الكتاب والقرآن اسمان لشيء واحد

       من العلماء من ينكر الترادف والاستبدال في القرآن. ولكن الترادف والاستبدال هما ظاهرتان مطلوبتان في القرآن للأسباب الآتية:  أولاً لقد أنزل الله رسالته للعالمين في 114 سورة كلها تتحدث عن موضوع واحد هو وحدانية الإله.فاحتوت كل سورة منها على أسماء الله الحسنى وصفاته الجليله وأفعاله وخلقه وكتبه ورسله وملائكته وملكيته لليوم الآخر وللأقدارخيرها وشرها.ثم أوضحت الحجج والراهين على وحدانيته ولهذا يستوجب على الناس توحيده بطاعته وحده وعدم شركه. وبعد ذلك سردت قصص الأنبياء وتفاعل أممهم مع رسالاتهم وما سيؤول له حال من آمن وحال من كفر يوم القيامة بناءً على درجة طاعتهم لله. فكان لابد أن تتغير المفردات مع اتفاق معانيها كي يكون المعنى واحداً في جميع السور دون أن يكون هنالك تكراراً يؤدي إلى الملل في تلاوته. وهذا هو سر حلاوة القرآن المعاني واحدة بالرغم من اختلاف الألفاظ. والسبب في تنزيل الرسالة بعدد 114 سورة هو توضيح أن الله  هو اسم جلاله بعدد من السورالتي تحدثت عن أفعال الله وصفاته. كما أنزل عدد من السوربالاسم الرحمن موضحة أن صفاته وأفعاله هي نفس صفات وأفعال الاسم الله لنعلم أن الاسم الله والاسم الرحمن أسما جلالة. ولهذا كان لابد من تشابه الآيات واختلاف الألفاظ حتى تحفظ الآيات والسور بحلاوتها وتنفي عنها الرتابة. وبنفس الطريقة أنزل عدد من السور كسورة فصلت لتوضيح أن الاسم “الرحمن الرحيم” هو اسم واحد شفع أي  مكون من اسمين . ثم أنزل عدد من السور لتوضيح أن تلك الأسماءالشفع هي أسماء وحدانية للإله كالاسم  الله والاسم الرحمن . وبنفس الطريقة أيضاً  أنزل الله عدداً من السور لتوضيح أن لله أسماء ثلاثية كالبسملة كالاسم “الله العزيز الحكيم” كما في سورة الزمر. وأنزل عدداً من السورلتوضيح أن اسم المكانة رب العالمين له عدد من الأسماء كرب الفلق ورب الناس وإله الناس كما أخبرتنا عنه المعوزتين وهكذا  فكل هذه السور أنزلت آياتها محكمة أولاً كآيات سورة الرحمن ثم فصلت شيئاً فشيئاً  حتى اتضحت معانيها. ولهذا كان تشابه آيات كتاب الأخبارعن الوحدانية محكماتها ومفصلاتها لما ورد في الآية:{ الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }1 هود. ولما استدل أحد المفكرين الاسلاميين ببعض الآيات على أن الكتاب يختلف عن القرآن قررت البحث فيهما لتوضيح ترادف (الكتاب والقرآن) من الآيات والأحاديث والقصص. ولهذا وضعت أسئلة تتعلق بالمعلومات عن مهمة كل منهما ومواصفاته. ومن أجل الإجابة عنها وذلك باستخراج جميع الآيات التي ذكرت فيها كلمة الكتاب وجميع الآيات التي ذكرت فيها كلمة القرآن . فإن كانت الإجابات من آيات الكتاب وآيات القرآن متطابقة وأيدت الأحاديث النبوية ذلك التطابق ثبت أنهما مسميات مختلفة لشيء واحد وثبت الترادف بما لا يدع مجالاً للشك. وإن كانت الاجابات مختلفة ثبت نفي الترادف وثبت أن كلاً من المفردات له دلالته الخاصة. والأسئلة هي: لمن أنزل الكتاب وما الهدف ولمن أنزل القرآن وما الهدف؟ ما هي صفات الكتاب وما هي صفات القرآن؟ ماهي محتويات الكتاب وما هي محتويات القرآن؟ السؤال الأول: لمن أنزل الكتاب وما الهدف منه ولمن أنزل القرآن وما الهدف منه؟وإجابة السؤال الأول هي: أنزل الكتاب للناس جميعاً ليهديهم إلى وحدانية الله لقوله تعالى:{ الۤر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ}1 ابراهيم وقوله أيضاً:{ إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ لِلنَّـاسِ بِٱلْحَقِّ فَـمَنِ ٱهْتَـدَىٰ فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَـلَّ فَإنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِـيلٍ}4 الزمر وكذلك القرآن أنزل للناس جميعاً ليهديهم إلى وحدانية الله لقوله تعالى:{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا ُشْرِكُونَ} 19الأنعام وقوله أيضاً:{شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}185 البقرة.أنزل الكتاب ليهدي المتقين لقوله تعالى:{ الۤـمۤ}{ذَلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}1-2 البقرة ثم عرَّف المتقين بأنهم المؤمنين الذين آمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وتيقنوا من اليوم الآخر بقوله تعالى:{ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} 2-3 البقرة ولقوله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْك فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}2 الأعراف وقوله أيضاً:(وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}52الأعراف وكذلك القرآن أنزل ليهدي ويبشر المؤمنين لقوله تعالى:{إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }9 الاسراء

لقدأنزل الكتاب ليكون منهجاً يتبع وقانوناً قضائياً ليحكم به الناس لقوله تعالى:{كانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِي  وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ

فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ}213 البقرة وكذلك القرآن أنزل قانوناً ومنهجاً ليحكم به ويتبعه الناس لقوله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ ٱلْقُرْآنَ تَنزِيلاً}(فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً}23-24 الانسان وقوله أيضاً:{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ}18القيامة أي إذا قرأناه فاتبع قوانينه ومنهجه.كما أنزل الكتاب من أجل أن يتدبره الناس وذكرى لأولي الألباب لقوله تعالى:{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ} 29 ص. وكذلك القرآن أنزل ليتدبروا آياته لقوله تعالى:{أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً}82 النساء كما أنزل القرآن للذكرى  لقوله تعالى:{ولَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} 17 القمر.أما الإجابة عن السؤال الثالث فهي كالآتي:من صفات الكتاب أنه نزل مصدقاً لما بين يديه لقوله تعالى:{نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ}3 آل عمران وكذلك القرآن من صفاته أنه نزل مصدقاً لما بين يديه لقوله تعالى:  {وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ}37يونس. من صفات الكتاب إنه يتلى لقوله تعالى:{ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ}121البقرة وكذلك القرآن من صفاته إنه يتلى{ وَأَنْ أَتْلُوَاْ ٱلْقُرْآنَ فَمَنِ ٱهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ}92 النمل. والكتاب يقرأ لقوله تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ}94 يونس والقرآن أيضاً يقرأ لقوله:( وَإِذَا قُرِىءَ ٱلْقُرْآنُ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}204 الأعراف والكتاب هو الذكر لقوله تعالى:{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلذِّكْرِ لَمَّا جَآءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}41 فصلت وكذلك القرآن هو الذكر لقوله تعالى:{ولَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}17القمر.ثم نتحدث عن معجزتهما وهي:الكتاب معجزة لا يتأتى  للبشر أن يأتوا بمثله لقوله تعالى:{أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَٰتٍ وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}13هود والقرآن أيضاً معجزة لا يتاتى لبشر أو جن أن يأتوا بمثله لقوله تعالى:{ قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}88الاسراء.والكتاب متشابه لقوله تعالى:{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}23 الزمر والقرآن متشابه أيضاً لقوله تعالى {أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً }82 النساء.ومن الصفات إن الكتاب مفصل لقوله تعالى:(أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ}114 الأنعام. والقرآن أيضاً مفصل لقوله تعالى:{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}61 يونس

وقد تحدثت الآية عن القرآن في بدايتها وفي نهاية الآية استبدلت كلمة القرآن بالكتاب لتوضيح أن القرآن والكتاب اسمان لشيء واحد.نأتي لإجابة السؤال الثالث وهي محتويات الكتاب ومحتويات القرآن. يحتوي الكتاب على البينات والهدى بناءً على الآتي:{إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلْكِتَابِ أُولَـٰئِكَ يَلعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللاَّعِنُونَ}159 البقرة. كما يحتوي القرآن على البينات والهدى أيضاً لقوله تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}185 البقرة. ويحتوي الكتاب على القصص لقوله تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ}{نَتْلُواْ عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِٱلْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}2-3 القصص وكذلك القرآن فمن محتوياته القصص لما ورد:{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَص بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ) 3 يوسف.كما يحتوي الكتاب على الأمثال لما في الآية:{مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} 24 هود كذلك القرآن فهو يحتوي على الأمثال لقوله تعالى:{لَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}27 الزمر. وكخاتمة نجد أن البحث قد توصل إلى حقيقة أن الكتاب والقرآن لفظان يدلان على شيء واحد لإشتراكهما في أهداف تنزيلهما وفي صفاتهما وفي محتوياتهما كما اشتراكهما في الجهة التي أرسلا إليها.وإذا تمعنا في الآية التالية:{ كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ }213 البقرة وإلى الآية:{إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ وَٱلْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ}111التوبة، نجد أن الآية 213البقرة تخبرنا أن الله قد أنزل الكتاب مع كل نبي ليهدي أمته. وفي الآية 111التوبة أخبرنا الله أن وعده الحق قد كان في التوراة الذي هو اسم كتاب اليهود وكان في الانجيل الذي هو اسم كتاب النصارى وكان في القرآن الذي هو اسم كتاب المسلمين. إذاً القرآن إسم والكتاب اسم والذكر اسم والنور اسم والهدى اسم وجميعهم أسماء لمنهج الله الذي يجب أن يتبع لقوله تعالى:{قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} 38 البقره.وفي الآيتين التاليتين ما يشير إلى صحة نتائج البحث حيث جاءتبادل لمواقع الكتاب والقرآن. حيث وضع الكتاب مكان القرآن وو ضع القرآن مكان الكتاب مما يدل على أنهما شيء واحد لا اختلاف فيه. والآيتان هما:{ الۤرَ تِلْكَ آيَات وَ قُرْآنٍ مُّبِينٍ }1الحجر و{طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ}1النمل.إذاً الكتاب مبين والقرآن مبين ولكل منهما آيات.أما الآية التالية فتوضح أن الكتاب قد فصل ليكون قرآناً عربياً أي منهجاً عربياً والآية هي:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}3 فصلت. فهي قد أوضحت أن الكتاب الذي فصلت آياته هو قرآن عربي . وهذا يؤكد أن الكتاب هو القرآن والقرآن هو الكتاب وكل منهما هو المنهج الذي يجب اتباعه.وأحسب أن المنهج أو الهدى يحتوي على قسمين رئيسين: قسم أخبار الوحدانية وقسم الأحكام ولكل من القسمين منهج مفصل. إذاً الكتاب يتكون من كتابين رئيسين والقرآن يتكون من قرآنين رئيسين وهكذا. أي أن كل قسم من القسمين يسمى الكتاب ويسمى القرآن ويسمى الذكر ويسمى الهدى. وقد أوضح الرسولفي حديثه عن سورة الفاتحة إنها أم الكتاب وأم القرآن والسبع المثاني.  أعتقد أن هذا الإعجاز اللغوي هو الذي أشكل على بعض الناس والله أعلم

