وَجْهٌ لِفَهْمِ آيَةِ النِّزَاعِ فيْ أهْلِ الكَهْفِ وَالبِنَاءِ عَلَيْهِم

بسم الله الرحمن الرحيم
وَجْهٌ لِفَهْمِ آيَةِ النِّزَاعِ فيْ أهْلِ الكَهْفِ وَالبِنَاءِ عَلَيْهِم
يقول الحق تبارك وتعالى:
وكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) الكهف
 
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فطالما كانت هذه الآية الكريمة مرجعاً في جدال القبوريين والمتصوفة وسواهم من أهل السنة في مسألة البناء على القبور ، وكثيراً ما يستدل بها البعض على جواز تعظيم قبور الأولياء وأضرحتهم في الوقت الذي يستدل أهل العلم من صحيح السنة النبوية على عدم جواز ذلك وأمر بإزالة كل بناء على القبور وهدم معالم التقديس والتكريم للأضرحة.
وهنا ترتسم حيرة كبيرة عندما يفهم البعض أن هناك تعارضاً ما بين الحكم الشرعي والنص القرآني ، وقد وقفت على هذه الآية فوجدت أن العلة لم تكن في الآية بل في فهم هذه الآية الفهم المتسق مع حال أصحاب الكهف فوصلت من هذه الآية إلى أن البناء لا علاقة له بتعظيم أضرحة أولئك الفتية أو تقديسها مما يجلو الفهم يدرأ تعارض السنة النبوية الكريمة مع كتاب الله لمن ظن أو دخل لنفسه شيء من ذلك.
وعندما رجعت إلى الأقوال التي دونت في هذا الباب وجدت أن هناك من ينسب القائلين ببناء المسجد إلى الكفر فغلبوا ومضى قولهم وعليه فلا يصار إلى تحليل البناء على القبور ، وهناك من يدرأ ذلك ويقول المسجد خاص بأهل الإيمان فكيف يأمر الكفار ببناء مسجد ؟ ونلمس التعارض في كلا القولين ، ولكني رأيت أن هناك وجهاً ثالثاً يدرأ ما يتبع كل قول من القولين من إشكالات ولكن قبل عرض هذا الوجه من أوجه الفهم لآية رأيت أن أتتبع أبرز ما قال السلف في ذلك وأهل التفسير بهذا الشأن.
أقوال المفسرين رحمهم الله في هذه الآية
أولا : تفسير ابن كثيررحمه الله:
وقوله : ( وكذلك أعثرنا عليهم ) أي : كما أرقدناهم وأيقظناهم بهيئاتهم ، أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان ( ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم ) أي : في أمر القيامة ، فمن مثبت لها ومن منكر ، فجعل الله ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم ( فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم ) أي : سدوا عليهم باب كهفهم ، وذروهم على حالهم ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا )
حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين : أحدهما : إنهم المسلمون منهم . والثاني : أهل الشرك منهم ، فالله أعلم .
والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ . ولكن هل هم محمودون أم لا ؟ فيه نظر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ” يحذر ما فعلوا . وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق ، أمر أن يخفى عن الناس ، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده ، فيها شيء من الملاحم وغيرها .
 ثانيا : قول ابن جرير رحمه الله:
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( وكذلك أعثرنا عليهم ) يقول : أطلعنا عليهم ليعلم من كذب بهذا الحديث ، أن وعد الله حق ، وأن الساعة لا ريب فيها .
وقوله : ( إذ يتنازعون بينهم أمرهم )
يعني : الذين أعثروا على الفتية يقول تعالى : وكذلك أعثرنا هؤلاء المختلفين في قيام الساعة ، وإحياء الله الموتى بعد مماتهم من قوم تيذوسيس ، حين يتنازعون بينهم أمرهم فيما الله فاعل بمن أفناه من عباده ، فأبلاه في قبره بعد مماته ، أمنشئهم هو أم غير منشئهم ، وقوله ( فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ) يقول : فقال الذين أعثرناهم على أصحاب الكهف : ابنوا عليهم بنيانا ( ربهم أعلم بهم ) يقول : رب الفتية أعلم بالفتية وشأنهم ، وقوله : ( قال الذين غلبوا على أمرهم ) يقول جل ثناؤه : قال القوم الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف ( لنتخذن عليهم مسجدا ) .
وقد اختلف في قائلي هذه المقالة ، أهم الرهط المسلمون ، أم هم الكفار؟ وقد ذكرنا بعض ذلك فيما مضى ، وسنذكر إن شاء الله ما لم يمض منه .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) قال : يعني عدوهم .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : عمى الله على الذين أعثرهم على أصحاب الكهف مكانهم ، فلم يهتدوا ، فقال المشركون : نبني عليهم بنيانا ، فإنهم أبناء آبائنا ، ونعبد الله فيها ، وقال المسلمون : بل نحن أحق بهم ، هم منا ، نبني عليهم مسجدا نصلي فيه ، ونعبد الله فيه .
 
