التَّعْرِيْفُ بِالمُتّقينْ وَالعُلَمَاءْ المُؤْمِنِيْنْ

بسم الله الرحمن الرحيم
التَّعْرِيْفُ بِالمُتّقينْ وَالعُلَمَاءْ المُؤْمِنِيْنْ
يقول تعالى : إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) (سورة فاطر)
إن اختلاف العصر وتميز فئة من المشتغلين بعلوم الشريعة باسم العلماء أوجد اختلالاً في فهم الآية المسطرة أعلاه عند كثير من الناس فَفُهِمت بأن الحصر (إِنَّمَا) يختص فئة من الناس بأعيانهم دون سواهم ، وهذا برأيي لا يتفق و الفهم المراد من الآية وتضييق لأمر يقوم على العموم.
وباستقراء العلم والأمر به في كتاب الله نجده ذُكر وتم الأمر به في ثلاثين موضعاً في كتاب الله ، ولو تتبعنا مواضع الأمر بالعلم في الثلاثين موضع لوجدناها جامعة لقدرة الله وصفاته سبحانه فمن آمن و علم بها كان من العلماء وتحققت في قلبه الخشية التي لا تتأتى لمن جهل ، وتعريف العلماء هنا كما أشرنا ليس تخصيص لفئة من المسلمين بالمصطلح الذي نعرفه اليوم وإلا لكان الحصر في قوله تعالى (إنَّما) يخرج عامة المسلمين والمؤمنين من الخشية لله ولكن العلماء هنا صفة لمن تحقق لديه العلم الذي أمر به الله في كتابه، فكل مؤمنٍ تحقق لديه ذلك دخل في هذه الآية.
ولنجتزئ مواضع الأمر بالعلم فنقول :
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (البقرة الآية(194)
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (البقرة الآية(196)
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (البقرة الآية(203)
فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة الآية (209)
وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (البقرة الآية(223)
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة الآية 231)
اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة الآية 233)
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة الآية(235)
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة الآية(244)
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة الآية(260)
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة الآية(267)
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة الآية(98)
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (المائدة الآية(49)
فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (المائدة الآية(92)
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المائدة الآية(98)
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (الأنفال الآية(24)
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (الأنفال الآية(25)
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (الأنفال الآية 28)
إِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الأنفال الآية(40)
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأنفال الآية(41)
وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (التوبة الآية(2)
فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (التوبة الآية(3)
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (البقرة الآية(194)
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (التوبة الآية(123)
اعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (هود الآية(14)
فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (القصص الآية(50)
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (سورة محمد الآية(19)
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (الحجرات الآية(7)
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا (الحديد الآية(17)
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ.(الحديد الآية(20)
ولو تتبعنا واستقرأنا ما أمر الله بالعلم به في الآنف من الآيات لوجدناه منصباً جلُّه على قدرة الله المطلقة وصفاته العليَّة التي لا يشاركه فيها أحد فالعلم والتقوى متلازمان فلا يتحقق التقوى بدون العلم والأمر بالتقوى يحققه العلم بالله ومن علم بالله كما أمر الله في كتابه في هذه المواضع على وجه كمال العلم وتمام الإيمان تحققت منه الخشية من الله وحصل التقوى.
والله أعلى وأعلم وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

11 تعليق

  1. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    بارك الله فيكم و في جهودكم

    صدقت في قولك العلم و التقوى متلازمان
    فالهداية و التقوى لا يحصلان إلا بالعلم قال تعالى :” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها”
    فقد دعت الآية إلى التدبر في القرآن الكريم والذي بدوره يدعو إلى التدبر في الكون المفضي إلى العلم و المعرفة و بالتالي الوقوف على قدرة الله المطلقة .
    وبينت أن الحاصل من لا تدبر هو الختم على القلب ، فمن تدبر تم الفتح على قلبه بالاهتداء و التقوى لما ناله من علم نتيجة تدبره. و من لم يتدبر أقفل على قلبه
    وبهذا هي تربط بين الحالة الفكرية للإنسان و حالته الإيمانية
    فالأيجابية في التفكير الموصلة للعلم يحصل منها إيجابية في الايمانية و العكس صحيح.
    كما أن العلم أساس العبادة فلا يعبد الله بالجهل قال تعالى “فاعلم انه لا اله إلاّ الله”
    و العبادات من أهمل غاياتها و حكمها حصول التقوى