 

22 تعليق

  1. اختي البتول وفقك الله
    هل نستنتج أن لا فرق ابدا بين مفردتي القرآن والكتاب البتة ؟؟ وبالتالي يمكننا استعمال واحدة مكان الأخرى ؟؟
    وان استعمال الله لكل من المفردتين هو من قبيل التنويع في استعمال المفردات فحسب ؟؟
    وليس هناك حكمة من التفريق في استخدامات تلك المفردات ؟؟
    ارجو التكرم بالإجابة ولكن يأمل التركيز في إجابة الأسئلة تحديدا بدون تشتيت بارك الله فيك.

  2. الأخ الكريم عدنان الغامدي نعم نستنتج أنه لا فرق بين المفردتين الكتاب والقرآن وبالتالي يمكننا استعمال واحدة مكان أخرى والدليل على ذلك استعمال الله سبحانه لكل واحدة مكان الأخرى.لأن استعمال المفردتين من قبيل التنوع بالفعل. وليس هنالك حكمة من التفريق بين المفردتين. ولك شكري

  3. اذا يمكن ان نستبدل الكلمة بأخرى مثلا
    { طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ } [النمل:1]
    نستطيع ان نحذف احداهما طالما كانتا تؤدي نفس المعنى فلا سبب لوجودها أي أنها زائدة ، واي آية بها كلمة الكتاب نستطيع ان نقول مثلا ( ذلك القرآن لا ريب فيه ) ، فلا يمكن ان يكون هناك حكمة كما تفضلتي والا لعرفتيها.

    ولكن ! الا يمكن ان يكون هناك اختلاف ولكنكِ لم تتمكني من الوصول اليه او فلنقل حكمة لم نتمكن من الوصول اليها ؟؟ هل تقطعين بعدم وجود حكمة لله تعالى فيما يقرر في كتابه ؟؟ هل ينبغي ذلك لأي أحد أن ينفي حكمة الله في أي شيء ؟؟ أم انه ربما هناك حكمة ولكن بتواضع افهامنا قد لا نكون قد أحطنا بها ؟؟
    ألا يكون القول بأن ملء القرآن بالمترادفات لمجرد القافية الشكلية وتنويع المفردات صورة من صور الحشو الذي لا فائدة من وراءه الا ضبط الايقاع الصوتي للآيات كما يفعل الشعراء ؟
    اليس في ذلك انتقاص لكتاب الله ومساواته بكلام البشر ؟

    هل يمكن ان نقرأ أجوبة مركزة ومحددة على تلك الاسئلة ومن ثم ننتقل لمجموعة اخرى من التساؤلات؟
    وفقني الله واياك لفهم كتابه على الوجه الذي يرضيه

  4. بسم الله الرحمن الرحيم
    بعد السلام عليكم الاخ عدنان
    اجابة السؤال الأول: لقد وردت الآيتين : الأولى{ طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ} 1 النمل والثانية{الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ}1 الحجر. لقد جاء في الآية الأولى آيات القرآن وجاءفي الثانية آيات الكتاب كما جاء في الآية الأولى وكتاب مبين وفي الثانية وقرآن مبين. فإذا استطعت أن تجد أي فرق بين الكتاب والقرآن في الآيتين سوف أرفع رأية التراجع عن رأي.

    اجابة السؤال الثاني: سبحان الله والعياذ به. كيف أتجرأ وأقول أن الله لم يكن له حكمة في كتابه. ألم أقل أن الحكمة من وراء الترادف أحسبها الاحتفاظ بحلاوة القرآن وجمال سياقه وعدم الرتابة في تلاوته لأنه قد أنزل بعدد 114 سورة متشابهة في المعنى؟ أما أن أنفي الحكمة من وراء اختلاف أنا لا أجده أصلاً في هاتين المفردتين فلا يعني أنني أنفي الحكمة نهائياً في كتاب الله. ومثل هذا النقاش سيقود إلى أن نلتقي في نقطة ما إن شاء الله.

    إجابة السؤال الثالث: لا أعتقد أخي عدنان أن ملء القرآن بالمترادفات لمجرد التنويع صورة من صورالحشو الذي لا فائدة منه. وإذا قرأت المقال كاملاً لوجدت أنني قد أوضحت الحكمة من وراء المترادفات وهي: لولا الترادف لما علمنا أن الاسمين “الله” و”الرحمن” هما اسمي جلاله. ولما علمنا أن الأسماء المركبة من اسمين (أي الأسماء الشفع)هي أسماء وحدانية كالاسمين الله والرحمن وكذلك الأسماء الثلاثية “كالله العزيز الحكيم” و”الله الحي القيوم “هي أسماء مفاضلة أي هي أسماء الصفات التي لا يكافئ الله فيها أحد. ولولا الترادف وتشابه معنى السورلما علمنا أن للمكانة التي تتبوؤها الذات الإلهية في الحياة الدنيا أسماء مختلفة كرب العالمين ورب المشارق والمغارب وكذلك المكانة التي تتبوؤها الذات في اليوم الآخر كمالك يوم الدين ومالك يوم القيامة و…الخ . ولولا الترادف لما جاءت السورجميعها متشابهة في المعنى بالرغم من اختلاف الألفاظ.
    ومن هنا أود أن أوجه لك سؤالاً: كيف توصلت أنت إلى أن الاسمين الله والرحمن هما اسما جلالة لولا تشابه الصفات؟

    إجابة السؤال الرابع: هو ما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً! قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟!(( فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته((! لذا أعتقد أن حلاوة القرآن بضبط الايقاع الصوتي من أساسيات معجزة القرآن اللغوية لأنه لم يكن شعراً ولا نثراً (شهادة أحد من الأعداء الشعراء). وفي قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدا}109 الكهف دليل آخر. اللهم وفق الجميع

  5. بسم الله الرحمن الرحيم
    بعد السلام عليكم الاخ عدنان
    اجابة السؤال الأول: لقد وردت الآيتين : الأولى{ طسۤ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ} 1 النمل والثانية{الۤرَ تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ}1 الحجر. لقد جاء في الآية الأولى آيات القرآن وجاءفي الثانية آيات الكتاب كما جاء في الآية الأولى وكتاب مبين وفي الثانية وقرآن مبين. فإذا استطعت أن تجد فرقاً بين الكتاب والقرآن في الآيتين سوف أرفع رأية التراجع عن رأي.

    اجابة السؤال الثاني: سبحان الله والعياذ به. كيف أتجرأ وأقول أن الله لم يكن له حكمة في كتابه. ألم أقل أن الحكمة من وراء الترادف أحسبها الاحتفاظ بحلاوة القرآن وجما سياقه وعدم الرتابة في تلاوته لأنه قد أنزل بعدد 114 سورة متشابهة في المعنى؟ أما أن أنفي الحكمة من وراء اختلاف أنا لا أجده أصلاً في هاتين المفردتين فلا يعني أنني أنفي الحكمة نهائياً في كتاب الله. ومثل هذا النقاش سيقود إلى أن نلتقي في نقطة ما إن شاء الله.