ثالثا : قال صاحب التحرير والتنوير رحمه الله :
(إذ يتنازعون بينهم أمرهم)
الظرف متعلق بـ أعثرنا ، أي أعثرنا عليهم حين تنازعوا أمرهم ، وصيغ ذلك بصيغة الظرفية ; للدلالة على اتصال التنازع في أمر أهل الكهف بالعثور عليهم بحيث تبادروا إلى الخوض في كرامة يجعلونها لهم ، وهذا إدماج لذكر نزاع جرى بين الذين اعتدوا عليهم في أمور شتى جمعها قوله تعالى ” أمرهم ” ، فضمير ” يتنازعون ” و ” بينهم ” عائدان إلى ما عاد الله ضمير ” ليعلموا ” .
وضمير ” أمرهم ” يجوز أن يعود إلى أصحاب الكهف ، والأمر هنا بمعنى الشأن .
[ ص: 289 ] والتنازع : الجدال القوي ، أي يتنازع أهل المدينة بينهم شأن أهل الكهف ، مثل : أكانوا نياما أم أمواتا ، وأيبقون أحياء أم يموتون ، وأيبقون في ذلك الكهف أم يرجعون إلى سكنى المدينة ، وفي مدة مكثهم .
ويجوز أن يكون ضمير ” أمرهم ” عائدا إلى ما عاد عليه ضمير ” يتنازعون ” ، أي : شأنهم فيما يفعلونه بهم .
والإتيان بالمضارع ; لاستحضار حالة التنازع .
فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا
طوي هنا وصف العثور عليهم ، وذكر عودهم إلى الكهف ; لعدم تعلق الغرض بذكره ، إذ ليس موضع عبرة ; لأن المصير إلى مرقدهم وطرو الموت عليهم شأن معتاد لكل حي .
وتفريع ” فقالوا ” على ” يتنازعون ” .
وإنما ارتأوا أن يبنوا عليهم بنيانا ; لأنهم خشوا عليهم من تردد الزائرين غير المتأدبين ، فلعلهم أن يؤذوا أجسادهم وثيابهم باللمس والتقليب ، فأرادوا أن يبنوا عليهم بناء يمكن غلق بابه وحراسته .
وجملة ربهم أعلم بهم يجوز أن تكون من حكاية كلام الذين قالوا : ابنوا عليهم بنيانا ، والمعنى : ربهم أعلم بشئونهم التي تنازعنا فيها ، فهذا تنهية للتنازع في أمرهم ، ويجوز أن تكون معترضة من كلام الله تعالى في أثناء حكاية تنازع الذين أعثروا عليهم ، أي : رب أهل الكهف أو رب المتنازعين في أمرهم أعلم منهم بواقع ما تنازعوا فيه .
[ ص: 290 ] والذين غلبوا على أمرهم ولاة الأمور بالمدينة ، فضمير ” أمرهم ” يعود إلى ما عاد إليه ضمير ” فقالوا ” ، أي اللذين غلبوا على أمر القائلين : ابنوا عليهم بنيانا .
 وإنما رأوا أن يكون البناء مسجدا ليكون إكراما لهم ، ويدوم تعهد الناس كهفهم ، وقد كان اتخاذ المساجد على قبور الصالحين من سنة النصارى ، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها : ولولا ذلك لأبرز قبره ، أي لأبرز في المسجد النبوي ، ولم يجعل وراء جدار الحجرة .
واتخاذ المساجد على القبور ، والصلاة فيها منهي عنه ; لأن ذلك ذريعة إلى عبادة صاحب القبر أو شبيه بفعل من يعبدون صالحي ملتهم ، وإنما كانت الذريعة مخصوصة بالأموات ; لأن ما يعرض لأصحابهم من الأسف على فقدانهم يبعثهم على الإفراط فيما يحسبون أنه إكرام لهم بعد موتهم ، ثم يتناسى الأمر ، ويظن الناس أن ذلك لخاصية في ذلك الميت ، وكان بناء المساجد على القبور سنة لأهل النصرانية ، فإن كان شرعا لهم فقد نسخه الإسلام ، وإن كان بدعة منهم في دينهم فأجدر .
 رابعاً : ما جاء في أضواء البيان :
قوله تعالى : قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا .
لم يبين الله هنا من هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم ، هل هم من المسلمين أو من الكفار ؟ وذكر ابن جرير وغيره فيهم قولين : أحدهما أنهم كفار ، والثاني أنهم مسلمون ; [ ص: 252 ] وهي قولهم : لنتخذن عليهم مسجدا [ 18 \ 21 ] ; لأن اتخاذ المساجد من صفات المؤمنين لا من صفات الكفار ، هكذا قال بعض أهل العلم . ولقائل أن يقول : اتخاذ المساجد على القبور من فعل الملعونين على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا من فعل المسلمين ، وقد قدمنا ذلك مستوفى بأدلته في سورة ” الحجر ” في الكــــلام على قوله تعالى : ولقد كذب أصحــاب الحجـــر المرسلين الآية [ 15 \ 80 ] .
 