  2. نعم أختي
    هو موضوع هام للغاية ومدون منذ فترة واضيف له كلما سنحت الفرصة وقد نشرته وتبين لي بأنه لا يزال ينقصه امور ولكنه على وشك الانقضاء والنشر واعتقد بأنه سيدور حوله نقاش واسع فلن انشره في المنتدى وسأكتفي بنشره هنا إن شاء الله.
    وجزاك الله الجنة اختي لتعقيبك الثمين على هذا المقال

  3. تبادر لي فكرة أن عدم نشره لأنه موضوع حساس للغاية و إذا ما تم طرحه سيكون هنالك الكثيرين ممن يردون إما بموافقة أو المعارضة، و لكن الأمر سيعينك على اثراءه
    هذا طلبي منكم في موضوع القضاء و القدر
    إذا ما فرقنا بين معنى القدر و القضاء كما بينتم
    و اعتبرنا أن :
    القَدَرْ: هُوَ كُلُّ أعْمَالُ المًخْلوْقاتِ الَّتيْ لَمْ يُفْضُونَ إليْهَا بَعْدْ.
    القَضَاءْ: هُوَ مآلات الأقْدَارُ مِنْ الحَواَدِث الَوَاقِعَةُ والوقائع المُنْقَضِيَةْ ، وَالأَحْكَاَمُ الإِلَهِيَّةُ النَّاَفِذَةْ.
    عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزيد في العمر إلا البِرّ، ولا يرد القدر إلا الدعاء) رواه الترمذي وابن ماجة
    وهذا الحديث يستدل منه على طبيعة الفرق بين القضاء والقدر ، فالقضاء هو الموت والقدر هو وقت وقوع هذا الموت فمن الأعمال ما يزيد في عمر ابن آدم كالبرِّ وصلة الرَّحم فيتأخر وقوع القضاء عليه إلا أنه واقع لا محالة ، والدعاء عبادة تغير الأقدار وتردها فالقدر المردود بالدعاء ينقل العبد لقدر آخر فمن دعا بالحفظ من السوء يَدْرأ الله عنه السوء إن استجاب دعاءه ويبدله بخير فيكون رد قدراً بقدر.

    كيف يمكن اسقاط هذين المفهومين على قوله تعالى : قوله تعالى :” ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ”

    و ماذا يقصد النبي عليه الصلاة و السلام في قوله ” كتب الله ” في الحديث التالي: عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:” يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ” رواه الترمذي ، وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7957

    و آسف على كثرة تعليقاتي فما أريد منها إلا وجهه تعالى و تعلم من علمكم

  4. الحمدلله وحده وبعد
    فبالنسبة للتعقيب والنقاش فإنه هو سبب نشر هذه المواضيع وإلا فالاحتفاظ بها أولى فجزاك الله عنا خير الجزاء ولعل مسألة تثار تردنا إلى الحق وتنبهنا عن الخطأ.
    وأما الجمع بين المفهومين وبين الآية الكريمة فالمراد بالأجل هو موعد وقوع القضاء فربما تأجل ذلك من أجل لأجل ببر او بصلة رحم ولكن الأجل النهائي الذي يقع فيه الحدث هو القضاء.
    وبالنسبة لحديث ابن عباس رضي الله عنه فالمراد من الضرر المكتوب هو القضاء والقضاء لا مناص عنه ، أما ما يراد ايقاعه على العبد من الضرر ويصرفه الله بدعاء او بعمل صالح فلم يقع فهو من الاقدار التي تغيرت وتغييرها في ذاته قضاء ولكنه قضاء معاكس لقضاء الوقوع.
    ارجو ان يكون هذا قصدتي السؤال عنه