    إجابة السؤال الثالث: لا أعتقد أخي عدنان أن ملءالقرآن بالمترادفات لمجرد التنويع صورة من صورالحشو الذي لا فائدة منه. وإذا قرأت المقال كاملاً لوجدت أنني قد أوضحت الحكمة من وراء الماترادفات وهي: لولا الترادف لما علمنا أن الاسمين “الله” و”الرحمن” هما اسمي جلاله. ولما علمنا أن الأسماء المركبة من اسمين (أي الأسماء الشفع) هي أسماء وحدانية كالاسمين الله والرحمن وكذلك الأسماءالثلاثية “كالله العزيز الحكيم” و”الله الحي القيوم “هي أسماء مفاضلة أي هي أسماء الصفات التي لا يكافئه فيها أحد. ولولا الترادف وتشابه معنى السورلما علمنا أن للمكانة التي تتبوؤها الذات الإلهية في الحياة الدنيا أسماء مختلفة كرب العالمين ورب المشارق والمغارب وكذلك المكانة التي تتبوؤها الذات في اليوم الآخر كمالك يوم الدين ومالك يوم القيامة و…الخ

    ومن هنا أود أن أوجه لك سؤالاً: كيف توصلت أنت إلى أن الاسمين الله والرحمن هما اسما جلالة لولا تشابه الصفات؟

    إجابة السؤال الرابع: هو ما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالاً! قال: لم؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً تتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكر له أو أنك كاره له، قال: وماذا أقول؟!(( فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن مني، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا، والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو وما يعلى، وإنه ليحطم ما تحته((! لذا أعتقد أن حلاوة القرآن بضبط الايقاع الصوتي من أساسيات معجزة القرآن اللغوية لأنه لم يكن شعراً ولا نثراً (شهادة أحد من الأعداء الشعراء). وفي قوله تعالى: {قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدا}109 الكهف دليل آخر. اللهم وفق الجميع لما فيه الخير للاسلام والمسلمين

  6. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

    * لنعلم اولاً ان “كتاب الله” واحد, كما علمنا ان دين الله واحد منذ خلق الخلق وهو “الاسلام”, قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.. فلو تتبعنا آيات القران لوجدنا انها تذكر “الكتاب” بصيغة المفرد والرسل بصيغة الجمع فدل ذلك ان “كتاب الله” واحد ..
    قال الله تعالى:
    {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ} آية (٢٥) الحديد

    {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ نزلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} آية رقم (176) سورة البقرة

    {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} الآية (48) سورة المائدة

    {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الآية (37) سورة يونس

    {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} سورة يوسف

    {المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)} سورة الرعد

    {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65)} ال عمران

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)} ال عمران

    * وهذا “الكتاب” عند الله قبل ارسال الرسل {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} .. أُنزل نصيب منه على بني اسرائيل (اليهود والنصارى) “مكتوب” .. وأُنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “مقروء” {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} سورة يوسف,.. {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)} سورة الدخان .. والله اعلم

    * اذاً سُمي كتاب الله “القران” قران لانه نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “مقروء”.. ولم ينزل دفعه واحده مكتوب في الواح او صحف كما التوراة والانجيل… والله اعلم

    قال الله تعالى:
    {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}

    {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} سورة القيامة

    بينما كلمة “التوراة” تعني بالعبرية (الترئية) بالمعنى الحرفي، من مصدر (راَّى) .. ولعل التسمية جاءت من كون التوراة والذي هو نصيب (بني اسرائيل) من “الكتاب المبين” نزل على سيدنا موسى عليه السلام “مكتوب” (منسوخ) في الواح (ترئية) ..

    قال الله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154)} الأعراف

    *هل “القرن” و”الكتاب” اسمين لشيء واحد ؟

    قال الله تعالى:

    { طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } آية رقم (1) سورة النمل
    {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)} سورة الحجر

    من الايات السابقة نستنتج ان “الكتاب ” هنا = “القران المبين”, و”القران” = “الكتاب المبين”.. فيتضح لنا ان كلمة “القران” وكلمة “الكتاب” في الايات اعلاه جاءت كـ “خبر وتأكيد” ولم يكن ذكرها على سبيل التنوع ؟!

    ****
    هذا والله اعلم .. فان اصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي والشيطان .. واستغفر الله العظيم واتوب اليه .. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

  7. شكراً لك أيها الأخ عبدالرحمن الجهني فقد أيدت كلامي وثنيته وأتمنى أن يقتنع أخونا عدنان وللجميع الاجلال والاحترام راجية من الله أن نلتقي جميعنا في نقطة واحده دائماً.

    1. اختي الفاضلة البتول ..

      انا متفق مع موضوعك فقط من جهة ان القران والكتاب اسمين لمدلول واحد .. واختلف مع الموضوع من جهة قولك ان كلمة القران والكتاب جاءت من باب الترادف والتنوع ! .. والرد عليك في هذا هو اني اتفق مع الأخ عدنان.. بان كل كلمة من كلمات القران وكل حرف من حروفه لم تأتي في مواضعها الا لحكمة ولمعنى اراده الله، وهذا المعنى يجهله من عطل عقله وهجر “تدبر” القران، ويعلمه من تدبر القران حق تدبره وعقل مافيه من دلائل وعلوم ومعاني واعجاز وعجائب لاتنقضي على مر العصور والدهور ..

      * اعتقد بهذا الرد الذي جمع نقاط الاتفاق بين قولك وقول الاخ عدنان .. اني انا وانت والأخ عدنان قد وصلنا الى نقطة الاتفاق …

      * وذا كنت أختي الفاضلة بتول عند رأيك بان القران فيه مترادفات من باب التنوع ؟!

      فما هو تفسيرك لهذه الاية {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78)} سورة الواقعة

  8. استكمال للرد اعلاه .. ان القران = الكتاب ..

    نحاول هنا فهم ومناقشة لماذا جاءت صفة (المبين) مضافة للقران تارة وللكتاب تارة ؟ .. فنقول والله أعلم : ان كتاب الله واحد كما قلنا سابقا وانه عند الله {وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} “مكنون في اللوح المحفوظ” قبل ارسال الرسل ومازال، قال الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} سورة الواقعة ..

    وأنزل الله من هذا “الكتاب” (نصيب) على الامم السابقة قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)} سورة ال عمران.. ثم انزل على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم “كله” مشتمل على جميع اجزاء هذا “الكتاب” التي انزلت على الامم السابقة (التوراة، الانجيل، الزبور……)، قال تعالى {هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّه} سورة ال عمران .. وانزل “قراءة” على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لذلك سمي (قران) قال تعالى {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(2)}، ولم ينزل “مكتوب” في الواح كما التوراة وغيره من اجزاء الكتاب السابقة .. قال الله تعالى في قصة سيدنا موسى عليه السلام : { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ } ..

    * مما سبق اعلاه من شرح.. نفهم ان كلمة (المبين) جاءت تارة مضافة للكتاب وتارة مضافة للقران .. لان “الكتاب” له حالتين .. الحالة الاولى: “مكنون في اللوح المحفوظ” .. والحالة الثانية: “مبين” وهو “القران الكريم” الذي انزل على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .. “مبين” اي استبان وظهر بنزوله عن طريق “الوحي” على الرسل والانبياء وتبليغه للناس ..

    * قال الله تعالى: {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} سورة يوسف

    (تلك) اشارة للبعيد وهو (الكتاب) المكنون في اللوح المحفوظ .. والمعنى ان هذه الايات التي تتلى عليكم في القران هي ايات “الكتاب” المكنون في اللوح المحفوظ .. والله اعلم

    ****
    هذا والله اعلم .. فان اصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي والشيطان .. واستغفر الله العظيم واتوب اليه .. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