الإشكالات على مفاهيم الآية وأقوال المفسرين رحمهم الله
تشتمل المفاهيم الشائعة عن هذه الآية الكريم على عدد من الإشكالات الظاهرة والضمنية والتي وجدت في التفاسير ولوحظت من خلال استقراء قصة أهل الكهف ولعلنا نجملها هنا:
أولاً : القول بأن المتنازعين مسلمين وكفار وأن الغالبين على أمرهم كفار ربما ينافي وعد الله لهم بأن يهيئ لهم من أمرهم رشداً (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) فانتهى بهم الأمر إلى البناء عليهم فأصبحوا مزار ضلال وشرك.
ثانياً : فإن القول بأن الغالبين على أمرهم مسلمين فهذا أشد وأنكى إذ كيف يعظم هؤلاء بفعل يعد مخالفاً لأصول العقيدة الإسلامية الصحيحة؟ خصوصاً إذا علمنا أن الحكم في هذه المسائل ثابت منذ خلق الأرض ومن عليها وليست مختصة بأتباع محمد صلى الله عليه وسلم فقد لعن عليه الصلاة والسلام النصارى واليهود عندما ارتكبوا هذا الفعل.
توجيه الآية الكريمة
قبل تفصيل التوجيه أقول بترجيح أن القوم المتنازعين في أمر أهل الكهف مسلمين مؤمنين وليس فيهم أهل كفر لان ذلك متسق مع ما هيأه الله من أمر رشيد لعباده المؤمنين ولكنهم تنازعوا في أمر لا علاقة له بتعظيم مقامهم أو تكريمهم او تقديسهم كما سيأتي ، ونقول تفصيلا في الآية:
وكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ : هيأنا السبب ليعثر أهل المدينة على أولئك الفتية بما كان منهم من إرسال احدهم بفضة مسكوكة من عهدهم البائد فعرفوا واستدل الناس عليهم والتقوا بهم ، وهنا وبهذا التعبير (أعثرنا) دليل كما قال أشار ابن عاشور أن اختفائهم كان معلوماً عند أهل المدينة تأسيساً على قوله (أعثرنا عليهم).
لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا : أي يعلم الفتية أن الله وقاهم من شر عدوهم وحقق وعده للعباد المؤمنين بإضفاء الحماية والحفظ لهم طيلة هذه السنين ، ذلك ابتداءً ، ثم يعرف المؤمنين من أهل المدينة الذين عثروا عليهم بذلك الوعد الحق من الله فيثبت الإيمان في قلوبهم.
إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ : أي أهل المدينة يتنازعون في أمر الفتية بعد موتهم ولا يلزم ان يكونوا فريقين فقد يكونوا أكثر من ذلك ولكن ما هو وجه الخلاف ؟
يتبين بوضوح أن الخلاف متعلق بجثامين أولئك الفتية ، ففي حين أفضى بعض القوم لدفنهم اعترض على الدفن آخرين فلم يتحققوا من أن موتتهم تلك لا قيامة بعدها حتى الساعة ، فخافوا أن يبعثهم الله قبل الساعة كما بعثهم فيكون دفنهم خطأً بذلك فبقي فريقين متفقين على عدم جواز دفنهم خشية من بعثهم مرة أخرى.
فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ : أي اجعلوا أجسادهم تحت سقف وابنوا بناءً فإن بعثوا قبل قيام الساعة كان بعثهم متحققاً وربهم أعلم بهم (أي ربهم أعلم بموعد بعثهم) وهو أعلم إن كانت هذه موتتهم الكبرى أم سيقومون من موتتهم هذه كما قاموا بعد ثلاثمائة وتسع سنين.
قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا : أي يكونوا في بناء ضمن مسجد يختلف الناس إليه حتى لا يعبث أحدٌ بأجسادهم التي (لم تدفن) ولا يقصد أن يكون مسجداً على قبورهم لأنهم لم يدفنوا أصلا ولكن ضمن حرم مسجدٍ لكي لا يتجرأ أحد على أجسادهم بالسوء.
ولنا في كتاب الله مرجع في ذلك إذ يقول تعالى (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ) فلا يقصد ذات المقام لأنه لا يحتمل اتخاذه مكانا للصلاة بذاته ولكن ما يحيط به مما يلي الكعبة (الحجر) وفي أقوال الجمهور هو كل الحرم كما ورد في أقوال المفسرين رحمهم الله.
  إذاً فخلاصة الأمرمما يظهر والله أعلم  أن الله هيأ لهم من أمرهم رشداً وأعثر المؤمنين من أهل المدينة عليهم وحصلت العبرة لدى الفريقين فأهل الكهف اعتبروا من حالهم فتحققت ثقتهم بوعد الله وحفظه وحمايته وتهيئة الرشد والخير لأوليائه ، وأهل المدينة من المؤمنين تحقق لهم رؤية اهل الكهف والعثور عليهم بعد سنين طويلة تواتر الحديث عنهم ورأوا بأنفسهم كيف أن الله يحفظ المؤمنين الصادقين بحفظه.
ثم أنهم ما لبثوا أن ماتوا فاضطرب أهل المدينة هل يدفنونهم ويقبرون أجسادهم ؟ فاعترض ونازع في ذلك عدد منهم خشية أن يبعثهم الله ثانية فيكون دفنهم حائلاً دون تحقق ذلك ، فأشاروا أن يجعلون أجسادهم ضمن بناء يحميهم إن حدث وبعثهم الله لقوم آخرين ، وكان رأي الغالبين إما لسلطةٍ في أيديهم أو لغلبةٍ عدد أو وجاهة رأيهم ورجحانه أن يكون هذا البناء ضمن مسجد يختلف الناس إليه فتسلم أبدانهم من العبث ، إلا أن دفنهم وقبرهم لم يرد ولا دليل عليه أصلاً.
وبهذا ندرأ الأقوال التي تنسب البناء على القبور أو اتخاذها مصلى أو الصلاة إليها فلم يرد أساساً ما يدل على دفنهم أو التبرك بهم حتى يتخذ أحدٌ هذه الآية ذريعة للتبرك بالقبور ، وبذلك الفهم أيضاً يدرأ التعارض مع الصحيح من الأحاديث الشريفة التي ينهى فيها صلى الله عليه وسلم عن البناء على القبور أو اتخاذها مساجد لعدم المجئ على ذلك في الآية أصلاً، والله أعلى وأعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
 

