدس بالاسلام وانه هو (المسجد الأقصى) او في ناحية منه لماذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم ينتزعه من اهل الكتاب ويحرم عليهم دخوله، ولكن العكس نجد ان الفاروق رضي الله عنه ترك لهم معابدهم وكنائسهم (بيت المقدس) بل واعطاهم الامان عليها ((هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم)) مقابل دفع الجزية، اليس هذا دليل ان مايسمى (بيت المقدس) ليس له حتى ادنى قدسية بالاسلام ؟؟ وانه لو كان (بيت المقدس) له قداسة بالاسلام او انه هو المسجد الأقصى او في ناحية منه لما فات الفاروق عمر رضي الله عنه ان يكتب شرط (بند) بالعهدة العمرية يُلزم فيه اهل الكتاب بالاعتراف باحقية المسلمين بـ (بيت المقدس) او يلزمهم بعدم الاعتداء على ارض المسجد الأقصى او منع المسلمين من الصلاة فيه وشد الرحال اليه ؟!! لماذا لانجد في العهدة العمرية اي اشارة لمسجد اسمه (المسجد الأقصى) او حتى لمسجد اسمه بيت المقدس او (القدس الشريف!!!) ؟ لماذا لما ادركت الصلاة الفاروق عمر في (بيت المقدس!) احتار اين يصلي، هل لو كان المسجد الأقصى هو بيت المقدس كان سيحتار الفاروق عمر رضي الله عنه في المكان الذي سيصلي فيه وهو داخل سور مايسمى (بيت المقدس) ؟!! مع ملاحظة انه اصلاً لو لم تدركه الصلاة الفرض رضي الله عنه لما اضطر للصلاة هناك من الاساس، وانه ايضاً لولا اشتراط بطريك النصارى مجيء خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه لتسليم “مدينة ايلياء” له لأخذ الامان منه شخصياً لما اضطر اصلاً رضي الله عنه ان يسافر لمدينة ايلياء من اساسه ؟ وايضاً مع العلم ان فتح مدينة ايلياء (بيت المقدس!) لم يكن بادئ ذي بدء بتوجيه من عمر رضي الله عنه بل اجتهاد من ابو عبيدة رضي الله عنه بعد فتح الشام اراد استكمال الفتوحات جهة (مدينة ايلياء) وضم كامل الشام وما حوله الى دولة الاسلام فارسل الى عمر رضي الله عنه يستشيره في ذلك

    وهكذا تؤكد سيرة فتح مدينة ايلياء (بيت المقدس!) انه ليس من بين اسباب فتح ايلياء ان لها اهمية دينية بالاسلام بل كانت لاسباب عسكرية وسياسية لفرض سيطرة الخلافة الاسلامية على اكبر مساحة من الاراضي وتأمين حدود اراضيها الجديدة وسد اي ثغرة في اطراف وحدود اراضي دولة الخلافة يمكن ان يستغلها الاعداء للتجمع للانقضاض على المسلمين، بالاضافة لحصول دولة الخلافة على مصادر خراج جديدة كلما زادت الفتوحات العسكرية وسيطرت على اراضي جديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مشاركة

مقالات اخرى

ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)

كتبه : زائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول

المزيد »

دَعْوى مَشْرُوْعِيّة مُتْعَةُ النِّسَاء

  في قوله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 24 [النساء] القائلون بوقوع

المزيد »