  9. بارك الله فيك الأخ الفاضل عبدالرحمن . وبعد أن اتفقنا على أن الكتاب والقرآن اسمان لشيء واحد يسهل الاتفاق على أن القرآن مليء بالمترادفات. هنالك كثيرمن العلماء يعتقدون أن كلمة الإسلام تختلف عن كلمة الإيمان وأن الاحسان هو أعلى درجة من الإيمان. ولكن الله قد أوضح ترادف هذه المفردات كالآتي: الترادف والإبدال من آيات القرآن والأحاديث
    سوف نأخذ بعض الآيات التي نرى فيها ترادف الأسماء وأسماء الصفات الذي يسمح بإقامة اللفظ مقام مرادفه بالمعنى الذي أوردته الدراسات الأجنبية وترجمه د مختار بقوله:(الكلمات المترادفة هي التي تنتمي إلى نفس النوع الكلامي “أسماء- أفعال” ويمكن أن تتبادل في الموقع دون تغيير المعنى أو التركيب النحوي للجملة)
    1-1 اشتراك الألفاظ المتعددة في المعنى الواحد
    1-1-1 المثال الأول
    أ- الإسلام هو الإيمان وهو الدين
    يعتقد البعض أن الإيمان أعلى درجة من الإسلام والاحسان أعلى درجة من الإيمان بناءً على حديث سيدنا جبريل عليه السلام وبناءً على الآية: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}”14″ الحجرات. فمن هذه الآية اعتقدوا أن الإيمان أخص من الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة, ويدل عليه حديث جبريل عليه الصلاة والسلام حين سأل عن الإسلام ثم عن الإيمان ثم عن الإحسان, فترقى من الأعم إلى الأخص ثم للأخص منه.) ومن أجل التأكد من هذا المعنى أو توكيد ترادف لفظي الإيمان والإسلام كان لابد من تحليل الآيات (15، 16 و17) الحجرات لأنهن مواصلة للآية 14 وأن لا نأخذ الآية 14 بمفردها وبالتمعن في معنى الآية 15:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} 15الحجرات تشير هذه الآية إلى أن هنالك إيمان بالقول فقط وهو ما قالته الأعراب “قالوا آمنا” والله يعلم أنهم منافقون بناءً على الآية: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}”97″ التوبة ولهذا أوضح الله أن الإيمان الحق هو الذي يدفع بصاحبه للجهاد ببذل النفس والمال في سبيله أي أن الايمان الصادق يؤكد العمل. ثم جاءت الآية التي تليها:{ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} “16” الحجرات مؤكدة ترادف مفردتي “الإيمان” و”الدين” حيث جاء الأعراب يمنّون على الرسول إيمانهم. ولكن جاء في الآية 16 ” قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ ” بدلاً عن “قل أتعلمون الله بإيمانكم” مما يدل على أن لفظ الدين قام مقام مرادفه الإيمان. أما معنى الآية 17: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (17) الحجرات فهي الفاصلة في الأمر لأن معناها هو نفس معنى الآية 14. حيث جاء الأعراب يمنّون على الرسول إيمانهم. ولكن جاء في الآية 17″ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم “بدلاً عن” يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ آمنوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إيمانكم” مما يوضح أن لفظ إسلامكم قد حل محل إيمانكم، وإن كلمة اسلموا قد حلت محل آمنوا. ويؤيد هذا الاستنتاج ما جاء في معنى الآية وهو2: (يَمُنُّ هؤلاء الأعراب عليك -أيها النبي- بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم لك, قل لهم: لا تَمُنُّوا عليَّ دخولكم في الإسلام ; فإنَّ نفع ذلك إنما يعود عليكم, ولله المنة عليكم فيه أنْ وفقكم للإيمان به وبرسوله, إن كنتم صادقين في إيمانكم) ففي هذا المعنى توضيح لما قالته الأعراب. ولولا الترادف لوجدنا تغييراً كبيراً في معنى الآيات. عليه أحسب أن المولى عزّ وجل قد أراد توضيح ترادف هذه الألفاظ بهذا الإبدال والله أعلم.
    1-1-2 المثال الثاني
    المتقون هم المحسنون وهم المؤمنون وهم المسلمون وهم الأبرار
    لقد أوضح الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله أن الكتاب قد أنزل تارة هدىً ورحمة للمتقين وتارة هدىً ورحمة للمؤمنين وتارة أخرى أنزله هدىً وبشرى للمحسنين وفي مرة هدىً وبشرى للمسلمين. إن كثيراً من الناس يظنون أن أسماء الصفات: المتقين، المحسنين، المؤمنين والمسلمين هي أسماء صفات لفئات مختلفة، قد اختلفت باختلاف درجاتها في العبادة. ولكن إذا تمعنا في الآيات التالية: “الم” {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}”1-5″ البقرة نجد أن الله قد وصف المتقين بأنهم المؤمنين حقاً أي الصادقين في إيمانهم لأنهم اكدوه بالعمل. والآيات التالية أوضحت أن آيات الكتاب قد أنزلت هدى ورحمة لفئة المحسنين:”الم” {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}{هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ}{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} “1-5” لقمان
    ويمكن تلخيص تعريف المحسنين: المؤمنون حقاً الصادقون في إيمانهم بأن أكدوه بالعمل.كما أخبرتنا الآيات التالية أن الكتاب قد أنزل هدى وبشرى للمؤمنين: {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ} {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} “1-3″ النمل. إذاً نجد أن هذه الأسماء هي أسماء صفات لفئة واحدة وهي الفئة التي آمنت وصدقت بالكتاب وعملت بمنهجه طاعة لله ولرسوله. ثم أوضح الله أن الذين لم يتصفوا بهذه الصفات هم الضالون الخاسرون. وبما أن الأسماء: ” المتقين “، “المحسنين “، ” المهتدين ” و” المفلحين “ هي أسماء صفات لفئةواحدة، فهذا يرجح رأي أهل المنطق الذي جاء فيه أن الترادف هو:”اشتراك الألفاظ المتعددة في معنى واحد”. وبالتالي تكون الأسماء الإيمان، الإحسان، التقوى، الهدى والفلاح مترادفات بنص الآيات لأنها مصادر الأفعال “اتقى”، “أحسن” “أسلم” “اهتدى”، “أفلح”…الخ. وأسماء الفاعل منها هي مؤمن، متقي، محسن، مسلم، مفلح…الخ. وإقامة اللفظ مقام مرادفه في القرآن يؤكده ما ورد في الآيات التالية: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} “133-134” آل عمران حيث جاء في معناها1: إن الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ هي صفة المتقين الذين أعدت لهم الجنة التي عرضها السماوات والأرض. مما يؤكد أن صفات المتقين هي صفات المحسنين. ولهذا تم إبدال اسم الصفة “المتقين” في الآية 133 باسم الصفة المرادف له “المحسنين” في الآية 134 حتى لا تتكرر كلمة المتقين مرتين.
    1-1-2 المثال الثاني
    الشاكرون هم الصابرون وهم المؤمنون
    إذا تدبرنا الآية:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} “144” آل عمران التي جاء تفسيرها2:(وما محمد إلا رسول من جنس الرسل الذين قبله يبلغ رسالة ربه. أفإن مات بانقضاء أجله أو قُتِل كما أشاعه الأعداء رجعتم عن دينكم,, تركتم ما جاءكم به نبيكم؟ ومن يرجِعُ منكم عن دينه فلن يضر الله شيئًا, إنما يضر نفسه ضررًا عظيمًا. أما مَن ثبت على الإيمان وشكر ربه على نعمة الإسلام, فإن الله يجزيه أحسن الجزاء.) إذاً الشاكرون هم المؤمنون الصابرون الذين لم يتأثر إسلامهم بموت الرسول صلى الله عليه وسلم راضيين بقضاء الله وقدره ولهذا سيجزيهم الله على صبرهم. بذا تكون الألفاظ “الشاكرين والمؤمنين والصابرين” مترادفات في المعنى. وبالتمعن في حديث زيد التالي: عن زيد بن أسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب كيف أشكرك؟ قال له ربه: «تذكرني ولا تنساني، فإذا ذكرتني فقد شكرتني، وإذا نسيتني فقد كفرتني». فقد أوضح هذا الحديث أن الشكر هو ذكر وأن النسيان هو الكفر
    -1-3 المثال الثالث
    أ- المصلون هم المؤمنون المفلحون
    في الآيات التالية تعريف للمصلين: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } {إِذَا مَسَّهُ جَزُوعًا} {وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}{إِلَّا الْمُصَلِّينَ}{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ}{لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ }{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} {وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ}{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} {وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } {أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ}”19-35″ المعارج فإذا تدبرن هذه الآيت وتدبرنا الآيات التي وصفت المؤمنون المفلحون وهي: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} 1-7 المؤمنون نجد أن تعريف المصلين في سورة المعارج هو نفستعريف المؤمنين في سورة “المؤمنون”. إذاً المصلون هم المؤمنون المفلحون. وفي الآية التالية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} “143” البقرة جاء معنى “وما كان الله ليضيع إيمانكم” كالآتي1: “وما كان الله ليضيع صلاتكم”. إذاً الصلاة هي مرادف الإيمان ومرادف الشكر والصبر ومرادف الذكر ومرادف التقوى والاحسان. ونسبة لترادف اللفظين الإيمان والصلاة واشتراكهما في المعنى أقيم لفظ الصلاة مقام لفظ الإيمان وأقيم لفظ المصلين في الآية “4” المعارج مقام لفظ المؤمنين الصابرين الذين لا يجزعون لشر ولا يمتنعون عن الطاعات إذا مسهم الخير كما وصفوا في “سورة المؤمنون”.
    أكتفي بهذا القدر الضئيل من الآيات التي تؤكد الترادف وهنالك الكثيرمنها ومن الأحاديث نسبة لضيق المجال وأسأل الله العفو والعافية والغفران إن أخطأنا وتطاولنا على كتابه العزيز

    1. أختي الفاضلة البتول ..

      أولا: مازال السؤال قائم آمل الاجابة عليه .. ما هو تفسيرك لهذه الاية {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78)} سورة الواقعة ؟

      ثانيا: لعلمك أختي البتول .. لايوجد ترادف في اللغة الواحدة وانما الترادف يقع بين لغتين مختلفتين (الترادف: بمعنى المطابقة والمماثلة والمعاوضة ، اي كلمة تقوم بذاتها مكان كلمة في ذات الدلالة )..

      * ويرجى الانتباه أختي الفاضلة بتول .. فردك اعلاه ومثله ماورد في موضوعك فيه مجازفة خطيرة .. فقولك مثلاً ان القران (مليء بالمترادفات) وضربك مثال لهذا الترادف بالاسماء والكلمات (الايمان، الاسلام، الاحسان، التقوى) بانها مترادفات, بما يفهم منك انها لافرق بينها فلها نفس المدلول الشرعي ١٠٠٪ فيمكن استبدال احداها بالاخرى وتؤدي الى نفس الدلاله والمعنى المقصود !..

      وانا اتفق مع كثير من العلماء الذين اقرراتي بمخالفتهم في قولهم بمعنى كلاً من (الايمان, الاسلام,الاحسان..) .. فمثلا كلمة “الاسلام” تطلق على كل من شهد الشهادتان وصلى وصام وزكى وحج بيت الله، فمن جاء بهذه الاركان (الظاهره) فله احكام المسلمين في الدنيا وان كان “منافق” يبطن الكفر .. ام الايمان فهو وصف يتحقق في من جاء بهذه الاركان “عبادة وتقربا لله” وليس نفاقا .. اذا الاسلام حكم على الظاهر والايمان حكم على الباطن ولايعلم مافي القلوب الا الله وحده، فليس لنا ان نشهد لفلان بالايمان او الاحسان ولكن له علينا ان نحكم عليه بالدنيا باحكام الاسلام بما ظهر من عمله (الاركان الخمسة) وأمره الى الله في الاخرة ..

      هنا اطرح سؤال آخر وارجوا الاجابة عليه ..

      فهل الكفر والظلم والفسق .. من المترادفات، هل لها نفس الدلالة الشرعية (الظلم والفسق = الكفر) ؟!

      قال الله تعالى:

      {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون} َ[المائدة: 44]،

      {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}َ[المائدة: 45]،

      {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}َ[المائدة: 47]،

      ****
      هذا والله اعلم .. فان اصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي والشيطان .. واستغفر الله العظيم واتوب اليه .. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

  10. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أحييكما أيها الفاضلان على مدارستكما في هذا المنشور ، وأعكف حالياً على إخراج مؤلف اسمه “مقدمة الكتاب” متعلق بإثبات الفرق بين الكتاب والقرآن في ثمانين حجة قرآنية بينة تثبت أن القرآن هو ما بين الدفتين من الفاتحة إلى الناس وهو المشار إليه ب ( هذا القرآن) في ثمان مواضع وهو المتعبد بقراءته.
    وأن الكتاب هو كافة الشرائع والفرائض التي أنزلها الله على نبيه سواء في القرآن الكريم أو في السنة النبوية المطهرة أي أن الكتاب باختصار هو مجموع آيات الأحكام وأحاديث الأحكام ، لذلك فآية التشابه والإحكام لم تكن تتحدث عن القرآن في مسألة التشابه والإحكام لأن القرآن كله محكم لا متشابه فيه ، أما الكتاب فمنه آيات محكمات وهي آيات الكتاب (الأحكام) الواردة في القرآن الكريم ، وأخر متشابهات وهي أحاديث الأحكام لذلك نجد الذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه ويطعنون فيها وهي السنة النبوية وأحاديث الأحكام ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ( أي تأويل الكتاب).
    هذا باختصار ، شديد لتوضيح الفرق بين الكتاب والقرآن فالكتاب لا يعني ابداً تلك الأوراق المجموعة بين دفتين كما نفهمها اليوم ، فبالمفهوم القرآني تسمى الصفحات قرطاساً وصحفاً ، ويسمى التشريع كتاباً وعلينا الحذر من سحب المفاهيم الحديثة على المفردات القرآنية فهذا باب للزيغ عن فهم التنزيل الحكيم .