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    هنالك استحالة بكون أصحاب الكهف معاصرين لأَي حاكم روماني كما وِرِدَ في مُعظم التفاسير لِأَنَّ بناء أَوَّل مكان أُطْلِقَ عليه اسم مَسجد بعد نوح عليه السلام كانَ بَعدَ الهجرة النبوية. ومن هذا المُنطَلَق فإنَّ هذا المسجد يَجِب أَن يكون موجوداً في زمن نوح عليه السلام. كما أنَّ هذه القصّة والعديد من قصَص الأنبياء توارثناها من أَهل الكتاب الذينَ اعتنقوا الديانة التوحيدية المحمَّدية وهي من (الإسرائليّات) وأنا أُطلق عليها اسم (اليهوديات) لأَنَّ الفرق كبير جداً بين هاتين التسميَتين ولا مجال لذكره حالياً. إنَّ الله سبحانه وتعالى أراد إعلامنا من خلال هاتين القصَّتين حَصرياً عن مَدى الحضارة التي وَصَلت زمن نوح عليه السلام وعلى وجه التحديد في مجال غَزو الفضاء إذ أنَّ نوح عليه السلام أَمضى خلال حياته (50) خمسينَ عاماً على كوكب الآرض وما يعادل (950) سنة خرج كوكب الآرض، على اعتبار أنَّ السنة تعادل (940) مليون كيلو متر. وكذلكَ أصحاب الكَهف أَمضوا ما يعادل (350) سنة خارج كوكب الآرض. منها (300) سنة في الكهف الذي هوَ بينَ كوكبي (أورانوس وبلوتو) و(9) سنين وهي المسافة ذهاباً وإيّاباً إلى ومن الكهف. وكانوا من رجال الفضاء قي ذلك العصر الذي وَصَلت فيه المنافسة لِمَن يَلبث أَطول مدَّة لأبعد مسافة عن كوكب الأرض في كهوف يَنقطع فيها الاتصال الموجودة على كوكب الأرض. وقد شبَّه تعالى المركبة الفضائية بـ(الكلب) * كما شبَّه لنا الصفائح الشمسية االموجودة على أطراف المركبة الفضائية لتي تَمُدّهم بالطاقة الشمسية بِذراعي الكلب وأعطانا العديد من المعلومات جميعها تَنصًبَّ بعلم الفضاء وَلِباس رجال الفضاء وتقَلَّبهم بالمركبة من أجل ملاحقة أَشَعّة الشمس الوقود الوحيد لهم كي يَبقوا على قيد الحياة.كما أنَّ قوله تعالى (سقولون ثلاثة رابعهم كلبهم و…إلخ) فالمقصود به أنواع المركبات المأهولة التي كانت مَستَخدمة في ذلك العصر وسبحان الله هوَ نَفس الأنواع الموجودة حالياً فَمنها مُخَصَّص لثلاثة روّاد فضاء وأخرى لخمسة رواد وثالثة لسبعة رواد. قال تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) صَدَقَ الله العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مشاركة

مقالات اخرى

ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)

كتبه : زائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول

المزيد »

دَعْوى مَشْرُوْعِيّة مُتْعَةُ النِّسَاء

  في قوله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 24 [النساء] القائلون بوقوع

المزيد »