    1. القضاء والقدر مستويين مختلفين ، نستطيع بأفهامنا البسيطة وبإحاطتنا المحدودة أن نفهم القدر نوعا ما ولكن فهم القضاء وكيفيته فهو مستوى عال لا تدركه أفهامنا ولا تقدر على استيعابه عقولنا لأنه ليس من نطاق تصرفنا، وأعلمنا به ربنا جل وعلا لتبيان مشيئته المهيمنة وقدرته العظيمة وليس لأنه في نطاق امكاناتنا العقلية والخلقية.
      ونقيس عليه الكثير من القدرات العظيمة التي يحيط بها ربنا جل جلاله ويملكها ولا نعلم كيفيتها كالاحياء والاماتة واحاطته سبحانه باحاديث واعمال كل حلقه في وقت واحد مهما اختلفت السنتهم وتعددت افعالهم.
      فيجب علينا الايمان بالقضاء والقدر كما اخبرنا الله عنه بما يليق بربنا جلت قدرته وتعالت ذاته من القدرات .
      وربما يكون في بقية المقال عند نشره ما سيبين كيفية استفادة المؤمن من هذا العلم بما ييسر حياته ويحقق آماله ورغباته بإذن الله وقدرته سبحانه

  5. جزاكم الله خير الجزاء
    أردت فقط أن أدرك كيف نفرق بين القضاء و القدر و أقف على ذلك دون لبس ،و قد لفت نظري طريقتكم في ابراز مفهومهما
    حتى إذا ما قمت بابراز مفهوم القدر و القضاء كمعنيين منفصلين في دروس العقيدة الاسلامية و بيان مفهوم أصولها الستة أكون قادرة على التمييز بينهما في أري نص شرعي أتعامل معه.

  6. جزاك الله خيرا على هذا العطاء المميز والجهد الراقي .
    حقيقة قالوا -وقولهم صواب :”ليس العلم بالرواية ولكن العلم بالدراية” !!
    فليس كل من عرف التقوى ما هي ، وجمع من العلوم الكثير ، ويستطيع أن يتحدث بنصوص كثيرة وصحيحة ساعات ..ولكنه لا يخشى الله تعالى !!لأن العلم في عقله وليس في قلبه !!
    إذن من هم العلماء الربانيون ؟؟؟؟؟؟؟
    قال تعالى-في شأن أهل العلم- :
    {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً}[الإسراء : 107] ،
    و قال سبحانه : {وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً }[الإسراء : 109] ،
    وقال-جلَّ وعلا- :{… إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء…}[فاطر : 28] .
    وصفات الهلماء الربانيون هي :

    أهم صفات الربانيين
    الأولى: الكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقيدة، والعبادة، والأدب، والسلوك.
    الثانية: الاشتغال بالعلم الشرعي، والحرص على تحصيله وتلقيه من المشايخ الأكفاء.
    الثالثة: الصدق، والاخلاص، والتجرد لله عز وجل.
    الرابعة: الخشية والخوف من الله عز وجل.
    الخامسة: تعليم الناس وإرشادهم والتدرج في ذلك من صغار العلم إلى كباره.
    السادسة: الرسوخ في العلم.
    السابعة: مخالطة الناس، والصبر على تعليمهم وإرشادهم، وما يصدر منهم.
    الثامنة: التواضع، ولين الجانب.
    التاسعة: الإنصاف، والرجوع للحق.
    العاشرة: النصح لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
    الحادية عشرة: العمل على تزكية النفس.
    الثانية عشرة: الالتزام بالهدي والسمت الصالح.
    الثالثة عشرة: تصدر الأمة وقيادتها.
    الرابعة عشرة: تجنب المراء، والجدل، والخصومات، والتباغض، والتحاسد.
    أسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم ..آمين ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مشاركة

مقالات اخرى

ذو القرنين الذي أتاه الله من كل شيء سبباً (1)

كتبه : زائر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء ذكر ذي القرنين في سورة الكهف كجواب على أسئلة اليهود الثلاث التي أمروا كفار قريش أن يسٱلوها النبي كتحدي له وتعجيز فسألوه عن : الروح وعن فتية ذهبوا في الدهر الاول

المزيد »

دَعْوى مَشْرُوْعِيّة مُتْعَةُ النِّسَاء

  في قوله تعالى: وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا 24 [النساء] القائلون بوقوع

المزيد »