    وقد سبق ان بينت جزءاً من مفهوم الكتاب والقرآن ، والمحكم والمتشابه في هذا الرابط
    https://goo.gl/J3Kjvy

    وفي حال رأيتما بارك الله فيكما بأن هذا القول غير سديد فارجو التكرم بتتبع مواطن الخلل في كلامي والرد عليها موضعا تلو الآخر بدون الخروج عن لب الموضوع أو تشتيت حتى يتسنى لي إما التسليم أو الرد على ما سيرد من اعتراض وأسأل الله ان يفتح على قلوبنا بأنوار علمه إنه هو الفتاح العليم.

    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

      حياك الله أخي الفاضل عدنان .. وأسأل الله ان يجعل مانكتبه هنا في ميزان حسناتنا وداخل في رضوان الله وخالص لوجهه الكريم ..

      * اقتباس: قلت أخي عدنان (( أن “الكتاب” هو كافة الشرائع والفرائض التي أنزلها الله على نبيه سواء في القرآن الكريم أو في السنة)) .. ((أن الكتاب باختصار هو مجموع آيات الأحكام وأحاديث الأحكام)) .. انتهى ..

      الجواب رقم (١): الكتاب هو القران فقط .. اما احاديث الرسول ﷺ (السنة) فقد جاء اسمها ومعناها معطوف على “الكتاب” .. وهي “الحكمة” العلم بالكتاب والقضاء به ..

      قال تعالى: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)} سورة النساء

      الجواب رقم (٢): اذا كان “الكتاب” كما قلت هو فقط مجموع الاحكام (الفرائض والشرائع) التي وردت في القران والسنة .. فالسؤال: اي حكم نستخرجه من الحروف المقطعة التي قال الله تعالى بعدها مباشرة { ذَٰلِكَ الْكِتَابُ}، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب}، {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآن} .. كما في الايات التالية:

      {الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } سورة البقرة

      {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)} سورة يونس

      {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} سورة يوسف

      {المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)} سورة الرعد

      {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)} الحجر

      { طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } آية رقم (1) سورة النمل

      {طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2)} سورة طه

      {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} سورة ص

      {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)} سورة يس

      * وماهي الاحكام (الفرائض والشرائع) التي تجدها في قول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)} الاسراء …

      ومامعنى {فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} ؟

      * اقتباس: قال أخي عدنان ((فالكتاب لا يعني ابداً تلك الأوراق المجموعة بين دفتين كما نفهمها اليوم ، فبالمفهوم القرآني تسمى الصفحات قرطاساً وصحفاً ، ويسمى التشريع كتاباً)) انتهى …

      الجواب: من كتاب الله القران، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)} سورة عَبَسَ

      * في الختام: ارجوا منك أخي الفاضل عدنان توضيح قولك: ((علينا الحذر من سحب المفاهيم الحديثة على المفردات القرآنية فهذا باب للزيغ عن فهم التنزيل الحكيم)) مالقصود بالمفاهيم الحديثة ومن المقصود ؟

      ****
      هذا والله اعلم .. فان اصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي والشيطان .. واستغفر الله العظيم واتوب اليه .. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

      1. الحمدلله وحده وبعد..

        أخي العزيز عبدالرحمن الجهني
        أسأل الله أن يديم عليك نعمه ظاهرة وباطنة ويسعدك كما تسعدنا بمداخلاتك ومدارساتك الرائعة.

        سأبدأ وفقك الله من حيث انتهيت أنت :
        أولا :

        اقتبس قولك ” ارجوا منك أخي الفاضل عدنان توضيح قولك: ((علينا الحذر من سحب المفاهيم الحديثة على المفردات القرآنية فهذا باب للزيغ عن فهم التنزيل الحكيم)) مالقصود بالمفاهيم الحديثة ومن المقصود ؟ ”

        أقصد كل مسلم قارئ للتنزيل الحكيم ، وقصدت فعلياً مفهومنا اليوم لمفردة الكتاب ” وهو مجموع الورق بين دفتين” فتعامل العلماء والعامة على حد سواء بصورة نمطية بأن الكتاب يقصد به هذا المجلد الذي دون فيه القرآن الكريم ، فعندما يقرأ ذلك الكتاب تبادر لذهنه هذه القراطيس والصحف ، في حين أن هذا المعنى لا يشير إليه التعبير القرآني عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم أبداً ، وهذا الفهم المحدث يشابه على سبيل المثال مفهومنا لمفردة الانسان ، والتي ترتبط في عصرنا الحاضر بقيم عليا ومعانٍ سامية ، فعندما نطلع على سياقات مفردة الانسان في القرآن الكريم نصاب بالحيرة والحقيقة أن سحب المفاهيم الحديثة والصاقها بالمفردة القرآنية يؤدي لانفصال بين حقائق ومفاهيم المفردة وبين استعمالاتها.
        ارجو أن يكون ذلك التوضيح كافياً لبيان مقصدي.

        ثانياً:
        وددت قبل الرد على بقية النقاط الواردة في ردك أن الفت انتباهكم وفقكم الله إلى أن ترافق الصفة (مبين) مع القرآن والكتاب ، فيقال كتاب مبين ، قرآن مبين ليس بدليل على ان القرآن هو الكتاب لمجرد أن وصفا بالمبين فلو تتبعنا صفة “مبين” لوجدنا التالي:
        وصف الله تعالى الشيطان بأنه عدو مبين في سبعة مواضع.
        وصف الله الضلال بأنه مبين في ثمانية عشر موضعاً
        وصف الله تعالى الإثم بأنه مبين في أربعة مواضع.
        وصف السلطان بأنه مبينا في اثني عشر موضعاً
        وصف البلاغ بالمبين في سبعة مواضع.
        وصف الفوز بالمبين في موضعين.
        وصف السحر بالمبين في تسعة مواضع.
        وصف النذير بالمبين في أحد عشر موضعاً.
        وهكذا فإن “مبين” صفة لما قبلها تتفق مع طبيعة القرآن الكريم بأنه مبين ، وتتفق مع الكتاب – أي الشرائع- بأنه مبين ولم اتوصل لكونها قرينة تقتصر على الكتاب والقرآن حتى نقول بأن هذه الحصرية في الاستعمال ترد المعنى لشيء واحد.

        ثالثاً:
        تفضلت بالقول :
        ” مما سبق اعلاه من شرح.. نفهم ان كلمة (المبين) جاءت تارة مضافة للكتاب وتارة مضافة للقران .. لان “الكتاب” له حالتين .. الحالة الاولى: “مكنون في اللوح المحفوظ” .. والحالة الثانية: “مبين” وهو “القران الكريم” الذي انزل على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .. “مبين” اي استبان وظهر بنزوله عن طريق “الوحي” على الرسل والانبياء وتبليغه للناس ..”

        وقد بينا بأن وصف القرآن بالمبين والكتاب بالمبين لا يقتصر عليهما ، ولكن المهم هنا هو قولكم بأن الكتاب له حالتين وأنه هو القرآن بعد التنزيل وهو المكنون في اللوح المحفوظ ، وهذا يناقضه مئات المواضع التي تصف نبي إسرائيل بأنهم أهل الكتاب وعشرات المواضع التي تشير لكتاب بين أيدينا “خذ الكتاب بقوة”. وبالتالي فتحتاج لدليل على ما تفضلت به حتى يمكن قبوله.
        ولعل مرد ذلك الفهم لدى جل أهل العلم هو لخلط أنواع الكتب الأربعة المذكورة في القرآن مع كتاب الله المراد به التشريع ولعلي اقتبس من كتابي مقدمة الكتاب تفصيل أنواع الكتب في القرآن الكريم:

        ((((أنواع الكتب في القرآن الكريم)))))

        عند إحصاء جذر “كتب”نجده يبلغ (319) مرة في القرآن الكريم ومن خلال استقراء وتتبع المفردة في القرآن الكريم تبين أن مفردة (كتاب، الكتاب) في التعبير القرآني أتت ذات دلالات أربع تتنوع حسب السياق فتشير في كل موضع إلى واحدٍ من الدلالات الأربع ، فالسياق هو الذي يصنف استعمال المفردة ويحدد المراد منها ، وهذه الدلالات في القرآن الكريم على النحو التالي:

        أولاً: الكتاب الحكيم : وهو موضع البحث الرئيسي وأكثر ما جاء ذكره في التنزيل الحكيم ويقصد به: كل ما نزل من الشرائع والفرائض التي كتبها وافترضها الله على الخلق سواءً في التوراة أو القرآن او السنة النبوية والحديث الشريف.
        وسياتي بيان ذلك وإثباته في ثنايا هذا البحث الذي يدور حول هذا المفهوم ويثبته بإذن الله ، ولذلك المفهوم شواهد كثيرة جداً منها قوله تعالى : { ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة:2] ، كذلك قوله جل وعلا : { وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [البقرة:53] وقوله جل شأنه : { قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ } [الأحقاف:30] وقوله جل وعلا : { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } [يونس:1] وكل ما يتضمن سياقه التنزيل من الشرائع الموحى بها من الله تعالى إلى انبياءه وهذا كتاب الله تعالى وهو موضع التبيان والبحث.

        ثانياً: الكتاب المعلوم : وهو كتاب أعمال الأمم التي يدون فيها ما يكون منهم وماهو كائن إلى يوم القيامة وهو كتاب كل الخلق وشاهد ذلك قوله تعالى: { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الأنعام:38] ويقول جلت قدرته : { وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ } [الحجر:4] ويقول جل شانه : { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَٰذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) } [الجاثية] فكان كتاب الأمم مشتملاً على أخبارهم وقصصهم وأفعالهم ومآلاتهم فهذا موسى عليه السلام حين أتى فرعون داعياً حاملاً الآيات البينات يساله عن الأمم الأولى فيقول : { قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51) قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى (52) } طه ، فهو كتاب الأمم الذي يذكره تعالى فيقول جل شأنه :
        { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا } [مريم:41]
        { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا } [مريم:51]
        { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا } [مريم:54]
        { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا } [مريم:56]
        فكان هذا الكتاب الذي يوثق كل صغيرة وكبيرة مدونة مكتوبة لا يقصد به الكتاب الحكيم المشتمل على الفرض والأمر بل التدوين بصورة أدق.
        وفي سبيل التفريق بين الكتاب المراد به الشريعة ، وبين كتاب الأعمال فإن كتاب الأعمال دونته وكتبته الملائكة لتوثيق ما اجترحه الإنسان من السيئات وما عمل به من الطاعات ، وهو كتاب يترافق مع العمل ويتلوه ويأتي بعده ، إلا أنه لا ينفي علم الله السابق الأزلي بما سيكون ولكن الله ليس هو المسبب لفعل الكفر والعصيان بمجرد علمه تعالى بما سيكون.
        بينما كتاب الفرض والشريعة يسبق الخلق فهو مفروض مكتوب من الأزل ينزله الله إلى أنبيائه لا يتغير ولا يتبدل منه شيء في أم الكتاب ، ولكنه يمحو ويثبت ما يشاء تبعاً لحاجة الناس وأحوالهم ومصالح العباد التي تناسب أزمانهم ، ولكن تلك الشرائع لا تناقض بعضها البعض ولا تتضارب في محتواها البتة.
        وفي سبيل آخر يظهر معنا فيه الفرق في المواضع التي أشار فيها الشارع الحكيم في التنزيل إلى كتاب الأمم وما دون من أعمالها وأحوالها ، فقد سبق معنا معرفة كيف أن الكتاب في سياق معين يعني ما كُتب على الإنسان ودونته الملائكة من أعمال وكذلك في مواضع أخرى ما دون من أحوال الأمم ما كان من حال أنبياء الله في أزمانهم.

        ثالثاً: الكتاب المنشور : وهو(كتاب اعمال المكلفين) ما دوِّن على المكلفين من الخلق من أعمالهم إن كانت خيراً فخير وإن كانت شراً فشر والذي كان قد دونه الملائكة الحافظين فينشر أمام الناس كلُّ وكتابه يقرأه ويرى أعماله كلها.

        وفي ذلك يقول تعالى :
        { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [الإسراء:14]

        وقال سبحانه وتعالى:
        { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [الإسراء:71]

        ويقول جل جلاله { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } [الكهف:49]

        ويقول جل شأنه :
        { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَٰئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [الإسراء:71]

        يقول الحق تبارك اسمه:
        { وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [المؤمنون:62]

        ويقوله سبحانه وتعالى:
        { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ } [الحاقة:19]

        ويقول تعالى :

        { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ } [الحاقة:25]

        { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } [المطففين:7]
        { كِتَابٌ مَرْقُومٌ } [المطففين:9]
        { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } [المطففين:18]
        { كِتَابٌ مَرْقُومٌ } [المطففين:20]

        { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } [الانشقاق:7]
        { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } [الانشقاق:10]

        فكانت دلالته في هذا السياق للإشارة لكتاب الأعمال التي دونت على الخلق طيلة فترة التكليف ليكون حجة لهم أو حجة عليهم فأسمي كتاباً للدلالة على الكتابة والتدوين وليس الأمر والفرض.

        رابعا: الكتاب المدون بالقلم:
        وهو كل ما يجري كتابته وخطه بالقلم على الورق ونحوه بغض النظر عن محتواه ودلالته ، فالمراد من الكتاب (رسم الكلمات على ألواح أو صحف أو جلد أو كاغد) بالمداد وهو كل ما خطه البشر ودونوه من مؤلفات والمراسلات كرسالة سليمان عليه السلام إلى بلقيس ورسالتها إليه كذلك الكتب الشرعية كمكاتبات الدين والوصية وما جرى توثيقه بالقلم والورق كتابةً وكما اسلفنا فالسياق كفيل بتبيان نوع الكتاب ،ومن الدلالات على هذا النوع من الكتب الذي هو التدوين بالقلم وشواهد ذلك ما يقوله الله تعالى :

        { وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } [البقرة:235]

        أي كتاب النكاح وما جرى تدوينه من آجال لعقد النكاح موثقاً مكتوباً شرعاً ، فهذه الكتابة والخط تدعى (الكتاب) وهذه متعلقة بصنف من الدلالات الأربع التي ذكرناها وهي دلالة التدوين بالقلم ، .

        وقوله جل شأنه:
        { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور:33]

        يبتغون الكتاب أي يريدون النكاح الشرعي الموثق كتابة وتدويناً بصورته الشرعية ، وهو تدوين عقد النكاح وإثباته نصاً على ورق بصيغة معلومة ، ولا يكفي فيه الإيجاب والقبول بل ينبغي كتابة العقد وتدوينه.

        وقوله جلت قدرته في شأن سليمان عليه السلام وملكة سبأ:
        (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) النمل

        وهنا يظهر جلياً مفهوم الكتاب بأنه الرسالة المكتوبة المدونة على الورق أو الجلد ونحوه من الصحف أياً كان محتواها ، وأيا كان كاتبها.

        ويقول جل شأنه في آية الدين :
        { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة:282]

        وهذه الآية تدل على أهمية وفرض تدوين العقود والاتفاق والشهود ، ونلحظ قوله تعالى (وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا) فكيف ببقية المعاملات الشرعية المالية وسواها ؟ كعقود النكاح ونحوه ، فلا شك أنه يقاس على ذلك في بقية المعاملات.

        يقول ربنا جل وعلا :
        { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [الزمر:23]

        وهنا أيضاً تدل مفردة الكتاب على التدوين والكتابة وليس إشارة للكتاب بمعنى آخر ، ويحسن بنا أن نفصل قليلاً ليتضح المراد واتساقه مع المعنى في هذا الباب فنقول:
        كما أن للكتاب دلالات حسب السياق الذي يقع فيه فإن التشابه والمثاني لهما مدلول مختلف حسب ما يكون موضعه في القرآن الكريم ، فمدلول الكتاب هنا هو الرسم القرآني ، فيقول تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا) فيقال : (زيد اقتنى احسن الخيل لونا ) أو (عمروٌ أنشد أبلغ الشعر بيانا ) فالقرآن هو أحسن الحديث كتاباً ، فهو أحسن ما دون وكتب من كل حديث منطوق ، فللقرآن كتابة مخصوصة وطريقة فريدة لا يشابهه فيها كتاب ولا يدانيه فيها رسم ، ومن هذا نستنبط أمراً لافتاً هو أن الخط القرآني ورسم المصحف توقيفي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بوحي إلهي ، وهذا القول برغم أنه أحدث ما قيل في رسم القرآن إلا أنه معتبر ووجيه عند طائفة من أهل العلم ولهم عليه أدلة وألفوا في ذلك كتب عديدة.

        اختصاراً:
        فالكتب في القرآن الكريم أربعة:
        الكتاب الحكيم : الشرائع والفرائض والأوامر والنواهي والمباحات والمحظورات والحلال والحرام.
        الكتاب المعلوم: وهو كتاب اعمال الأمم التي تؤرخ وتدون أعمالهم وأحوالهم.
        الكتاب المنشور: وهو كتاب أعمال المكلفين الذي ينشره الله له عند لقاءه.
        الكتاب المدون بالقلم: كرسالة سليمان لبلقيس وكتابة العقود والدين والوصية ونحو ذلك بالاضافة لكتابة القرآن في قوله تعالى (أحسن الحديث كتاباً).

        وما نحن بصدد اي من تلك الكتب عدا الكتاب الحكيم الذي هو الشريعة

  11. تفضلت بالقول :

    “وماهي الاحكام (الفرائض والشرائع) التي تجدها في قول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)} الاسراء …
    ومامعنى {فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} ؟”

    ممتاز فأين نجد في القرآن الكريم – لو كان هو الكتاب – علم هلاك الأمم وعذابها الشديد قبل يوم القيامة ؟؟
    هنا نفهم أن الخلط يحدث بين الكتاب الحكيم والكتاب المعلوم ، فالكتاب المعلوم يحتوي على تاريخ الامم وما كان وماهو كائن إلى يوم القيامة ، وهناك العديد من الآيات التي تتحدث عن الكتاب المعلوم وتصف ما فيه من أحوال وأهوال ولا نجدها في القرآن ذلك لانه كتاب لا نطلع عليه وليس له علاقة بالقرآن الكريم او بالكتاب الحكيم إلا اشتراكهما في الكتابة.
    لذلك يقول تعالى :
    فيها كتب قيمة : اي فيها شرائع تقوم على حياة الخلق ومصالحهم.

    1. اقتباس:((قصدت فعلياً مفهومنا اليوم لمفردة الكتاب ” وهو مجموع الورق بين دفتين” فتعامل العلماء والعامة على حد سواء بصورة نمطية بأن الكتاب يقصد به هذا المجلد الذي دون فيه القرآن الكريم ، فعندما يقرأ ذلك الكتاب تبادر لذهنه هذه القراطيس والصحف ، في حين أن هذا المعنى لا يشير إليه التعبير القرآني عندما يتعلق الأمر بالقرآن الكريم أبداً))انتهى الاقتباس…

      *أخي الفاضل عدنان .. يبدو انك لم تقراء ردي الاول على الموضوع والذي كان بمثابة مقدمة للردود التي تليه.. شرحت فيه ان كتاب الله واحد فهو عنده قبل ارسال الرسل ثم لم ارسل الله الرسل والانبياء انزل لكل رسول وامته نصيب منه حتى اكتمل بنزوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم “قراءناً” مشتمل على جميع الوحي الذي انزل على نبينا صلى الله عليه وسلم والوحي الذي انزل على الرسل من قبله .. وفيه حاولت ان اوصل مفهوم وهو ان تسميت “الكتاب” جاءت من حالة الكتاب الاولى قبل ان يخلق الله الخلق ويرسل الرسل (كان “مكتوب” في اللوح المحفوظ) ولم اقل ابدا ولم اشر الى اني اقصد (القراطيس التي كتب فيها القران (كتاب الله) بعد نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم والتي نسميها (مصحف) .. واعذرني اخي الكريم ان اقول اني فهمت من ردك انك كتبته وانت في ذهنك ان مفهوم الكتاب هو المصاحف التي كتب فيها الوحي بعد نزوله على نبينا صلى الله عليه وسلم …

      *اقتباس: ((ترافق الصفة (مبين) مع القرآن والكتاب ، فيقال كتاب مبين ، قرآن مبين ليس بدليل على ان القرآن هو الكتاب لمجرد أن وصفا بالمبين فلو تتبعنا صفة “مبين” لوجدنا التالي:
      وصف الله تعالى الشيطان بأنه عدو مبين في سبعة مواضع.
      وصف الله الضلال بأنه مبين في ثمانية عشر موضعاً ………(الى قولك) ولم اتوصل لكونها (مبين) قرينة تقتصر على الكتاب والقرآن حتى نقول بأن هذه الحصرية في الاستعمال ترد المعنى لشيء واحد)) انتهى الاقتباس…

      الجواب: لم استشهد على ان “الكتاب” هو “القران” فقط بكلمة “مبين” بل ايضاً سياق الآيات تدل دلالة قطعية على ان “كتاب الله” هو “القران” .. فهل لديك تفسير آخر لقول الله تعالى: {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} سورة يوسف

      واما الايات التي استشهدت انت بها على تكرار صفة “مبين” مع غير اسم (الكتاب) و (القران) وجعلت ذلك دليل على ان (معنى القران) يختلف عن (معنى الكتاب) .. فالجواب: كيف عرفنا ان هذا اثم (مبين) وهذا ضلال (مبين) وان الشيطان (عدو مبين), لولا ان الله بَيّن لنا ذلك في “الكتاب” المبين (القران) ؟

      *واما محاولة تقسيم القران الى اربع (كتب) (الحكيم, المعلوم, المنشور, المدون بالقلم) .. فلن يُخرج معنى “الكتاب” عن معناه الأصل في لغة العرب التي نزل بها القران .. فما ذكرته من انواع (تقسيم) هو من باب “صفات” تضاف لاي كتاب حسب محتواه واختصاصه اوطرق عرضه اوادوات كتابته!, فمثلاً نقول (كتاب الرياضيات) ونعني فيه ذلك الكتاب الذي يحتوي علم الرياضيات ونقول (كتاب الفيزياء) ونعني فيه “كتاب” يحتوي على علم الفيزياء ونقول هذا (كتاب الكتروني) ويعني ان هذا “كتاب” مدون في “جهاز الكتروني” وليس بقلم ونقول هذا (كتاب تعليمي) ويعني انه معلوم للطالب الذي يدرسه.. ولايتبادر الى ذهن أي عربي ان صفة (الرياضيات, والفيزياء, والكتروني, تعليمي) تعني ان هذا كتاب وذلك غير كتاب ! ..

      وارجوا الانتباه أخي العزيز عدنان .. فان قولك بتقسيم القران لاربعة كتب(حكيم, معلوم, منشور, مدون بالقلم)! .. يعني ذلك بالضرورة ان كل قسم قسمته في القران لايشبه القسم الاخر بالصفة التي ميزته عن القسم الاخر!.. فمآلات هذا التقسيم الذي قلت به تؤدي للفهم من قولك ان هناك ايات في القران غير معلومة وهي التي قلت فيها انها (حكيمة!,منشورة!,مدونة بالقلم!) وايات غير منشورة وهي (الحكيمة,المعلومة, المدونة بالقلم) وايات غير مدونه بالقلم وهي (الحكيمة, المعلومة, المنشورة) وايات غير حكيمة وهي (المعلومة, المنشورة, المدونة بالقلم)! .. وغير ذلك من التضاد والتضارب في هذا لقول مثل قولك بان هناك “كتاب معلوم” (في القران) ثم تقول (لانستطيع الاطلاع عليه) ؟!

      * وفي الختام: ردودي هنا على الأخ الفاضل عدنان او الأخت الفاضلة البتول او غيرهم في المستقبل هي من باب المدارسة والمناقشة الأخوية .. فارجوا ان تتسع الصدور لهذه الردود وتؤخذ من باب البحث عن الحق والاهتداء اليه واجتهداتنا بمجموعها واختلافها تثري المعرفة وتنير الطريق الى العلم .

      *****************
      هذا والله اعلم .. فان اصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي والشيطان .. واستغفر الله العظيم واتوب اليه .. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

  12. * اقتباس: قال أخي عدنان ((فالكتاب لا يعني ابداً تلك الأوراق المجموعة بين دفتين كما نفهمها اليوم ، فبالمفهوم القرآني تسمى الصفحات قرطاساً وصحفاً ، ويسمى التشريع كتاباً)) انتهى …

    الجواب: من كتاب الله القران، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)} سورة عَبَسَ

    اقول : هذه صحف القرآن بأيدي الملائكة وليس يشير لما بين أيدينا ، فقد وصفه وصفا دقيقا متصلا ولم يعبر برغم ذلك عنه بأنه كتاب .

  13. تفضلت بالقول :

    * اقتباس: قلت أخي عدنان (( أن “الكتاب” هو كافة الشرائع والفرائض التي أنزلها الله على نبيه سواء في القرآن الكريم أو في السنة)) .. ((أن الكتاب باختصار هو مجموع آيات الأحكام وأحاديث الأحكام)) .. انتهى ..

    الجواب رقم (١): الكتاب هو القران فقط .. اما احاديث الرسول ﷺ (السنة) فقد جاء اسمها ومعناها معطوف على “الكتاب” .. وهي “الحكمة” العلم بالكتاب والقضاء به ..

    قال تعالى: {وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113)} سورة النساء

    أنزل الله الحج في القرآن وفصل كيفيته في السنة فكان (كتاب الحج) لا يمكن أن يؤدى صحيحا كاملا مالم يستمد من القرآن والسنة وبالتالي فالقرآن والسنة منهما يستنبط الكتاب أي الفرض والشريعة ، فكيف نقول أن الطواف بأشواطه السبعة وكيفيته المعلومة ليس من الكتاب ولكنه من الحكمة ؟؟ وهو قد كتبه الله علينا وافترضه بهذه الصورة ؟؟
    وقس عليه بقية الفرائض التي أتت مفصلة في السنة ، ولا أجمل من هذا الحديث الشريف ليبين لي ولكم ماهو الكتاب:

    عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ((((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه))) ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه

    وقد اوتي الكتاب (اي شرائع الله النازلة في القرآن) وهي آيات الاحكام ، ومثله معه اي من جنسه ويقصد به أحاديث الأحكام المفصلة للأحكام ، وعقب صلى الله عليه وسلم باحكام شرعية في تبيان واضح شديد البيان على مفهوم الكتاب وهو الشرائع والفرائض فلا أدل ولا أظهر من هذا الحديث الشريف مبينا لنا ماهية الكتاب وتماثله مع ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الفريضة والتشريع تاسيسا على اسم “الكتاب” أي المكتوب والمفروض على الناس.

  14. تفضلت بالقول :

    الجواب رقم (٢): اذا كان “الكتاب” كما قلت هو فقط مجموع الاحكام (الفرائض والشرائع) التي وردت في القران والسنة .. فالسؤال: اي حكم نستخرجه من الحروف المقطعة التي قال الله تعالى بعدها مباشرة { ذَٰلِكَ الْكِتَابُ}، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَاب}، {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآن} .. كما في الايات التالية:

    {الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } سورة البقرة

    {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)} سورة يونس

    {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} سورة يوسف

    {المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1)} سورة الرعد

    {الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)} الحجر

    { طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ } آية رقم (1) سورة النمل

    {طه (1) مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ (2)} سورة طه

    {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)} سورة ص

    {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)} سورة يس

    أقول وفقك الله:

    وهذا ما نقوله ، فليس كل حرف في القرآن من الكتاب ، فالحروف المقطعة وسورة المسد مثلا وآية الكرسي وقصة يوسف عليه السلام والكثير من القرآن لا يعد من الكتاب فلا يترتب عليها فعل وترك وليست من آيات الأحكام وبالتالي ليست من الكتاب ولكنها من القرآن ، وكذلك العديد من الأحاديث الشريفة لا تعد من الكتاب لأنها ليست من أحاديث الأحكام ولا يترتب عليها فعل وترك فهي من الحكمة التي انزلها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم.

  15. الأخ عبدالرحمن سلام الله عليكم وبارك الله فيكم.
    السؤال الأول: ما هو تفسيرك لهذه الاية {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُون 78 سورة الواقعة؟
    لقد اتفقنا أيها الأخ الكريم على أن الكتاب الذي أنزل على رسولنا الكريم اسمه القرآن. لذا أرى أن الله أقسم بمواقع النجوم للضالين المكذبين به: إن هذا القرآن أو إن هذا الكتاب لقرآن كريم منزل من الكتاب المكنون المحفوظ لديه. ولايمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين. هنا فرَّق الله تعالى بين الكتاب الذي يتحدث عنه الذي كذب به الضالون المكذبون وهو القرآن من الكتب الأخرى الصحيحة التي في كتاب مكنون وكلها تنزيل من رب العالمين. فلو كانت الآية إنه لكتاب كريم في كتاب مكنون. هل يمكن أن تعلم أن قوله وإنه لكتاب كريم أن المقصد منه هو القرآن؟ ألم تكن هنالك فرصة ليقول المسيحيون أن الكتاب الكريم في الكتاب المكنون هو كتابهم ، وكذلك اليهود ألم يجدوا الثغرة ليقولوا أن الكتاب الكريم في الكتاب المكنون هو كتابهم؟ ألم يكن من الحكمة أن يعرف الله الكتاب الذي يقصده هو الذي اسمه القرآن؟
    أتمنى يا أخي عبدالرحمن أن أكون قد أجبت عن السؤال
    السؤال الثاني: فهل الكفر والظلم والفسق .. من المترادفات، هل لها نفس الدلالة الشرعية (الظلم والفسق = الكفر) ؟!
    نعم أخي عدنان وكما كانت توجد هنالك أسماء صفات للمؤمنين مترادفة كما أوضحها القرآن توجد هنالك أسماءصفات مترادفة للكفار وهي التي ذكرتهاانت. والآيات التي ذكرتها هي خير دليل على كلامي حيث إن الفئة التي لم تحكم بما أنزل الله هي فئة واحدة فتارة وصفها الله بأنها كافرة وتارة وصفها بأنها ظالمة وتارة أخرى وصفها بأنها فاسقة. فلو كانت هنالك صفة مختلفة قد اتصفت بها كل فئة لم تحكم بآيات الله وسميت باسم مختلف لتعرفنا على الفرق في التسميات. وقد سميت الجنة بأسماء صفات المؤمنين المختلفة كما سميت النار بأسماء صفات الكفار وهكذا. ألم يكن اليوم الآخر هو يوم واحد ولكنه سمي بأسماء الأحداث التيتحدث فيه ولكن جميعها أسماء ليوم واحد فأي اسم ذكر استغني به عن الآخرين والله أعلم
    أما تعريف الإسلام على إنه العمل بالأركان الخمسة فقط كما يظن الكثيرون فهو خطأ في منظوري وإلا فكيف تفسر لي قول الله تعالى: (ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً ) 3 المائدة.
    ثانياً: إن رأيك عن الاسلام مبني على حديث سيدنا جبريل ولكن هنالك حديث آخر وهو: جاء وفد عبد قبس للرسول صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يعلمهم خمسة أشياء ويناههم عن خمسة أشياء فقال لهم أعلمكم الإيمان بالله وحده. ثم سألهم أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا لايا رسول الله قال لهم.: الإيمان بالله وحده هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت. ونهاهم عن خمسة أشياء. (صحيح بخاري كتاب الإيمان). ولو قرأت ما كتبته لك عن الآية 14 الحجرات و17 الحجرات لعلمت أن المفردتين الإسلام والإيمان مترادفتان.
    ثالثاً: لقد سؤل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصراط المستقيم قال: “ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلي جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلي الأبواب ستور مرخاة وعلي باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس أدخلوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه،
    فالصراط الاسلام والسوران حدوده أي حدود الله والأبواب المفتحة محارم الله وذلك الداعي علي رأس الصراط كتاب الله والداعي من فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم.”
    اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا واغفر لنا وأعف عنا يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام

    1. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .. أختي الفاضلة البتول

      سأكتفي الان بالرد على نقطة فقط لأولويتها .. واستكمل الرد على باقي النقاط في لاحقاً متى وجدت الوقت الكافي مع اني قد وضحت وشرحت هذه النقاط في ردودي السابقة ..
      ____________________________________

      اقـــــتــــــبـــــاســـــ : تقول ألأخت بتول: ((كما كانت توجد هنالك أسماء صفات للمؤمنين مترادفة كما أوضحها القرآن توجد هنالك أسماءصفات مترادفة للكفار وهي التي ذكرتهاانت. والآيات التي ذكرتها هي خير دليل على كلامي حيث إن الفئة التي لم تحكم بما أنزل الله هي فئة واحدة فتارة وصفها الله بأنها كافرة وتارة وصفها بأنها ظالمة وتارة أخرى وصفها بأنها فاسقة)) انتهى “الاقتباس” والذي كان جواب الأخت البتول على سؤلي التالي: هل الكفر والظلم والفسق .. من المترادفات، هل لها نفس الدلالة الشرعية (الظلم والفسق = الكفر) ؟!

      * والجواب على رد الأخت الفاضلة البتول …

      ١- {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُون} َ[المائدة: 44]،

      * المقصود في الاية هم (السلاطين/الحكام) ومن في حكمهم ممن يرجع اليهم أمر الناس، الذين لهم السلطة والقوة بتطبيق والزام الناس بالشرع (القانون) الذي يقضىى فيه بينهم .. فان الزموا الناس بالتحاكم لغير ما أنزل الله .. (هُمُ الْكَافِرُون) ..

      ودليل ذلك من سياق الآيات ومنه قوله تعالى في الاية (43)التي قبلها {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣)} .. فيها تأكيد وهو نفي الايمان عمن اعرض وانصرف عن الحكم بكتاب الله {ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ} .. والايمان ضده الكفر…

      ٢- {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}َ[المائدة: 45]،

      * (الظالمون) في هذه الآية هم (القضاة الجهلة) الذين يقضون بين الناس بلاعلم .. بجهلهم ظلموا انفسهم بتعريضها لعذاب الله, وظلموا الناس بتضييع حقوقهم ..

      ودليل ذلك ماجاء في نفس سياق الآية وهو قوله تعالى: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)} ..

      ففي سياق هذه الاية علم وبيان لاحكام شرعية .. فلا ينبغي لأحد ان يتصدر للقضاء وهو جاهل باحكام الكتاب وكيفية القضاء به ..

      ٣- {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}َ[المائدة: 47]،

      * المقصود في الآية هم (القضاة الفسقة) الذين يعلمون الحق ولكنهم يميلون في احكامهم الى الباطل ابتغاء مصلحة دنيوية (مال، منصب، محاباة …الخ) .. فهم (الفاسقون) ..

      ودليل ذلك سياق الايات ففي الآية التي قبلها (٤٦) قال تعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46)} .. الشاهد هنا قوله تعالى {وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} ..

      * “الفسق” ضد “التقوى” ..

      و”الفسق”: يعني العصيان وترك أمر الله تعالى، والخروج عن طاعته، وعن طريق الحق..

      و”التقوى” : معناها خشية الله ومخافة عذابه والرغبة فيما عند الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه .. عن علي رضي الله عنه قال: ( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل )).

      ** قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى بهفهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرفالحق فقضى للناس على جهل فهو في النار ]
      رواه الأربعة وصححه الحاكم.

      *****************
      هذا والله اعلم .. فان اصبت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي والشيطان .. واستغفر الله العظيم واتوب اليه .. وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

  16. بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير
    إن الآية: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} لها سبب نزول فقد قيل: نزلت في قوم من اليهود قتلوا قتيلاً، وقالوا تعالوا حتى نتحاكم إلى محمد، فإن حكم بالدية، فاقبلوه، وإن حكم بالقصاص، فلا تسمعوا منه، والصحيح أنها نزلت في اليهوديين اللذين زنيا، وكانوا قد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم من الأمر برجم من أحصن منهم، فحرفوه واصطلحوا فيما بينهم على الجلد مائة جلدة، والتحميم، والإركاب على حمارين مقلوبين، فلما وقعت تلك الكائنة بعد الهجرة، قالوا فيما بينهم تعالوا حتى نتحاكم إليه، فإن حكم بالجلد والتحميم، فخذوا عنه، واجعلوه حجة بينكم وبين الله، ويكون نبي من أنبياء الله قد حكم بينكم بذلك، وإن حكم بالرجم، فلا تتبعوه في ذلك. وقد وردت الأحاديث في ذلك، فقال مالك عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ ” فقالوا نفضحهم، ويجلدون، قال عبد الله بن سلام كذبتم، إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة، فأتوا بالتوراة، فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك، فرفع يده، فإذا آية الرجم، فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما، فرأيت الرجل يحني على المرأة يقيها الحجارة، أخرجاه، وهذا لفظ البخاري. وفي لفظ له فقال لليهود ” ما تصنعون بهما؟ ” قالوا نسخم وجوههما، ونخزيهما، قال{ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }.
    ولذلك تم التعميم في الآية التي تلتها بأن أي مؤمن لا بد له أن يحكم بما أمر الله. وبالتالي من يحكم بين تلاميذه فليحكم بالعدل ومن حكم بين أصدقائه فليحكم بالعدل ومن حكم بين أبنائه فليحكم بالعدل وهو قول الرسولصلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ” )
    إذاً نجد أن الآية عامة تخاطب كل مؤمن وإن كان الحكام والقضاة هم الذين يقع عليهم عبء تطبيق الأحكام أكثر من غيرهم.
    أتمنى أن أكون قد أوضحت وجهة نظري التي لم تختلف عن وجهة نظرك كثيراً والله المستعان وأستغفر الله وأتوب إليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مشاركة

مقالات اخرى

ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)

كتبه : زائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول

المزيد »

دَعْوى مَشْرُوْعِيّة مُتْعَةُ النِّسَاء

  في قوله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 24 [النساء] القائلون بوقوع

المزيد »